الخبر وما وراء الخبر

الطابور الخامس نافذة شيطانية تخدم العدوان

210

بقلم / وليد الحسام

لا يوجد ما يسمى بالطابور الخامس على سبيل الحقيقة فالمواطنون إما صالحون وإما فاسدون يقترفون السيئات متعمدين أن يبيعوا الوطن والهوية مقابل انتفاخ الاسم بالشهرة وجمع الريالات إلى جيوبهم المدمنة للمال غير الشرعي.

نزعة النفاق قد تسيطر أحيانًا على النفس البشرية وتتغلب على النوايا الإيجابية من حيث لا يشعر المرءُ، فيصير جنديًا من جنود النفاق ويخدم الشر أكثر من تحقيق مصلحته الشخصية التي كانت سببًا في تَلَوُّنه كالحرباء.

الأمثلة الواقعية تتحدث خلال هذ المرحلة عن ذلك الشكل والأسلوب من النفاق الذي أصبح سلعة أولئك الانتهازيين من أصحاب الأقلام الفضفاضة التي تستغل القضايا الوطنية للدعاية والترويج الإعلامي وتلميع الأشخاص لأنفسهم من خلال نافذة الدفاع عن الوطن في بداية الأمر، وبمجرد أن يجد أولئك _ المُضمرة نواياهم بالتَّكهُنات الخبيثة _ جمهورهم الطيب (جمهور على نيته) إذ بهم يغلقون تلك النافذة ويفتحون نوافذ أخرى تعرض الأشكال القبيحة والمجسمات المنتفخة بالغازات السامة، ويتحول مثل أولئك بسرعة خاطفة إلى لاهثين على أرصفةٍ تجريدية يتعرون فيها بوقاحةٍ مطلقة أمام العابرين وهم يعتقدون في نفس الوقت أن الناس لا يرونهم في هذه الحالة من التّعرّي .

أكثر ما يخدم تلك الأشكال الخبيثة ويزيد من نشاطها هو انجرار المناوئين لها إلى نفس ذلك الاتجاه إذ يشعر المُندس في قضايا الوطن أنه نجح في اختيار طريق ممسوخة ليجر ما استطاع من أقدام فئات جماهيرية إلى المستقعات التي يتعثر فيها الجميع وينشغلون بأقدامهم العالقة في الوحل ويتركون قضاياهم الهامة، ولكي يثبت الناس ارتقاء وعيهم يجب عليهم جميعاً أن يتجاهلوا نشطاء العدوان وخُداميه وكل المنتفعين من الكيان السعودي وعدوانه وتحالفاته ويجب أن نتركهم جميعاً ليعلقوا وحدهم هنالك في اتجاهاتهم إلى هاوية السفلة ليجدوا أنفسهم يغردون بقبحهم دون قيمة ، وللعلم فإن ما يسعدهم أن ينشغل الأحرار والشرفاء بالردود على كتاباتهم، وأكبر ما يهزمهم ويحطمهم هو عندما لا يبالي بهم أحد ولا يعطي لنفخاتهم في النار أية أهمية.

خطورة أولئك ليست بالهيّنة إذا ما اتسع نشاطهم وأصبحوا ظاهرةً مسكوت عنها وحظيت شخصياته بقيمة اجتماعية نتيجة وعي مغلوط ، فالمندسون في دواخل الأنظمة المتماسكة يشكلون خطراً كبيراً عليها رغم تماسكها وتشتد خطورتهم في الحروب التي تخوضها أنظمتهم، فمجرد نشر الخطاب السلبي ونشر الشائعات، وخلق حالة من الإرباك والفوضى والقلق داخل الأنظمة والمجتمع في وقت الحرب هذا بحد ذاته يمثل جبهة داعمة للعدو وتسهل له الطريق لكسب المعركة إذ قد يحقق أبناء الطابور العميل الانهيار والتهاوي السريع لنظامهم المخذول ؛ لذلك فمحاربة العملاء المتسترون بارتباطات وهويات مزيفة من أهم الجبهات التي يجب التصدي لهم من خلالها بالسلاح والأدوات المناسبة.