الخبر وما وراء الخبر

ومن (الكاميرات) ما هو أقوى من الخناجر والبنادق الإعلامُ الحربيُّ أنموذجًا

185

بقلم / عبدالمنان السنبلي

مَنْ مِنَّا لا يتذكَّرُ ذلك البطلَ الذي اقتحم موقع (نهوقة) السعوديَّ حافيًا، أو ذلك المشهدَ الذي أظهر أحدَ الأُسُود اليمانية وهو يلتفُّ على دبابة (الأبرامز) السعودية ثم يصعَدُ عليها بينما كانت في حالة سير ثم يفتح باب مقطورة القيادة ويفاجئ الجنود السعوديين الذي كانوا بداخلها ويرمي عليهم قنبلته اليدوية ثم ينزل ويعود للبحث عن فريسةٍ سعوديةٍ أخرى؟!
وَمن منا أيضًا من لم يشاهد ذلك المشهد الذي أظهر الجنود السعوديين وهم يفرون كالجرذان تحت وقع ضربات أبطالنا الميامين من الجيش واللجان الشعبية في جبهات ما وراء الحدود؟!
ومن منا كذلك من لم يشاهد المئات من المشاهد التي تكذّب ما تدعيه وسائل إعلام العدو من دجلٍ وأكاذيب أو ما يروج له ذلك الأفّاك سيئ الصيت المدعو أحمد عسيري؟!
في الواقع، ما كان لنا ولا لأحدٍ من المتابعين والمهتمين العرب والدوليين أن نشاهد مثل هذه المشاهد أو غيرها من البطولات التي يسطّرها أبطالنا الأشاوس لو لم يكن هنالك أبطالٌ وجنودٌ مجهولون يرافقون إخوانهم المقاتلين خطوةً بخطوة ولحظةً بلحظة ويكرّون معهم ويقدمون حتى الشهداء مثلهم، فكم شهيدًا سقط منهم وقد خلّف وراءه ما يوثّق لحظة استشهاده، وكم جريحًا منهم أيضًا أبى أن يُسعَف أو يُطبَب له جرحًا قبل أن يكمل بإمكانياته المتواضعة رسم صورته العالية الدقة والجودة والتي تتعرى وتتقزّم أمام صدقها وواقعيتها تخرُّصات وأقاويل كبريات مؤسسات الصحافة والإعلام العالمية التابعة لقوى العدوان الغاشمة.
ذلكم هم أبطالنا المغاوير جنود الإعلام الحربي المرابطون في كُلّ جبهات المواجهة والذين بكاميراتهم البسيطة استطاعوا غير متدَرّعين و لا متخوّذين أن يكسروا حاجز التعتيم الدولي المفروض على حقيقة ما يجري في اليمن وأن يثبتوا للعالم زيف وبطلان ما يدّعيه أفّاكو العصر من أحفاد مسيلمة وسجاح، فلولاهم لما استطعنا أن نجبر العالم كله على احترام تضحيات وصمود شعبنا من خلال ما ينقلوه من بطولات جنودنا البواسل في كُلّ بقعةٍ تطأها أقدامُهم الطاهرةُ في كُلّ خطوط التماس والمواجهة مع العدو الغاشم.
كُلّ التحايا لكم أيها الصامدون الغيارى على وطنكم وشعبكم أينما كنتم وكان كائنكم، المجد والسمو والرفعة لكم يا من تغلبتم بإصراركم وإخلاصكم وعزائمكم التي لم ولن تلين أبدًا على كُلّ حيَل وخدع التكنولوجيا وقدراتها الهائلة والأحدث التي لم تدع وسيلةً من الوسائل ولا طريقةً من الطرق إلا وحاولت بها أن تحجُبَ الشمسَ عنكم وتمنعَكم من التغزل بها ووصفها على هيئتها الحقيقية وقد أرادوا للعالم أن يراها شمسًا غير الحقيقية التي ترونها بعد أن نكّروا وجهها الجميل، فأبت عيونكم وعيون كاميراتكم إلا أن تخترق ما اصطنعوه من حُجُبٍ وسواترَ لتنقلوا للعالم صورة الشمس وهي ساطعة، فلا يزيغ عنها أحدٌ مهما وضعوا له واصطنعوا بجوارها ألف شمسٍ مزيَّفةٍ وكاذبة.
الخلودُ لشهدائكم الأبرار التي أبت نفوسهم أن تصعد إلى السماء إلا وقد صنعوا بكاميراتهم وأقلامهم ما يفوق أثرًا وفعلًا ما تصنعه الكثيرُ من الطائرات والصواريخ العابرة.
العزة والفخار لكم جميعًا أيها الإعلاميون الأحرار يا مَن لو وُضعت كُلّ وسائل إعلام العالم في كفةٍ، ووُضع بعض ما تقومون وقمتم به في الكفة الأخرى لرجحت كفتكم وكنتم أنتم الفائزين.
عاشت اليمن حرةً عزيزةً وعاش الشعب اليمني العظيم والجيش واللجان الشعبية وكل منتسبي الإعلام الحربي، ولا نامت أعين الجبناء.