الخبر وما وراء الخبر

أَمريكا واختلاقُ الذرائع لاحتلال اليمن

146

بقلم / قائد الدرويش

كُلُّ ما يحدُثُ الآن من عدوان غاشم على بلادنا ومساعي أَمريكا للقضاء على مَن تسمّيهم تنظيم القاعدة، ليس إلا محاولة من واشنطن لفرض المزيد من السيطرة على اليمن.
ما الذي يدفع الأَمريكيين للمجيء إلى اليمن لمحاربة “داعش” أَوْ “القاعدة” في الوقت الذي كان الجيش واللجان الشعبية قبل عامين على وشك تطهيرِ البلاد من شرهم وطي صفحتهم إلى الأبد، الأمرُ واضحٌ جلي، فأَمريكا تريد أن تظلَّ “القاعدة” شماعة كي تتمكن من التحرك ليس في اليمن فحسب، بل في أقطار الوطن العربي لنهب ثرواتها وخيراتها ورفدها إلى الخزينة الأَمريكية.
لا تختلف أَمريكا عن بريطانيا سابقًا، فالمستعمر يبحث عن ذرائع متعددة لاحتلال الشعوب حتى وَإن كانت تبدو واهية للجميع.
الآن ما يحدث على الساحل الغربي وفي مضيق باب المندب، أليس محاولة من أَمريكا للسيطرة على هذا الممر المائي في العالم، ثم ماذا لو سيطرت عليه واشنطن، إنها ستتحكم في الملاحة الدولية العالمية، وستفرض ضرائبَ وإتاواتٍ على كُلّ السفن العابرة، وستصبحُ المياه الإقليمية اليمنية “أَمريكية بامتياز”، كُلّ هذه التحركات باتت معروفة ويعلمها الجميع.
وكما عمدت أَمريكا لاختلاق ذريعة القاعدة للتدخل في اليمن عسكريًا، فإنها تختلق كذلك ذريعةَ “الشرعية” لقصف اليمن وقتل أبنائه، وعن أية شرعية يتحدث هؤلاء؟!، عن شرعية الفار هادي الذي فضل الارتماء في أحضان الأَمريكان لتدمير وقتل شعبه، ثم ماذا لو حدثت خلافات في أَمريكا، هل كانوا سيسمحون مثلًا لدولة في اليمن أن تتدخل عسكريًا للدفاع عن ترامب مثلًا؟!، هذا مستحيل، ونحن كذلك لا يسرنا أن تتدخل أَمريكا لما تسميه الدفاع عن شرعية الفار هادي.
لن تتمكن أَمريكا ولا السعودية ولا أية قوة في الأرض من السيطرة على اليمن، فنحن شعبٌ نعرفُ كيف نقاتلُ أعداءَنا، وكيف نُذِلُّ مَن يُريدُ أن يسيطرَ على أراضينا حتى وإن كان المعتدي هو أقوى دولة في العالم.
*وزير الإعلام لحكومة الأَطْفَال