الخبر وما وراء الخبر

حرب العدو اليوم نفسية وسلاحه الاعلام

203

بقلم / محمد فايع

بعد عامين من الصمود والإنجازات اليمنية في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي وجد رعاة وصناع العدوان على المستوى الأممي أنهم اليوم أمام تطورات ومستجدات عسكرية ميدانية قتالية وتصنيعية فرضتها قوة الشعب اليمني الضاربة جيشا ولجان شعبية كما وجد العدوان أنه أمام جبهة داخلية حديدية يعبر عنها صمود وعطاء شعبي مستمر ومتعاظم، الأمر الذي أوصل صناع ورعاة العدوان الأممي بقيادة الكيانين الأمريكي وإسرائيلي ومن خلفهما الصهيونية العالمية إلى اليقين بأن أي إنجاز على مسار المعركة العسكرية لم يعد فقط صعب المنال؛ بل أصبح مكلفا ومحفوفا بالمخاطر الحقيقية. أكده ارتفاع صوت كيان العدو الصهيوني الذي عبر عن مخاوفه في أكثر من مناسبة من امتلاك الشعب اليمني للتكنولوجيا التسليحية المتطورة، بل أن المخاوف وصلت اليوم الى مستوى الاجماع الاممي وهو ما عبر عنه مندوب أمم العدوان ولد الشيخ بحديثه عن الصواريخ الاستراتيجية اليمنية.

الحراك الدولي والاقليمي الذي نراه ونشاهده اليوم سواء على مستوى اجتماع ما يسمى بالرباعية أو على مستوى الحراك السعودي المحموم الأخير هو تحرك تتولى ماكينة الاعلام العالمي كبر ترويجه وتهويله سواء على مستوى الرأي الخارجي أو الداخلي، أي أن العدوان اليوم يعتمد اليوم في عدوانه بشكل أساسي على الحرب النفسية التهويليه التضليلية وذلك عبر ثلاثة مسارات أساسية هي كالتالي:

المسار الأول: مسار يوجه العدوان خلاله اعلامه بكل وسائله الى خلق قناعة عامة لدى الرأي العام الخارجي الشعبي والرسمي مفادها أن مخاطر انسانية كبيرة أخذت تفتك بالشعب اليمني بسبب تعنت من يسمونهم بالانقلابين كما بهدف خلق توجه عام يدفع نحو تحقيق الاهداف السياسية والأمنية والعسكرية التي عجز العدوان عن تحقيقها عسكريا.

المسار الثاني: يسلكه العدوان بناء على إدراكه بأن إعلامه لا يمكن أن يقنع الرأي العام الداخلي اليمني بذلك التضليل والتهويل الذي يمارسه على الرأي العام الخارجي؛ لذلك يتعمد العدوان استهداف المدنيين وارتكاب المجازر والمذابح بحقهم في مسعى إلى خلق حالة من الرعب وحالة من اليأس لدى الشعب اليمني وبالتالي التأثير على صموده وكما نعلم أن العدوان وهو يسلك المسار ارتكاب المجازر والحصار والتضليل يعتمد على عاملين اساسين هما:

العامل الأول: يتمثل بصمت وتواطئ دولي، يترافق معه تسخيرا لماكينته الإعلامية التي تزيف الحقائق وتضلل الرأي العام الخارجي، تارة وتعتم على تلك المجازر التي يرتكبها في اليمن بحق المدنيين والأطفال والنساء تارة أخرى.

العامل الثاني: يتمثل في غياب أو قلة أثر الدور الإعلامي الذي يفضح إعلام العدوان ويكشف زيفه وتضليله من جهة كما يكشف الجرائم التي ترتكب بحق اليمن وشعبه أمام الرأي العام الخارجي.

المسار الثالث: وهو مسار مرتبط بالمسارين السابقين حيث يعمد إعلام العدوان إلى تصيد المكايدات الداخلية والتي قد تنعكس من خلال تداولات وسائل وناشطي اعلامنا فيعمل عبر طابوره الاعلامي والسياسي والثقافي على استغلالها وإشغال الإعلام في أمور بعيدة عن مواجهة العدوان ويعرف الجميع أن للعدوان أقلامه ومنابره وناشطوه الذين مهمتهم العمل على تأجيج نار المماحكات والمكايدات والمزايدات بين أبناء الجبهة الداخلية.

لقد كشفت لنا الأحداث بأن للعدوان أياد وكوادر إعلامية محترفة، يتركز نشاطها عبر صفحات التواصل الاجتماعي وعبر العديد من المواقع والمنابر الإعلامية، وقد حرص العدوان إلى أن تقوم اياديه تلك بأدوار متباينة، ففي حين يكون مهمة أحدهم صنع المنشورات والمقالات والتقارير التي تنتصر لطرف ما ضد الطرف الآخر، فإن هناك من يقوم بمواجهة تلك المنشورات وإثارتها باسم الطرف الآخر أو الدفاع عنه، ومع ذلك يجب ندرك جيدا بأنه لا يمكن لأيادي العدوان أن يكون أي أثر ولا يمكن أن تنجح في مهمتها إلا حينما يوجد المناخ والأرضية، ونحن من نصنع ذلك ابتداء بقلة وعينا.

وبناء على كل ما سبق اصبح من المهم أن نعي جيدا بأن معركتنا اليوم في مواجهة العدوان معركة، وعي وأن ميدانها حرب نفسية تضليلية تهويلية، يعتمد فيها العدوان بشكل أساسي على الإعلام بكل وسائله وقوالبه، مع ادراكه في نفس الوقت أنه بكل إمبراطورته الاعلامية لا يمكن أن ينجح في حربه الاعلامية النفسية الا بمساعدتنا نحن، ويراهن في ذلك على انشغالنا إعلاميا في المكايدات والمزايدات الداخلية، ومنا من يسخر جهده وكل قدراته ونشاطه في المناكفات والردود غير مدرك انه انما يقدم خدمة كبيرة ومجانية للعدوان؛ حيث يحيد سلاحنا ونشاطنا الإعلامي؛ تسخر جهودنا لخدمة العدوان سواء بشعور أو بغير شعور.

لقد أثبتت وقائع الأحداث أن الإعلام المواجهة للعدوان بكل منتسبيه وناشطيه قادر على إلحاق الهزيمة الكبيرة والشاملة بإمبراطورية إعلام العدوان، وليس ذلك فحسب بل إن إعلامنا المواجهة للعدوان قادر على إفشال كل مخططات واستراتيجيات العدوان؛ بل وأكثر من ذلك حيث نستطيع ان نجعل من الحرب النفسية والتهويلية التي يعتمد عليها العدوان عبر إعلامه ذات أثر منعكس على العدوان نفسه، وذلك انما يتحقق من خلال العمل الدؤوب في كشف جرائم العدوان وكشف تضليله الإعلامي وهزائمه الميدانية، والعمل على توجيه الخطاب الذي يعزز من صمود الشعب اليمني، وهذا يتطلب التركيز المسؤول وتسخير كل الطاقات والمنابر والقدرات والقوالب الاعلامية في مسار مواجهة العدوان كما يتطلب العمل من قبل القائمين على وسائل الاعلام وفي مقدمتهم وزارة الاعلام ووزير الإعلام على إنشاء غرف ومراكز إعلامية، مهمتها التنسيق مع وكلات ومنابر الاعلام الخارجية لإيصال الحقيقة للراي العام الخارجي في مواجهة تعتيم وتضليل اعلام العدوان.

إنها دعوة موجهة لكل منتسبي الإعلام وناشطيه إلى انطلاقة واعية حكيمة في مواجهة العدوان إلى انطلاقة عملية إيمانية أخلاقية إنسانية دينية أرضيتها وحدة الصف، ووثيقة الشرف الإعلامي ووقودها الاستشعار الواعي للمسؤولية.حرب العدو اليوم نفسية وسلاحه الاعلام.

انطلاقة إعلامية واعية حكيمة يصنع بها إعلاميو يمن الإيمان والحكمة ضربات ومفاجئات للعدوان وإعلامه بمستوى ضربات جيشنا ولجاننا الشعبية الميدانية، وترتقي إلى مستوى عطاء وصمود شعبنا الحر العزيز الأصيل.