الخبر وما وراء الخبر

أبرزُ الخسائر التي تكبّدتها القطاعات الاقْتصَادية منذ بدء العدوان

475

الاقتصادُ اليمني.. عامان من التدمير.. عامان من الصمود

تكبَّدَ الاقْتصَادُ اليمني بمختلف قطاعاته خسائرَ فادحةً جراء العدوان والحصار خلال العامين الماضيين، ولاستمرار العدوان والحصار وإمعانه في اسْتهدَاف مختلفِ القطاعات الاقْتصَادية لا تزَال الخسائر تتصاعد مع تصاعد الهجمات التي تستهدف المصانعَ والمزارعَ والطرُقات والجسور والأَسْوَاق ومخازن الغذاء والدواء وأبراج الاتصالات والكهرباء وشبكات المياه ومحطات الوقود.

ولذلك تشير التقديراتُ الأولية إلى أن خسائر اليمن جراء الحصار تصلُ إلى مليارَي دولار شهرياً منذ بدْء العدوان، فيما يقدر اقْتصَاديون الخسائرَ الإجمالية للاقْتصَاد اليمني جراء العدوان والحصار خلال العامين الماضيين بـ 200 مليار دولار.

وَلمعرفة الخسائر التي طالت أبرز القطاعات الاقْتصَادية إلى تفاصيل التقرير التالي:

قبل الدخول في تفاصيل التقرير نؤكّد أن ما تعرضت له القطاعات الاقْتصَادية اليمنية من أضْرَار تعبر عن الأَهْدَاف الخفية للعدوان الذي شن حرباً باردةً على الاقْتصَاد الوطني طيلة العقود الماضية، ولكن رغم ما لحق بالاقْتصَاد اليمني من تدمير إلا أنه لا يزَال صامداً في وجه العدوان.

ولعل الحركة التجارية التي تشهدها أَسْوَاقنا المحلية التي طالها العدوان بأعنف هجماته وارتكب فيها جرائم حرب ضد الإنْسَـانية لَخيرُ دليل على مدى الصمود الأُسْطُوري للشعب اليمني في وجه عدوان كوني، استهدف كُلّ مقدرات الشعب اليمني محاولاً اعاقة مستقبله بتدمير البنية التحتية التي تم انشاؤها منذ 100 عام.

 

النفط: توقفٌّ تام ونهب وخسائرُ مهولةً

فقدت اليمن ايرادات 49 مليون برميل عام 2015، و60 مليون برميل العام الماضي؛ بسبب توقف الإنْتَـاج النفطي في 13 قطاعا إنْتَـاجياً، وتوقف العمل في 32 قطاعاً استكشافياً، وهو ما أَدَّى إلى فقدان 15 ألف عامل يمني يعملون في القطاع النفطي بشقية الإنْتَـاجي والاستكشافي لفرص عمالهم وتراجع عائدات الموازنة العامة للدولة من مبيعات النفط التي تساهم بـ 35% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 71% عام 2015 و85% عام 2016.

وطبقاً لتقرير رسمي صادر عن وزارة النفط والمعادن اليمنية، بلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها قطاع النفط اليمني جراء العدوان أَكْثَـرَ من سبعة مليارات دولار، بالإضَافَة إلى الأضْرَار التي طالت المنشآت النفطية من مصافيَ وخزانات وصهاريج وخطوط الأنابيب ومحطات وقود جراء اسْتهدَافها من قبل العدوان السعوديّ، وبلغت خسائرُ توقف النفط الخام ثلاثة مليارات دولار عام 2015م، وفقدت اليمن عائدات مبيعات 49 مليون برميل نفط في العام نفسه من أصل 90 مليون برميل يمثل إنْتَـاج اليمن من الخام سنوياً.

ووفقاً للإحصائيات الأولية لحصر الأضْرَار فقد بلغت تكلفة أَكْثَـرَ من 271 محطة وقود دمرها العدوان بشكل جزئي أو كلي أَكْثَـر من 200 مليون دولار، فيما تبلغ تكلفة 212 ناقلة اسْتهدَافها العدوان أَكْثَـر من 13 مليوناً و500 ألف دولار.

وأشار تقرير وزارة النفط إلى تصاعد الخسائر الفنية في حقول إنْتَـاج النفط ومنشآتها نتيجة توقف الإنْتَـاج؛ بسبب عدم القدرة على التصدير بسبب الحصار الجائر، وغيرها من الأضْرَار نتيجة مغادرة الشركات أَكْثَـر من 20 شركة استكشافية وإنْتَـاجية أجنبية البلاد، يضافُ إلى فقدان أَكْثَـر من 15 ألفَ عامل في القطاع النفطي فرص أعْمَـالهم، وخلال العامين الماضيين دمر العدوان 37 مبنىً تابعاً لوزارة النفط والمعادن بشكل جزئي أوكلي، كما استهدف عشر محطات غاز منزلي تابعة للشركة اليمنية للغاز، وتسع قاطرات غاز وأَكْثَـر من 136 ألف أسطوانة غاز.

 

الزراعة: أضْرَارٌ موثّقة وأمنٌ غذائيٌّ مفقودٌ جراء العدوان والحصار

تفيد التقارير الأولية الصادرة عن وزارة الزراعة والري اليمنية لحصر الأضْرَار التي طالت هذا القطاع الهام بصورة مباشرة وغير مباشرة من قبل العدوان منذ أواخر مارس 2015 وحتى ديسمبر الماضي، إن الخسائر الأولية التي تكبدها هذا القطاع الهام الذي يساهم في 50% في الأمن الغذائي الوطني بلغت 16 مليار دولار، وتشير إلى أن الاسْتهدَاف الممنهج الذي طال هذا القطاع بصورة مباشرة عبر الاسْتهدَاف المتعمد للمزارع والحقول الزراعية والأَسْوَاق ومنافذ التصدير، بالإضَافَة إلى أضْرَار الحصار التي أَدَّت إلى الأزمة في الوقود من جانب وارتفاع أسعارها وارتفاع تكاليف مدخلات الإنْتَـاج الزراعي ومنع تدفق صادرات اليمني الزراعية إلى الخارج، ويأتي ذلك في إطار اسْتهدَاف العدوان للقطاعات الاقْتصَادية الحيوية، سيما وأن القطاع الزرعي اليمني يعد مورد رئيسي لـ 70% من السكان ويعمل فيه حوالي 2.9 مليون نسمة ويساهم بـ 21 % من إجمالي الدخل القومي للبلاد.

إستهدف العدوان على مدى العامين الماضيين 4818 موقعاً زراعياً في مختلف المحافظات اليمنية، معظمها في محافظة صعدة التي تعرضت مزارعها لتدمير ممنهج استخدم فيه العدو مختلف انواع الاسلحة المحرمة دولياً وخصوصاً القنابل العنقودية، كما تم اسْتهدَاف 19 سداً وحاجزاً مائياً وقناة للري منها سد مأرب القديم منع التحالف تدفق الصادرات الزراعية إلى الأَسْوَاق الخارجية، ومنع التحالف تدفق الصادرات الزراعية، ما أَدَّى إلى ارتفاع الفاقد في الإنْتَـاج الزرعي إلى مستويات غير مسبوقة، وكان لازمة المشتقات النفطية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في العام الأول من العدوان أن تسببت بتلف العشرات من المزارع، وأدت إلى تراجع الإنْتَـاج المحلي من الحبوب بنسبة 50%، كما أَدَّت إلى تراجع إنْتَـاج اليمن من العسل اليمني الاصيل الذي بلغ خلال الأعوام الماضية إلى 25 ألف طن في العام ولكن بسبب الحرب والحصار تراجعت مزارع النحالين وتوقفت منافذ التصدير للخارج فتكبدوا خسائر فادحة، ولذات السبب تراجعت إنْتَـاجية اليمن من البن اليمني الأصيل إلى أدنى المستويات.

 

الصناعة: 271 مصنعاً مستهدفاً و44 ألف معمل متوقف و90 ألف عامل بلا عمل

بلغ المصانع التي استهدفت بطريقة مباشرة خلال الفترة الماضية 271 مصنعاً خاصاً وعاماً ولكن المصانع التي تضررت جراء العدوان والحصار تجاوزت المئات؛ نتيجة ارتفاع أسعار مدخلات الإنْتَـاج وكذلك ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وارتفاع تكاليف التسويق، ووفقاً لإحصائيات صادرة عن القطاع الخاص، فقد تسبب العدوان والحصار خلال العام 2015 بتوقف 44 ألف معمل إنْتَـاجي بسبب توقف استيراد المواد الأولية الداخلة في الصناعات التحويلية بسبب الحصار وازمة الوقود، مما أَدَّى إلى تراجع الإنْتَـاج المحلي اليمني إلى ادنى المستويات وكذلك فقدان 90 ألف عامل فرص أعْمَـالهم في القطاع الصناعي الذي يساهم بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي.

وعلى الرغم من عدم وجود احصائية نهائية للأضْرَار التي طالت القطاع الصناعي إلا أن الخسائر الأولية وفق تقديرات وزارة الصناعة والتجارة اليمنية فان خسائر القطاع الصناعي بلغ خلال العام والنصف الأولى من العدوان والحصار حو 14 مليار دولار.

 

النقل: مطارات مغلقة و25 شركة طيران توقفت و300 مليون دولار خسائر مينائي الحديدة والمخاء

بسبب الحصار البري والبحري والجوي تكبد قطاع النقل اليمني 2,4 مليار دولار، وتوقفت 25 شركة طيران عن التحليق في الاجواء اليمنية بسبب الحصار، ولذات السبب فقد 80 % من العاملين في قطاع الطيران فرص أعْمَـالهم منهم 5 ألف عامل يعملون في مطار صنعاء وفي شركات الطيران اليمنية، كما تراجعت إيرادات قطاع الطيران بنسبة 75-99 % بسبب الحصار وتعطيل حركة الملاحة الجوية في 13 مطار يمني، ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة النقل اليمنية فقد بلغت الخسائر الأولية تكبدت اليمن 230 مليون دولار؛ بسبب الحظر الجوي على المطارات اليمنية، وأَكْثَـر من 200 مليون دولار سجلت كخسائر أوّلية للطيران اليمني بسبب الحصار، كما تكبد قطاع النقل البحري 900 مليون دولار نتيجة العدوان والحصار منها 300 مليون دولار خسائر مينائي الحديدة والمخا خلال العامين الماضيين من العدوان.

 

الصيد: 50 ألف صيّاد بلا صيد.. حظرٌ عدواني مقيت!

حظر العدوان السعوديّ الأمريكي نشاط الصيد التقليدي في 12 منطقة بحرية منذ اليوم الأول للعدوان وتسبب بحرمان ما يزيد 50 ألف صياد تقليدي يمارسون مهنة الصيد في سواحل البحر الاحمر من ممارسة أعْمَـالهم بل استهدف قواربهم ودمر الموانئ البحرية والأَسْوَاق ومراكز التجميع ولذات السبب انخفض الصيد التقليدي بنسبة 75 % في تعز والحديدة، وخلال العامين الماضيين استهدف العدوان 93 مركَز إنزال ومركز تجميع سمكي في سواحل البحر الأحمر.

 

الكهرباء: عدوانٌ أغرق اليمن في الظلام وخسائر بالمليارات

تفيد المعلومات الأولية إلى أن الخسائر الأولية المباشرة التي تعرض لها لقطاع الكهرباء اليمني جراء العدوان والحصار الـ14شهر الأولى من عمر العدوان بلغت نحو 3 مليار دولار، ويشير تقرير صادر عن وزارة الكهرباء والطاقة نهاية يوليو الماضي إلى إن إجمالي الخسائر المالية وتكاليف الأضْرَار التي تكبدتها والمُؤَسّسات التابعة لها جراء العدوان السعوديّ الآثم على الوطن منذ بداية العدوان وحتى 31 مايو من العام 2016 بلغت 2 مليار و77 مليوناً و243 ألف دولار”. وبينت الوزارة في تقرير رسمي لها أن العدوان تسبب في إحداث أضْرَار جسيمة في المنظومة الكهربائية قدرت خسائرها بـ 659 مليوناً و 163 ألف دولار، فيما قدرت الخسائر التي لحقت بمشاريع التوليد بمبلغ 750 مليون و 800 ألف دولار، وقدرت الخسائر المالية التي طالت وحدة مشروع النقل والتوزيع والتحكم بمبلغ 430 مليون و500 ألف دولار. وقدرت الأضْرَار التي طالت مشروع قطاع الكهرباء بأَكْثَـر من 69 مليوناً و763 ألف دولار، في حين توزعت الأضْرَار الخَاصَّـة بمشروع كهرباء الريف على العقود الممولة من البنك الإسلامي للتنمية بمبلغ 26 مليوناً و43 ألف دولار وكذا الممولة من البنك الدولي بمبلغ 19 مليوناً و3 آلاف دولار.

 

السياحة: 12 مليار دولار خسائر ومواقع تأريخية وأثرية ضمن الاستهداف

القطاع السياحي تكبد خسائر فادحة جراء العدوان والحصار وطبقاً للتقارير الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة اليمنية فان خسائرها بلغت منذ بدء العدوان وحتى أغسطس الماضي 12 مليار دولار، بالإضَافَة إلى توقف نحو ربع مليون عامل عن ممارسة أعْمَـالهم في مختلف مجالات العمل السياحي أعْمَـالهم، ووفق تقرير صادر عن وزارة السياحة فان القطاع السياحي تعرض للاسْتهدَاف الممنهج من قبل العدوان الذي اسْتهدَاف المنشآت والمواقع والمزارات والمدن والقرى السياحية والتأريخية والأثرية، ودمر الكثير من الاستثمارات السياحية واسْتهدَاف البُنى التحتية والخدمية الاساسية وتسبب الحصار والعدوان بتوقف الحركة السياحية الوافدة لليمن بشكل كامل، بالإضَافَة إلى توقف أَكْثَـر من نحو 15 ألف منشأة سياحية كبيرة ومتوسطة وصغيرة على امتداد التراب الوطني.

 

المقاولات: توقف 373 مشروعاً تنموياً عن العمل

تسبب الحصار بشلل تام لقطاع المقاولات اليمني الذي يعد احد اهم القطاعات الإنْتَـاجية والاقْتصَادية في البلد والذي يوفر مليون فرصة عمل، بسبب العدوان الحصار توقف انشاء 373 مشروعاً تنموياً عن العمل خلال العام 2015، منهم 200 مشروع مموله من بمليار و37 مليون دولار من قبل البنك الدولي والدول المانحة، ولذات السبب توقف أَكْثَـر من 6500 مهندساً وعاملاً هندسياً عن ممارسة أعْمَـالهم، كما توقف نشاط 131 شركة هندسية محلية وأجنبية، بالإضَافَة إلى تراجع نسبي لنشاط مشروع الاشغال العامة والصندوق الاجتماعي للتنمية.

 

القطاع الخاص: 75 مليار دولار خسائر أولية

تشيرُ التقديرات الأولية الصادرة عن الغرف الصناعية والتجارية في العاصمة صنعاء، إلى أن الخسائر الأولية التي تكبدها القطاع الخاص اليمني خلال الفترة الماضية من العدوان تبلغ 75 مليار دولار، ولكن حتى الآن لا تزال الاحصائية النهائية للخسائر التي تعرض لها هذا القطاع الذي يقود الاقْتصَاد الوطني في ظل الأَوْضَـاع الحالية غائبة بسبب استمرار العدوان والحصار والذي أَدَّى إلى تراجع الحركة التجارية خلال العام الأول للعدوان بنسبة 40%.

*صدى المسيرة| تقرير ـ رشيد الحداد