الخبر وما وراء الخبر

مسارات وأسلحة العدوان في هذه المرحلة

134

بقلم / محمد فايع

نحن اليوم أمام مرحلة وصل فيها صناع العدوان ورعاته وعلى رأسهم الأمريكي إلى القناعة الأكيدة بالفشل والانحسار التام للمسار العسكري والأمني إلا أنه من الواضح بأن الأمريكي في ظل إدارة ترامب الأحمق يتجه اليوم إلى تنفيذ محاولة جديدة براس حربته السعودي الاماراتي لتحقيق أي نصر عسكري سواء في جبهات الحدود أو الداخل مع تركيزهم على ما يتعلق بالساحل الغربي كما أفصحوا هم عن ذلك وعملوا على ترويج العلل بما يتعلق بميناء الحديدة.
السيد عبد الملك رضوان الله عليه في خطابه الأخير بمناسبة أول جمعة من رجب مناسبة دخول اليمنيين في دين الله أفواجا حدد طبيعة المعركة مع العدوان في هذه المرحلة مؤكدًا أن هناك سعي بكل جهد من قبل العدوان إلى كسر الإرادة، وضرب الروح المعنوية لهذا البلد، مشددًا أن هناك شغل كبير وجبهة كبيرة جدًا، تشتغل بالإرجاف والتهويل والتخويف، والإرعاب للناس والإرهاب لهم، وزرع حالة اليأس، والتحطيم المعنوي لدفع الناس إلى الاستسلام على أساس اليأس، أنه ليس باستطاعتنا أن نصمد، وليس باستطاعتنا أن نواجه، وما أمامنا من خيار إلا أن نستسلم، وما أمامنا من خيار إلا أن نسلم أنفسنا وأمرنا وبلدنا وثروتنا وكل شيء لعدونا ونترك له كل شيء ، مؤكد أن هناك شغل كبير، إعلامي اجتماعي وسياسي، وله أساليب مباشرة وأساليب غير مباشرة، وينشط في استهداف واقعنا الداخلي، ويظهر بوضوح في وسائل الإعلام، ويظهر أحيانا في مقايل القات وفي التجمعات والمناسبات.
وأوضح السيد القائد بأن العدوان يستهدفنا باستخدام الأسلوب الإرجافي والتهويلي وأسلوب الإرعاب والإرهاب والتخويف كما يعمل على النيل منا في روحنا المعنوية، حينما يعمل على إلهائنا عنه، وعما يفعله بنا، وعن مؤامراته ومخططاته، لافتًا إلى أن العدوان يشغل بعض أبواقه في الداخل، التي تبقى دائمًا تصيح بأعلى صوتها كأبواق لصالح الأعداء بقضايا أخرى، وكأنه ليس لهذا البلد من هموم ولا مشاكل إلا بعض المشاكل الداخلية والقضايا الداخلية، كما أشار السيد إلى أن البعض يصرخ في منابر إعلامية وفي منابر المساجد وفي المناسبات والتجمعات الشعبية، ويصيحون بشكل وكأن أبرز قضية أو أهم قضية هي تلك أو تلك، هموم داخلية أو شئون داخلية.
وبناء على ما سبق فإن السيد حدد مسارات ووسائل المعركة التي يعتمدها العدوان في هذه المرحلة وأنها بالدرجة الأولى معركة إعلامية موجهة نحو الجبهة الداخلية وفي هذا السياق من المهم جدًا أن يدرك الجميع أن صناع العدوان وعلى رأسهم الأمريكي يعلمون أن المغامرة ذات كلفة كبيرة وقبل ذلك في نفس الوقت يحسبون للصمود الشعبي وصلابة جبهته الداخلية ألف حساب وهم يرون أن طريق النصر السهل والغير مكلف إنما يعتمد على ضرب جبهة الصمود الشعبي وهم قد بدئوا يركزون وبشكل أساسي سواء قبل أو أثناء محاولتهم العسكرية الجديدة على كل عمل ونشاط إعلامي واجتماعي وثقافي وسياسي من شأنه أن يخلق أرضية لنفسية رخوة ومخلخلة داخل الجبهة الداخلية ولا شك أنهم سيعتمدون على عمل منظم موجه ومكثف يسلك مسارات وقنوات الإرجاف والتضليل والخداع والترهيب وبالتالي سيجندون لذلك كل الوسائل ويستخدمون كل الأساليب كما سيعملون على تصيد كل ما يمكن الاستفادة منه داخليًا والدفع به وتوسيعه وتوجيهه بالشكل الذي يجعل لعامل الإرجاف والترهيب والخلخلة أثره على نفسيات أبناء الشعب اليمني وبما يخلق حالة من التباين والفوضى في الجبهة الداخلية.
وحينما ينجحون ولو نسبيًا لا سمح الله فسيعملون على توسيع ذلك وصولًا إلى خلق وسط شعبي ومجتمعي يتلقى شائعاتهم وار جافاهم وترهيبهم بالقبول ومن ثم التأثر بها بل وسيطمعون إلى أن تتحول إلى ظاهرة وحالة شعبية واجتماعية لا يمكن التحكم بها وحينها ستكون في النتيجة بمثابة جسر لعبور نصر عسكري سرعان ما سيكون سهلًا وغير مكلف هكذا يعتقدون بل وأجزم أنهم يبنون مخطط محاولتهم العسكرية على هذا الاعتقاد الذي سيكون نصيبه الفشل بإذن الله.
لقد أثبتت الأحداث على مدى عامين من المواجهة الشاملة للعدوان بقيادة وتوجيه وتخطيط أمريكي صهيوني حاضر بكل وسائله وأساليبه ومساراته بأن الشعب اليمني قادر بإيمانه بالله وبارتباطه الراسخ بقيادته وبوعيه وصبره وإيمانه وبجبهته الداخلية وفي مقدمتها جبهاته العلمائية والثقافية والإعلامية والاجتماعية ليس فقط على إفشال مخطط العدوان بل وعلى إلحاق هزيمة كبيرة ونهائية وشاملة بالعدوان.
وإذ نحن اليوم أمام طبيعة معركة جديدة يركز فيها العدوان على مسار معركة كي الوعي واعتماد مسار الإرجاف والشائعات والتضليل فإن مسؤولية التصدي لشائعات وإرجاف وخداع وتضليل وسائل إعلام العدوان وأدواته وأبواقه هي مسؤولية الجميع فيما هي مسؤولية أولية ورئيسية على وسائل الإعلام المواجهة للعدوان من حيث التركيز على مواجهة العدوان مع الحذر من الغرق في المناكفات والمزايدات الداخلية التي قد تخدم العدوان في النتيجة والأثر حيث يكون التركيز على مسار كشف وتفنيد ومواجهة أكاذيب وإرجاف وشائعات بالشكل الذي يخلق وعي جمعي لدى الرأي العام بأن ذلك الإرجاف والشائعات من صنع العدوان بل يعتبر سلاحًا من أسلحته التي لا تقل في أثرها من سلاح القتل والتدمير لليمن وشعبه وخاصة فيما يتعلق بمسارات المواجهات الميدانية العسكرية التي عادة ما يعمل العدوان بإعلامه ومرجفيه على التغطية على فشله وهزائمه بخلق الأكاذيب وصناعة الإرجاف والترهيب الموجه للجبهة الداخلية.
أيضًا وفي هذا الإطار هي مسؤولية على الجميع من حيث التصدي للمرجفين والمروجين ولتفنيد وفضح كل الشائعات والتضليل بين أوساط أبناء الشعب اليمني، وأن يتصدى الجميع للشائعات والمرجفين سواءً على مستوى الأسر أو المجالس أو المقايل والمناسبات الاجتماعية الرجالية منها والنسوية، أوفي المؤسسات والأسواق والشارع وفي الفرز وحافلات النقل الجماعي وحتى المساجد والمدارس والجامعات وأي تجمعات يستهدفها العدوان بمرجفيه وتضليله وشائعاته.
لا شك أن الكثير من الإخوة في الجبهة الإعلامية وفي جبهة التوجيه المعنوي وفي مختلف المسارات الهادفة إلى مواجهة مسارات الإرجاف والترهيب والتضليل والخداع قد استفادوا من خلال العامين الماضيين الكثير فيما يتعلق بالوعي بمنهجية ووسائل وأساليب العدوان وبكيفية مواجهته عبر الإعلام ومواجهة أدواته وأبواقه عبر الطابور الخامس.
فدعوة لكل المنابر الثقافية والتوعوية للعلماء والنخب الثقافية للمنابر الإعلامية المواجهة للعدوان بمختلف وسائلها المرئية والمسموعة والمكتوبة وهي موجهة أولًا لكل النخب الإعلامية ثم لكل الناشطين وبالذات المشاهير على صفحات التواصل الاجتماعي.
جميعًا ليكن عنوان حملتنا الرئيسي هو التصدي لكل مسارات العدوان على المستوى الإعلامي والتوعوي والعمل بروح الفريق الواحد بهدف تفويت أي فرصة يمكن أن يستفيد منها العدوان في ضرب وخلخلة جبهتنا الداخلية، وليكن هدف الجميع هو حشد الطاقات في مواجهة العدوان بمختلف الوسائل حينها صدقوني سنلحق الهزيمة المبكرة بالعدوان أن لم نكن نحن الصانعون لهزيمة العدوان الشاملة والنهائية.