لماذا يؤكد الغرب استخدام “داعش” للكيماوي في العراق وينفية في سوريا
اتهمت الشرطة العراقية جماعة “داعش” التكفيرية، باستخدام أسلحة كيماوية ضد قواتها في الموصل.
وقال ضباط في الشرطة الاتحادية العراقية، أمس الأحد، لوكالة “رويترز” إن عناصر من التنظيم الإرهابي قصفت القوات الحكومية بأسلحة كيماوية في حيي “العروبة” و”باب الجديد” يوم السبت الماضي.
وأكدت الشرطة العراقية على أن هجوم الجماعة الكيماوي لم يمنعها من التقدم صوب آخر معاقل التنظيم الإرهابي في الموصل.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن 12 شخصا، بينهم نساء وأطفال، تلقوا العلاج مما يحتمل أنها مكونات أسلحة كيماوية تعرضوا لها في الموصل.
وكان “داعش” قد نفذ هجوما بالسلاح الكيميائي الذي يحوي غازا ساما ضد الجيش العراقي في منطقة حي الآبار غربي الموصل.
وقد أكد تقرير سابق أصدرته شركة “أي إتش إس لمراقبة النزاعات” وهي شركة لجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها ومقرها لندن، إن “داعش” استخدام الأسلحة الكيماوية بما في ذلك الكلور وخردل الكبريت 52 مرة على الأقل في ميدان المعركة في كل من سوريا والعراق منذ عام 2014، نفذ نحو ثلث تلك الهجمات الكيماوية داخل الموصل، معقل الجماعة في العراق أو في محيطها.
وعن هذا الموضوع يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي لوكالة “سبوتنيك” إن قدرات التنظيم على استخدام الأسلحة الكيماوية كانت مأخوذة على محمل الجد، لاسيما أن الكثير ممن التحقوا بهذا التنظيم كانوا سابقا يعملون في الخطوط الإنتاجية لهذه الغازات في عهد النظام العراقي السابق، وهؤلاء رصدوا وتم تشخيصهم”.
وأكد أن “الخطورة كانت تكمن في شمال الموصل، حيث يوجد معمل لتصنيع المواد الكيميائية، وهو يقع ضمن مسرح العمليات ومن ضمن الأهداف.
وأشار إلى أنه “جرى القيام بالتعاون مع التحالف الدولي بتوجيه ضربة دقيقة وبسلاح نوعي لإسكات هذا التهديد، ولكن الإسكات كان للمصدر وليس لما أنتجه هذا المعمل، والسؤال هل ما أنتجه المعمل تم تدميره، هذه القضية بقيت مثار جدل، وفي تقديرنا فإن المرحلة الحالية أثبتت أن هناك كان منتجا لهذا المعمل، والآن استخدم التنظيم هذه المواد عندما أصبح في خانق”.
وأضاف الشريفي ” في ثلاث مواقع استهدفت التشكيلات المسلحة العراقية بسلاح كيماوي، وقد خضعت هذه المواقع للتحقيق الدولي وعلى وجه السرعة، وقد كان التحقيق دقيق جدا، وردة الفعل الدولي في متابعة استخدام التنظيمات الإرهابية للأسلحة الكيماوية كان سريعا”.
وتساءل “لماذا إذن يدان التنظيم الإرهابي في العراق على استخدامه للأسلحة الكيماوية ولم يدان في سوريا، ذلك أن هذه القضية تخضع للتوازنات وإلى موقف الولايات المتحدة من النظام السياسي في سوريا.
وأكد أن “ابسط تفاصيل ما جرى تثبت أن الحكومة السورية لم تستخدم أي سلاح كيماوي في خان شيخون وإنما تم إسكات هدف من قبل الطيران السوري، اتضح أن الهدف فيه سلاح كيميائي، واي تحقيق بسيط سوف يظهر أن السلاح المستخدم في الضربات الجوية يختلف اختلافا كليا فيما اذا كان كيميائيا أو تقليديا، ولكنهم لم يميزوا بين الضربة الجوية وبين الهدف، وأرادوا فقط إيجاد ذريعة بذلك ليس إلا”.