منطلقاتك الدفاعية
بقلم / حسن فرحان المالكي
تتشابه معركة الوعي مع المعركة العسكرية في كون القوات التي تقاتل في المعركتين تكون أحدها مقاتلة في الجبهة الهجومية والأخرى في الجبهة الدفاعية ويتشابهان أيضا في أن أي نجاح لأي عملية قتالية فيهما خاضعة لأربعة عوامل رئيسية هي:
1- قواتنا 2- قوات العدو 3- المحيط الذي تدور فيه المعركة 4- نوع المهمة القتالية. غير أن واقع ونتائج ومراحل معركة الوعي تسيطر على المعركة العسكرية وتحدد نتائجها وليس العكس ولذلك فإن معركة الوعي هي المعركة الحقيقية والمستمرة والدائمة.
ففي ظل العدوان على اليمن وجدنا أنفسنا منخرطين في معركة الوعي التي لها تأثير كبير على المعركة العسكرية نتيجة لما يلاحظه الجميع في أننا نستهدف ونهاجم من قبل أعدائنا بشكل مستمر في معركة الوعي كحقيقة وواقع قال عنه الله ” يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.
وبما أن معركة الوعي هي من تؤثر على المعركة العسكرية فقد توجب عليك كيمني مقاتل في هذه المعركة الخطيرة أن تكون مقاتلا قويا بقوة الحق وعدالة قضيتك سوى كنت مهاجما أو مدافعا، لكننا نتفق في أن وضعيتنا القتالية الحالية في هذه المعركة هي الوضعية الدفاعية ووضعية العدو هي الوضعية الهجومية فقد توجب علينا جميعا أن نصحح منطلقاتنا الدفاعية في هذه المعركة وافشال مخططات العدو الهجومية التي أتخذ فيها التضليل والتزييف وقلب الحقائق والمكر والكيد أسلحة دائمة وثابته لمهاجمتنا بها، باعتبار أننا أصحاب قضية عادلة ومشروع عظيم ونحمل قيم ومبادئ وأخلاق سليمة وراقية ونمتلك قيادة حكيمة.
فواقع عدونا وأسلحته واقع هزيل وضعيف وباطل وما يزيد من تأثير هجماته المتكررة علينا هو منطلقاتنا الدفاعية التي وضعنا فيها عدونا وليست منطلقة من الأسس القوية والقواعد الثابتة والقضايا العادلة والحقائق الجلية والمعايير والمقاييس الإلهية التي بني عليها مشروعنا العظيم التي لو انطلقنا من خلالها في جبهتنا الدفاعية بمعركة الوعي فإنها كفيلة باجتياح الباطل وإزهاقه وسنساهم بذلك في حسم المعركة العسكرية التي ظهر فيها مقاتلونا أقوى من قوات العدو بحكم ما لمعركة الوعي من تأثير على المعركة العسكرية.
ولتصحيح منطلقاتنا الدفاعية فأن البداية في فحص هجمات العدو التي تبدو لأي متابع بأنها هجمات تعتمد على تضييق محيطنا الدفاعي أو تأطير مهمتنا الدفاعية بما يحقق للعدو نجاح في عملياته الهجومية في معركة الوعي، فما يظهر لمن يراقب هذه المعركة وتلك الهجمات هو إننا ندافع عن ذواتنا كمكونات سياسية أو ذاتنا كأشخاص أو عن أشخاص ينتمون إلينا أو عن مواقف شخصية لأحدنا ولسنا مدافعين كما هو واقعنا عن قضية عادلة ومشروع عظيم وقيم ومبادى وأخلاق أصيلة نحملها لإنقاذ البشرية بأكملها.
ومن هنا فإن تصحيح منطلقاتنا الدفاعية في معركة الوعي ضرورة للانتصار في هذه المعركة من خلال ما نمتلكه من مشروع وليس من خلال ما تقودنا إليه أهواؤنا التي تنساق إلى مواقع ومتارس دفاعية أراد العدو أن نتخندق فيها ليسهل عليه استهدافنا.
والله متم نوره ولو كره الكافرون.
واعلم أن النصر من الله العزيز الحكيم.