اليونيسف تحذر من وقوع مجاعة بين أطفال اليمن
وأوضحت اليونيسف في تقرير لها بعنوان “أطفال اليمن : السقوط في دائرة النسيان” تلقت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن قرابة نصف مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة زيادة 200 في المائة منذ العام 2014م .
وقال التقرير ” في اليمن، تلجأ الأسر بشكل متزايد إلى اتخاذ أقصى التدابير من أجل رعاية أطفالهم ، لقد قلص العنف سبل التكيف بشكل حاد، مما جعل اليمن أحد أكثر الدول تضرراً بأزمة الأمن الغذائي وسوء التغذية على مستوى العالم ” .
وأضاف ” باتت الأسر تتناول طعاماً أقل، أو تلجأ لأطعمة بقيمة غذائية أدنى، أو تتجاوز بعض الوجبات الأساسية .. وبشكل لافت، يزداد أعداد الذين يعانون من الفقر المدقع والضعف ، فقرابة 80 في المائة من الأسر مثقلة بالديون، ونصف سكان البلاد يعيشون على أقل من دولارين في اليوم .
وأشار التقرير إلى أن النظام الصحي في اليمن بات على حافة الانهيار مما يجعل قرابة 15 مليون من الرجال والنساء والأطفال بلا رعاية صحية ، منوهاً إلى استمرار انتشار وباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادة منذ أكتوبر 2016م وقد نجم عنه 106 حالات وفاة وأكثر من 22 ألفاً و 500 حالة اشتباه بالإصابة.
وذكر التقرير أن أكثر من ألف و 600 مدرسة لم تعد صالحة للاستخدام كونها تضررت كلياً أو جزئياً أو تستخدم كمأوى للأسر النازحة وأن حوالي 350 ألف طفل أصبحوا غير قادرين على مواصلة التعليم، مما رفع عدد الأطفال خارج المدارس إلى مليوني طفل.
ولفت التقرير إلى أن الاعتداءات على المدارس ارتفعت بأكثر من أربع مرات من 50 العام الماضي إلى 212 ، و ارتفعت الاعتداءات على المستشفيات والمرافق الصحية بالثلث من 63 إلى 95 .
وبحسب التقرير ارتفع عدد الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا جراء الصراع خلال العام الماضي بنسبة 70 في المائة حيث ارتفع عدد القتلى من الأطفال من 900 إلى أكثر من ألف و 500 طفل و تضاعف عدد الأطفال المصابين من ألف و 300 طفل إلى ألفين و 450 طفلاً استناداً على البيانات الموثقة الصادرة عن الأمم المتحدة
وأكد التقرير أن اليونيسف تواصل العمل مع شركائها لتقديم الدعم المنقذ للحياة للأطفال الأكثر حرماناً وضعفاً، من بينها توفير اللقاحات، وإمدادات التغذية العلاجية، ودعم علاج حالات سوء التغذية، والدعم النفسي الاجتماعي، وتقديم المعونات النقدية الإنسانية.
ودعا التقرير إيجاد حل سياسي فوري للحرب في اليمن يضع حقوق الأطفال، في البلد الذي مزقته الحرب، أولوية ، ووضع حد لجميع الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال، و حمايتهم في كل الظروف.
و حث التقرير على توسيع نطاق الاستجابة التكمالية (متعددة القطاعات) بشكل عاجل للحد من سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات ، و تحسين سبل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة أرجاء اليمن للوصول إلى الأكثر حرماناً وإحتياجاً ، فضلاً عن تعزيز آليات التكيف مع الظروف المعيشية الصعبة لدى الأسر من خلال إتاحة خدمات أساسية مجانية وذات جودة وتوفير معونات نقدية على نطاق واسع.
من جانبها قالت ممثلة يونيسف في اليمن الدكتورة ميريتشل ريلانيو “إن الحرب في اليمن تأتي على حياة الأطفال ومستقبلهم. إن القتال والدمار المستمرين بلا هوادة يحدثان تشوهات ترافق الأطفال مدى الحياة، وغدت الأسر معدمة وتكافح للتكيف على الوضع.”
وأضافت : “علينا أن نعمل الآن على إنقاذ الأسر من حافة الهاوية. إن المخاطر عالية للغاية وقد تمتد لأجيال قادمة.”
سبأ