الخبر وما وراء الخبر

الجيش السعودي أحرار ام عبيد

252

ذمار نيوز -بقلم / د. احمد حسين الديلمي

يعتقد الكثير من الناس عندما تقوم دولة عظمى وقوية بشن الحرب والاعتداء على دولة اخرى لا تجاريها في القوة فضلاً عن انها ضعيفة, ان النصر محسوم للدولة القوية وفي وقت قصير, ولا لوم على هؤلاء الذين يبنون حساباتهم على شيء واحد هو القوة امام الضعف, لكن الطامة الكبرى ان يكون هذا الاعتقاد لدى الدولة التي تقوم بشن الحرب والاعتداء على دولة اخرى لا تجاريها في القوة, لان الحروب ليست لعبة,

كما ان لها قادتها وساستها الذين اذا ما ارادوا تحقيق النصر فلابد من قيامهم بعمل حسابات لكل صغيرة وكبيرة, اهمها عمل حسابات لشعب الدولة المعتدى عليها الذي سوف يدافع عن نفسه وعن وطنه تلقائياً بكل ما أوتي من قوة, فاذا كانت هذه غريزة في الحيوان, فما بالك بالانسان, كما ان الاستهانة والاستخفاف بالعدو وحتى وان كان ضعيف تعتبر من اول بوادر هزيمة القوي المستهتر, والتاريخ يحمل لنا الكثير من الامثلة عن دول عظمى شنت الحرب وقامت بالاعتداء على دولة اخرى واستهانت بها, فكانت النتيجة هزيمة قاسية ومؤلمة لها,

فعلى سبيل المثال أمريكا الدولة العظمى وعندما وضعت في نفسها هذا الاعتقاد وشنت حرب واعتداء على فيتنام التي لا تجاريها في القوة وتعمدت على استخدام اعلام التضليل لتزييف انتصارات وهمية لامريكا, لكن ما ان تجلت الحقائق حتى كشفت عن هزيمة مصحوبة بفضيحة, كذلك “هتلر” عندما اصيب بجنون العظمة واعتقد انه يستطيع هزيمة العالم,

كانت النهاية هزيمة سبتت انقسام المانيا,

وايضاً عندما اصيب الرئيس العراقي صدام حسين بالغرور ووضع في نفسه هذا الاعتقاد بالحاق هزيمة كبيرة لدولة ايران رغم وقوف معظم دول العالم معه, كانت النتيجة الاستسلام والهزيمة, وها هو التاريخ يعيد نفسه وخصوصاً لدى الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ,

وها هو النظام السعودي يقع في نفس المأزق بشنه الحرب والاعتداء على اليمن وشعبه, ومن البديهي انه عندما وجد نفسه يمتلك القوة والمال والتحالف وضع في نفسه هذا الاعتقاد وبنى على ذلك حساباته التي تمحورت على نصر محسوم وفي زمن لا يحتاج الا لأيام, بالكثير شهر واحد, غرور عجيب جعل نظام آل سعود يستهين باليمن وشعبه ولم يعمل حساب لصموده, بل واعماه عن الاطلاع لتاريخ اليمن امام الغزاة, وهكذا بدا العدوان الغاشم والباغي على اليمن وشعبه تحت اسم “عاصفة الحزم”,

ودارت الايام واكتمل الشهر الاول للعدوان ولم يتحقق حرف واحد من اهداف العسيري, فاذا بالغرور قد بدأ يتهاوى واذا “بعاصفة الحزم” تتحول الى “اعادة الامل” التي سرعان ما اصيبت بخيبة امل فتحولت الى “تحرير عدن واعادة الشرعية لها”, وما هي الا ايام حتى تبدلت الى “السيطرة على مارب والجوف”,

لكن “صافر” وما ادراك ما حصل في “صافر”, الذي كان له فضل في مسح كل تلك الاسماء والعناوين, لكن لانهم مازالوا يعيشون في ذلك الغرور جعلهم يرفعون لعدوانهم اسم جديد وهو “تحرير صنعاء”,

ولن ادخل في تفاصيل ما حصل لليمن وشعبه خلال اكثر من مائة وتسعين يوماً, أي اكثر من نصف عام من جرائم حرب ومجازر وتدمير وقتل اطفال واستخدام سلاح محرم دولياً وتحالف عجيب وصمت أممي مخزي, فكل هذا معروف للجميع لكن ما اود الحديث عنه هو انه ما ان بدأت المعارك البرية في جيزان ونجران وعسير ومارب, حيث صنع الجيش واللجان الشعبية معجزات ستظل ملحمة على مر التاريخ بتحقيق انتصارات مذهلة, سقطت فيها طائرات العدو وتدمرت الآليات والدبابات وتم استهداف مواقع استراتيجية هامة, لكن الاهم من هذا كله هو اسقاط جنود سعوديون بالمئات وامثالهم من حلفائهم ما بين قتيل وجريح واسير, ناهيك عن الهاربين, وما ان بدأت “قناة المسيرة” ببث الحقائق حتى سارع آل سعود بأموالهم الى توقيفها, ليس هذا فحسب بل وصل الامر الى معاقبة من يشاهدها في السعودية الى خمس سنوات “قانون عجيب رغم انف علماء السعودية ورجال القانون وحقوق الانسان”, ولم يتوقف الامر عند هذا, بل وبأموالها سخرت اجهزة اعلامها التي تعتمد على الكذب والافتراء والتضليل, لتغطية عجزها وتزييف انتصارات وهمية ولو كانت مقتبسة من لعب الاطفال,

لكن ما يحيرني هو ان اسرة آل سعود تتعمد استخدام هذا التضليل على شعب الخليج بصفة عامة والشعب السعودي بصفة خاصة, وذلك ليس عن الانتصارات الزائفة, بل عن اخفاء حقائق هزائمها,

والأمّر من ذلك اخفاء عدد ضباط وجنود قتلى, الذين لا ادري كيف تستطيع اخفائهم عن اسرهم, واذا ما تم الكشف عن احدهم يلجأ النظام السعودي الى اعلان وفاته عن طريق جلطة او سكتة قلبية ولم يسقط في المعارك او في قاعدة عسكرية, “وفي رأيي هذا التصرف من آل سعود هو الوحيد الذي كانوا فيه صادقين, لأنها تعلم انها تحارب ظلماً وعدواناً, لذلك فقتلاهم ليسوا شهداء ومن اجل ذلك يقومون بدفنهم سراً”,

والحقيقة لا ادري ما هو سبب صمت وسكوت الشعب والجيش السعودي عن هذه التصرفات الغير اخلاقية لحكامهم, مع انني علىيقين ان الغالبية العظمى مطلعة وتعلم بالحقائق, ليس عن طريق قناة المسيرة بل عن طريق القنوات الاخرى او عن طريق الصحف الامريكية والبريطانية التي رغم تحالفها الا انها تنشر الحقائق, والاهم هو معرفة الحقيقة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الذي اصبح في كل بيت, فالأعلام لم يعد محصوراً على قنوات الجزيرة والعربية والحدث, التي اصبحت مؤذية ليس للعين والسمع, بل وللأنف ايضاً,

نظراً لما ينبعث منها من روائح كريهة, فهل وصلت درجة الاستخفاف لأسرة آل سعود بجيشها وشعبها الى هذا الحد, وهل وصلت درجة الذل والهوان بكم “الشعب والجيش السعودي” الى هذه الدرجة, ان اخفاء الحقائق من هذه الاسرة وقيامها بدفن ابنائكم سراً ليس له الا تفسير واحد لا غير, وهو ان هذه الاسرة الفاسدة تعتبر ان الجندي السعودي ما هو الا عبد لها, ان عاش فهو عبداً يخدم النظام, وان قُتل فهو عبداً مات مدافعاً عن النظام, فيا شعب الخليج و يا شعب السعودية الى متى ستظلون عبيداً مع انكم تدّعون بأنكم ولدتم احراراً.