الخبر وما وراء الخبر

وفد علمائي سعودي يزور باكستان للترويج لـ”التحالف الإسلامي”

157

بعد تورطها في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، تعود السعودية لحليفتها القوية باكستان، لتستمد منها العون والمساعدة، هكذا عبر محللون عن زيارة الوفد العلمائي السعودي لإسلام آباد التي تتزامن مع ظروف غير اعتيادية تمر بها باكستان.

يقول علي حسين كاتب ومحلل سياسي: كثر الحديث مؤخرا عن إرسال قوات باكستانية لحماية الحدود السعودية مع اليمن، وإن لم يتم التأكد من صحة الخبر لحد الآن، إلا أن الحديث بهذه الطريقة يوضح أن السعودية اليوم وقعت بشر إعمالها وعدوانها الآثم، ولذلك هي تحتاج للتخلص مما وقعت به باستنجاد حليف قوي، لذلك هي تتذرع بالتحالف الإسلامي”.
ويضيف “أعتقد أن الوفد جاء ليناقش أمورًا سياسية بلباس ديني، وذلك إن كان على صعيد المصالح العسكرية أو حتى الأمنية، إلى التحشيد الشعبي الذي بنظرها سيضغط على الحكومة الباكستانية التي ما زالت تحافظ على سياستها الوسطية بين إيران والسعودية”.

الوفد السعودي شارك أيضًا في احتفال ذكرى تأسيس جمعية علماء الإسلام، المدعومة سعوديًا، حيث لم يجد العلماء السعوديون أي حرج من الترويج للتحالف الإسلامي المزعوم ضد الإرهاب، مستغلًا العاطفة الدينية لدى الباكستانيين، ومتذرعًا بذرائع الدفاع عن الإسلام والحرمين الشريفين.

خالد سواتي مشارك في الاحتفال يوضح “نحن طبعًا بخدمة الحرمين الشريفين، إلا أننا أيضًا نلتزم بقرار الحكومة الباكستانية بعدم إرسال قوات باكستانية للخارج، وأعتقد أن خطر الحرمين الشريفين لا يكون في يوم من الأيام من قبل المسلمين، فمهما تصعّد قتال المسلمين نبقى جميعًا أبناء دين واحد وقبلتنا واحدة، فلا يفكرن أحدًا أن أي إنسان مسلم قد يتهجم على الكعبة ومقدسات المسلمين”.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة أتت عقب ما أثاره عدم اعتراض الحكومة الباكستانية على تسلم الجنرال راحيل شريف قيادة التحالف الإسلامي، وما أبداه السفير الإيراني في إسلام آباد من اعتراضات على هذه الخطوة، التي هددت مصالح الرياض في إسلام آباد، فكانت هذه الزيارة لضمان مسار مخططاتها.