القمة العربية أين منها قضايا العرب؟
بقلم / مغن حمية
لم تخرج قمة البحر الميت العربية عن نسق سابقاتها لجهة التعامل مع المشكلات والقضايا العربية، ولا هي عقدت في الأساس لأجل حل هذه المشكلات ومعالجة القضايا، بل هي عادة سنوية أصبحت طقساً من طقوس القادة العرب يمارس بشكل آلي وهزلي لا أكثر ولا أقلّ.
ما من شيء تغيّر، حتى خطب بعض القادة العرب لا تزال هي ذاتها، ممجوجة. كلها اجترار وتكرار لعبارات ومفردات منفصلة عن الواقع، وتعبّر فقط عن عقد نقص موصوفة وعن ضغائن مرصوفة على قارعة أحقاد ماضوية لا شفاء منها.
بعض القادة العرب، لا يجتمعون لأجل حلّ قضاياهم، ولا من أجل فلسطين ولا لنصرة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الصهيوني وخططه التهويدية الاستيطانية، فبعض العرب هم مع فلسطين شكلاً وفي البيانات، لكنّهم على المقلب الآخر يساهمون ويعملون لخلق بيئة عربية ممتلئة بالإرهاب ومشاريع التفتيت والتقسيم، التي تستهدف هويتنا وتاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا، وتستهدف تشظية مجتمعنا مثلما تستهدف تفتيت المجتمعات العربية قاطبة، وصنع هويات جديدة جزئية وشطب الهويات الواحدة الجامعة، حتى أن الطائفيات والمذهبيات والإتنيات وجدت ضالتها في هذه المشاريع التفتيتية التقسيمية الغربية «الإسرائيلية».
أقلّ ما يُقال في القمة العربية وما نتج عنها من مقرّرات وتوصيات، إنها قمة التراجع والانحدار، وقمة الحقد الأسود البيني، لمصلحة الخارج بكلّ مكوناته الاستعمارية والعنصرية والإرهابية والإجرامية. وبالتالي فإنّ تراجع العرب إلى عاداتهم السيئة وطقوسهم الرجعية المتوارثة، يجعل العالم العربي برمّته نطاقاً مأزوماً، لا تستطيع قياداته لعب أدوار بمستوى آمال الشعوب التي تتطلع إلى مستقبل أفضل.
القمة العربية بما أحيطت من ضوضاء، لن يتجاوز صداها المكان الميت، وهي بالتالي معزولة عن قضايا العالم العربي بكلّ تحدياته ومشكلاته وصراعاته ومحنه، ولا تلامس نبض الشعوب العربية. فلسان حال هذه الشعوب المقهورة والمستعبدة والتي تعاني أشكال القهر كلها: «ناديت لو أسمعت حياً لكن لا حياة لمن تنادي».
وحدها المقاومة في أمتنا، تقدّم أجوبة كاملة، لأنها كلّ أحلام شعبنا وآمال الشعوب العربية.
وحده الخيار المقاوم هو الخيار الصحيح السليم الذي يثّبت دعائم الحق.
بالصراع وحده تتحرر فلسطين، كلّ فلسطين. بالصراع وحده يزول الاحتلال عن أرضنا وندفع الخطر عن شعبنا.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي
نقلا عن جريدة البناء