الثالثة على الأبواب؟.. اليمن والشام بوابة النصر.
بقلم/ نوح جلاس
لعل الأيام التي كانت حبلى بالمفاجآت قد أجهضت مولودها سريعاً في مؤشرٍ واضح يؤول إلى توسيع دائرة الصراع المحتوم بصورةٍ خاطفة ولكن ليست بالمفاجأة.
مايتعرض له شعبنا منذ عامين من عدوانٍ سافر لم يكن إلا مرآةً عكست صورة أمريكا جلياً وهي تحمل سلاحها وتصوبه نحو صدور شعبنا المظلوم.
صورة كانت الأخيرة حريصةً على إخفاءها منذ أن جندت أذرعتها قبل عقدٍ وبضع سنين؛ إلى أن جاءت المرحلة الحاسمة قررت الخروج إلى العلن حاملةً السلاح ومرتديةً بزّة الحرب؛ أما تصريحات ” ترامب ” وحديث الـ ” الناتو” ماهي إلا تحصيل حاصل لذر الرماد على العيون في محاولة لإعتام صورة التدخل الأمريكي الذي بدأ منذ تلك الفترة التي كانت مختبأةً فيها.
عناوين كـ ” مكافحة الإجرام” والحد من ” القرصنة” وغيرها باتت لا تنطلي على أي شخص يحمل ذرة من عقل؛ وهذا ماجعل الشيطان الأكبر ” أمريكا” تتخذ أساليب بديلة أكثر وضوحاً وجرأة؛ وهذا مايجري في الشأنين ” اليمني” و “السوري” بعد انتحالها شخصية الفارس المكافح للإجرام طيلة سنين عديدة. السيناريو “اليمني” هو ذاته في ” سورية”؛ فبعد تجنيد الإجراميين لفترة طويلة في محاولة إسقاط نظام ” الأسد”، لم تحصد ” أمريكا” سوى الفشل الذريع، مما أجبرها على الخروج من غرفة عملياتها التي كانت توجه أذرعتها من داخلها.
وضربة “الشعيراء” لم تكن مفاجأة أو جديدة بقدر ماكانت محتومة، إلا أن توقيتها كان محرجاً للإدارة الأمريكية التي بدت في تخبطٍ واضح جعلها تخرج عن إرادتها.
موقف الدب الروسي إزاء التكالب الأمريكي العالمي في الشأنين اليمني والسوري مثيرٌ للجدل إلا أنه ليس غريباً، فالإحتمالات كانت كلها واردة.
حتى وإن تغيرت المواقف وتبدلت الآراء وتشابكت المصالح واتسعت دائرة الصراع، لا يمكن الوصول إلا إلى نتيجة واحدة، ألا وهي العراك بين الخير والشر.
اليوم يقف يمننا وشامنا على عتبة معركة الوجود المحفوفة بالمنعرجات الخطيرة التي يراهن الأعداء فيها على السقوط المدوي لهذين القطبين، ولكن يجب أن لاينسوا بأن هناك من كان أحكم وأعلم منهم قد راهن على إرتقاء الأمة عبر هتين البوابتين وسقوط قرن الشر وخروجه الى الزوال من الباب الضيق حين قال : “اللهم بارك في شامنا ويمنّا…”؛ وأشار إلى قرن الشيطان موضحاً الصخرة التي ستهشمه.