الخبر وما وراء الخبر

معركةُ الشعب ضد العدوان والطابور الـ5

171

بقلم / زيد البعوة

هي معركةٌ مفتوحةٌ أسماها السيدُ القائدُ معركة النفَس الطويل مع العدوان السعودي الأمريكي في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والإعْلَامية والسياسية وضد الطابور الخامس من المرجفين والمنافقين.. ومعركة على الكل المستويات الداخلية والخارجية، فمثل ما هو العدوان يريد أن يحتلَّ اليمن وينهب ثرواتِه ويستعبد ويستذل أهله فإنه يسعى إلى استخدام كُلّ الأساليب والوسائل لتحقيق أهدافه التي منها زحفٌ عسكري وحصار وقتل ودمار، ومنها خلخلة الجبهة الداخلية من خلال زرع العملاء والمنافقين لبث الشائعات والأراجيف، التي من شأنها إضعاف المجتمع لمصلحة العدو لتسهُلَ عليه العملية العسكرية وتحقيق أهدافه المشؤومة.

وفي المقابل الشعب اليمني يواجه العدوان على كُلّ الأصعدة في ميادين الجهاد العسكرية والأمنية والإعْلَامية، وفي نفس الوقت لا ينسى أن يهتمَّ بتطهير الجبهة الداخلية من المنافقين وترتيب وضعه والحفاظ على مجتمعه؛ ليبقى متماسكاً وقوياً لسببين اثنين: أولها إفشال مُخَطّطات العدوان. والثاني تعزيز الصمود والثبات في موجهة العدوان وأدواته حتى النصر..

لقد راهن العدوان على تمزيق وحدة شعبنا منذ اليوم الأول من العدوان، واليوم وبعد مرور عامين ونحن نودع الشهر الأول من العام الثالث استطاع شعبُنا أن يُسقِطَ الرهان وَأن يثبت أنه شعبٌ واعٍ ويفهم أساليب الصراع ويعرف أهميّة الوحدة والتكاتف في مثل هذه الظروف.

ولأن العدو لا يكل ولا يمل، فهو يسعى جاهداً بكل ما يستطيع إلى خرق جدار وعينا ووحدتنا في هذه الأيام عبر الطابور الخامس؛ ولكي لا يصل إلى نتيجة علينا كشعب يمني لديه تجربة أن نستنفرَ كُلّ جهودنا وطاقاتنا للوقوف بحزم وصرامة ضد المنافقين والمرجفين..

ولقد كان خروجُ الشعب إلى شارع المطار في مسيرة جماهيرية حاشدة ضد الطابور الخامس مطالبين فيها المجلس الأعلى وحكومة الإنقاذ بضرورة فرض قانون الطوارئ خطوةً إيجابيةً في الاتجاه الصحيح، منبهين ومحذرين ومحمّلين المسؤولية الجانبَ الرسمي لاتخاذ موقف بصفته الجهة المعنية التي منحها الشعب الثقة للحفاظ على أمنه ووطنه، ما لم فإن الشعب يكون قد ألقى بالكُرة في ملعب الحكومة التي أفضل لها أن تستجيبَ لمطالب الشعب، وإلا فكل الخيارات أمام الشعب مفتوحة للتحَـرّك ضد الطابور الخامس كواجب شرعي وديني ووطني ضد العدوان ومرتزقته..

وبما أن شعبَنا العظيم يعيشُ مرحلة جهاد وتضحيات ومرحلة صراع، فلن يغفلَ عن الطابور الخامس، ولن يتركه يسرح ويمرح كما يريد العدو ينخر جسد شعبنا ويبيع ويشتري في تراب بلدنا دون أن يحرّك ضده ساكناً، لا والله فكما قال الإمام علي كرم الله وجهه في الجنة: والله إن أمرؤ يمكِّنُ عدوَّه من نفسه يعرق لحمه وَيهشم عظمَه، وَيفرى جلدَه، لَعظيمٌ عجزُه، ضعيفٌ ما ضمّت عليه جوانح صدره، أنت فكن ذاك إن شئت، أما أنا فوالله دون أن أُعطي ذلك ضرباً بالمشرفية تطيرُ منه فراش الهام وتطيح منه السواعد والأقدام، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء..

فتجاهل الخطر يا شعبَ الإيْمَان والحكمة لا يدفع الخطر، بل يجعله يستفحلُ أكثر، ونحن اليوم في وضع لا نُحسَدُ عليه، العدو يتربص بنا الدوائر، ويتمنى أية فرصة تجعله يتمكّن من رقابنا فيفتك بنا كما يفعل الذئبُ بفريسته.

ولكن الشيء المؤمل والمبشّر بالخير هو أن تحَـرّك شعبنا في هذه الأيام بهذا المستوى الفعّال ضد المنافقين ستكونُ له ثمارٌ طيبة إن شاء الله.