الخبر وما وراء الخبر

التحالف يتلقى ضربات متتالية في جنوب … وأمريكا تدير مسرحية الصراع الاماراتي السعودي

128

ذمار نيوز -النجم الثاقب 14 إبريل، 2017

الانفلات الامني في المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال السعودي الاماراتي كانت ضربة قاسية للمجتمع الجنوبي في مختلف الميادين السياسية و الامنية و الاقتصادية و العسكرية .

حيث شن التحالف العربي الغربي على اليمن بهدف اعادة الشرعية المزعومة وتحرير المحافظات الجنوبية من الاحتلال اليمني لليمن (حسب قولهم وتعبيرهم) مع انما هذا التعبير من قبل السعودية والامارات كان مثير للخسرية، ومنذ البداية  واجه مشكلة تمثلت في ان هذه ” الشرعية ” لا تمتلك القوة على الارض لا العسكرية منها ولا القبلية،  وبالتالي كانت مسئلة توفير قوة مقاتلة ” للشرعية ” هي اول المهام التي عمل عليها التحالف السعودي ضمن مهامه في ما يسميه ” عاصفة الحزم ” .

وبسبب هذا الضعف استخدم التحالف العناصر الارهابية من القاعدة وداعش المنتمين لحزب الاصلاح كـ ورقة قتالية لمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية بـ وعودات واهية ، لكن عدم الالتزام بالوعودات من قبل التحالف للعناصر الارهابية قد اوجد الانفلات الامني من عمليات الاغتيال والاتحارية في المحافظات الجنوبية.

كما ان الخلالف الاماراتي السعودي على تقسيم الادوار والغنائم في اليمن كانت احدى الضربات القاسية على التحالف بسبب الفشل العسكري والسياسي والامني ، حيث كان توزيع الادوار هذا بين السعودية والامارات يتم في ضل حالة انسجام وتفاهم وتفهم بينهما ماسمح للامارات ان تحضر بشكل هيكلي في ادارة محافظات الجنوب، وتبعا للضربة الموجعة التي تلقتها الامارات في مارب، رفعت من حدة رفضها للاصلاح في الجنوب وعملت على اقصائه ما امكنها ذلك من الوجود ضمن اوعية السلطة في تلك المحافظات،  وكان هذا الامر يلقى تفهما او لنقل غض طرف من السعودية لفهمها حالة الصراع الاماراتي الاخواني على مستوى الاقليم وكانت تفسر كل الحوادث من هذا النوع انها انعكاس لحالة الصراع الاقليمي تلك  .

وبحسب المراقبون أن الامارات  اعتمدت على ثلاث اساليب للعمل في محافظات الجنوب لحماية نفسها مما تراه تهديدا لامنها القومي بعد مسخ السلطة،  الاول في تكوين فصائل عسكرية تحمل اجندات الانفصال بشكل صرف، والثاني في صنع اوعية ادارية تمنع اوعية سلطة ” الشرعية ” من الحضور و الاستقرار  في المحافظات الجنوبية، والثالث في العمل على الاطاحة او مسخ اي عناصر قوة كانت قائمة وتحسب على ” الشرعية ” .

في الحقيقة ان ما يجري في جنوب اليمن مجرد مسرحية أمريكية حيث ان الصراع المحتدم في المحافظات الجنوبية بصورة عامة وفي عدن خاصة بين قوى النفاق والارتزاق، يأتي ضمن مخطط امريكي يهدف الى اعطاء دور وحضور وسيطرة للتكفير الداعشي القاعدي وذلك لتقديمها أمام الراي العام العالمي بان القاعدة وداعش اصبحت القوة المسيطرة على الجنوب كما توحي الى قوى النفاق والارتزاق المتصارعة بذلك وتبارك استعانة القوى المتصارعة بالمجاميع والقيادات التكفيرية ، وهكذا تشعل أمريكا ووكلائها السعودي والاماراتي الصراع وتوسع دوائرها وتدفع بالوضع العام في الجنوب نحو الصراع والفوضى الذي من شأنه ان يهيئ الارضية لتعاظم المد التكفيري القاعدي والداعشي ومن ثم سنسمع عن صراع وقتال بين التكفيريين انفسهم بين ما يسمى القاعدة وداعش على النفوذ.

كما تشهد المحافظات الجنوبية منذ وطأة اقدام العدوان السعودي الامريكي أزمات مختلفة من حين الى اخر، وذلك كله بسبب الاعمال الهمجية التي يقوم بها العدوان ومرتزقته، فهذه هي مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها تعيش حالة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، وتأتي هذه الازمة في ظل احتلال هذه المحافظات من أعظم الدول النفطية وعجز حكومة العملاء عن توفير متطلبات الحياة للمواطنين.