الخبر وما وراء الخبر

صمود شعب … وإنتصار وطن

142
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
طوفان بشري هائل تقاطر على العاصمة صنعاء من مختلف محافظات الجمهورية منذ صباح أمس السبت للمشاركة في الفعالية والتظاهرة الجماهيرية الكبرى التي يشهدها اليوم ميدان الصمود والثبات ميدان العزة والكرامة ، ميدان السبعين وذلك في الذكرى الثانية للصمود اليمني لعامين متواصلين في ظل العدوان والحصار المفروض على بلادنا وشعبنا، عامان واجه الشعب اليمني الأبي صعوباتهما ومعاناتهما ومراراتهما والجرائم والفظائع التي أرتكبت فيهما من قبل آلة القتل والإجرام والوحشية السعودية .
تدفق جماهيري بحجم الحدث ، الكل على قلب رجل واحد ، وتحت شعار واحد ، وبأعلام الوطن الواحد لإحياء ذكرى الصمود اليماني المشرف في وجه العدو المحتل والغازي المجرم بكل عدته وعتاده وإمكانياته التي لا مثيل لها ، الملايين اليوم في ساحة السبعين في حشد يتوقع بأن يكون الأكبر من نوعه في تاريخ اليمن ، رغم الوجع والألم ورغم المعاناة والظروف الإقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد وخصوصا مع إقدام قوى العدوان على قطع المرتبات ومحاربة أبناء الشعب اليمني في لقمة عيشهم، كل الشرفاء تجاوزوا كل تلكم الظروف وتفاعلوا بإيجابية وإندفاعية مع دعوة المجلس السياسي الأعلى والقوى الوطنية المناهضة للعدوان وتحركوا بحس وطني رفيع نحو ميدان السبعين الذي تحول مساء أمس السبت إلى ساحة لكرنفالات فلكلورية مصغرة إستعدادا للمشاركة في مهرجان وفعالية اليوم المليونية الصباحية التي تمثل مفتتحا لمرحلة جديدة من الصمود اليمني مع بداية العام الثالث من عمر العدوان الهمجي .
حماس منقطع النظير، وروح وطنية عالية، وعزيمة وإصرار على المشاركة في فعالية اليوم والإسهام في نجاحها وإيصالها للرسائل المتوخاة منها وفي طليعتها تعزيز روح وقيم الصمود في أوساط المواطنين وكسر عنجهية وغرور الكيان السعودي وضرب نفسيته المريضة والمأزومة بعد عامين من العدوان والحصار والشعب اليمني بكل هذا الصمود وبكل هذا الثبات وبكل هذا العنفوان اليماني الذي تشرئب له الأعناق، وتفاخر به الأجيال المتعاقبة ويهاب منه الأعداء .
عامان جسد المقاتل اليمني في جبهات العزة والكرامة ، حالة فريدة من الصمود والإقدام ، وشكل المواطن اليمني بدعمه وإسناده وصبره وتحمله وفهمه العميق لأبعاد المؤامرة التي تحاك ضد الوطن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة والتنمية، عامان من التضحيات والبطولات والإنجازات الأسطورية ، التي سطرها أبطالنا ومغاويرنا في الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والفداء ، عامان من الصمود الإعجاز الذي أغاظ الأعداء ومرتزقتهم ودفع بهم إلى الهسترة والتخبط والذهاب للإنتقام من المدنيين الأبرياء والتنكيل بهم ، ولم تسلم منهم حتى قوارب الصيادين واللاجئين الصوماليين وكأنهم بذلك يحققون الإنتصار الذي ظلوا وما يزالون يمنون أنفسهم بتحقيقه .
عامان كان ميدان السبعين وميادين الشرف والكرامة في مختلف محافظات الجمهورية ، وكانت جبال اليمن وسهولها وهضابها وسواحلها وشواطئها ورمالها وصحاريها ووديانها وشعابها ومدنها وقراها وعزلها وكل شبر على أرضها ، قلاعا وجبهات للصمود والثبات الذي كان ومايزال مصدر فخر وإعتزاز كل اليمنيين الشرفاء .
بالمختصر المفيد اليوم ميدان السبعين ، سيكون عابقا بروح الصمود اليمني المهيب، وستكون فعالية اليوم رسالة أخيرة يرسلها الملايين من أبناء الشعب اليمني ،لشعوب العالم للوقوف مع مظلوميتهم والخروج عن صمتهم والتعبير عن إدانتهم ورفضهم وإستنكارهم لهذة الحرب العالمية على اليمن واليمنيين والتي دخلت عامها الثالث والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى علاوة على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من منازلهم نتيجة القصف الوحشي والعدوان الإجرامي ، وهي رسالة للضمير العالمي والإنساني الذي ظل غائبا طيلة العامين الماضيين ،لعله يصحو من غفلته ويستيقظ من سباته ويتحرك لإيقاف هذة الحرب العدوانية والإجرام الوحشي وخصوصا ونحن ندخل اليوم العام الثالث لهذه الحرب ولهذا الإرهاب والإجرام السعودي الوهابي الأمريكي الذي إنتهك كافة الأعراف واللوائح والقوانين والمبادئ والمواثيق الدولية وإستباح سيادة دولة مستقلة ، وأهلك الحرث والنسل من خلال الجرائم والمذابح التي إرتكبها العدوان ومرتزقته ، وهي رسالة من أبناء الشعب اليمني وتأكيد صريح على أنهم للصمود عنوان وأنه لا تراجع ولا عودة عن الصمود والثبات مهما كانت المخاطر المحدقة ومهما كان ثمن ذلك باهظا ومكلفا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .