الخبر وما وراء الخبر

المساجد والإرهاب … و حاخامات الأزهر

169

بقلم /  عبدالفتاح علي البنوس

تصرفات الأزهر الشريف ومشيخاته الذين تصهينوا وتسعودوا وجعلوا من رسالته الدعوية التنويرية الإيمانية ، رسالة عمالة واسترزاق واستغلال باسم الله وباسم الرسول الأعظم وباسم الإسلام وهم بعيدون كل البعد في سياستهم وخطابهم عن الله ورسوله ودينه ، عامان من العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلد الإيمان والحكمة ، بلد الأنصار الذين وصفهم الله بأنهم أرق قلوبا وألين أفئدة ، عامان على عدوان همجي أيده وباركه الأزهر غير الشريف وأغرق في الدفاع عنه وتبريره باعتباره غزوة من غزوات الإسلام التي تستهدف تحرير بقعة من بقاع الإسلام كانت خاضعة للاحتلال الصهيوني أو الأمريكي، عدوان إستهدف البشر والشجر والحجر ، ولم تسلم منه حتى بيوت الله ودور العبادة والمقابر بمباركة أزهرية قذرة.

اليوم يطل علينا الأزهر ببيان ممجوج مهزوز مخدوج عبر من خلاله عن إدانته واستنكاره قصف ما أسماه مسجد كوفل من قبل الجيش واللجان الشعبية ، في فضيحة جديدة تضاف إلى فضائح الأزهر، ففي الوقت الذي يدين ويستنكر الأزهر استهداف قطيع الغزاة من الإماراتيين والسعوديين والمرتزقة اليمنيين لحظة تجمعهم في معسكر كوفل بمأرب استعدادا للمشاركة في الاعتداء على أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهتي مأرب ونهم، شاهدناه يلزم الصمت تجاه الجرائم والمذابح الوحشية الإرهابية التي استهدفت مسجدي بدر والحشحوش بأمانة العاصمة في مثل هذا اليوم أثناء خطبة وصلاة الجمعة والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى في مقدمتهم شهيد المنبر الدكتور العلامة الشهيد المرتضى بن زيد المحطوري والقاضي العلامة الشهيد عبدالرحمن المروني ولم نسمع أو نشاهد أو نقرأ بيان أوتصريح إدانة لهاتين الجريمتين وكأن هناك معايير ومستويات ومراتب للمساجد لدى حاخامات الأزهر الذين باتوا ينطلقون بمواقفهم وتوجهاتهم من باب المصلحة والمادة فهم مع من يدفع لهم ويمولهم ويغدق عليهم بالعطايا والهدايا والمكرمات الملكية التي يبيعون بها دينهم وضميرهم وإنسانيتهم وقيمهم ومبادئهم.

لا يوجد إرهاب وإجرام يفوق الإرهاب والإجرام السعودي الوهابي الذي لا يستثني جنس بشر، ولا يستبعد المساجد ودور العبادة ، فالمليشيات الوهابية الإرهابية من داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من الجماعات هي من أسس وشرعن ?ستهداف المساجد وتفجيرها بالمصلين وتخويف وإستباحة حرمات الله وضيوفه وهم في ضيافته وعلى إتصال به جل في علاه ، وفي بلادنا كان لهذه المليشيات الوهابية الإرهابية حضورها الإجرامي من خلال تفجيرات مسجدي بدر والحشحوش ومحاولة تفجير جامع الإمام الهادي بمدينة صعدة وإستهداف العديد من المساجد بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وغيرها من الأساليب الإجرامية التي تعتمد عليها مليشيات وعناصر الإرهاب الوهابية التي عملت وما تزال على تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتنفير شعوب العالم من الإسلام والذي لا صلة لهم به ولا يمثلونه ، فالإسلام دين المحبة والوئام والسلام والوسطية والإعتدال والرحمة .

بالمختصر المفيد اليوم وفي ذكرى تفجيرات بدر والحشحوش نترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين إرتقوا إلى ربهم شهداء ، ونؤكد على أن الفكر الوهابي اللعين هو أحد أكبر المصائب التي أبتليت بها الأمتين العربية والإسلامية ، وأن الجرائم التي ترتكب والتي تستهدف المساجد والمصلين هي نتاج لهذه الثقافة ولهذا الفكر الوهابي الخسيس الذي أستباح الحرمات وأنتهك المحرمات ، هذه الثقافة وهذا الفكر الإجرامي المتطرف الذي يموله ويدعمه آل سعود ويعملون على نشره والترويج له تحت إغراء الأموال التي كانت السبب في إذكاء الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية التي أبتليت بها الأمة ، لقد كنا نعول على الأزهر بأن يصدر عنه بيان في ذكرى تفجيرات مسجدي بدر والحشحوش يدين فيه هاتين الجريمتين ولو متأخرا ،إذا به يدين استهداف تجمعات الغزاة والمرتزقة في معسكر كوفل بمأرب ليؤكد للعالم أجمع بأنه قد انحرف عن مساره الصحيح فقد عاث فيه ولاث أدعياء العلم الذين يعملون بنظام الدفع المسبق بعد أن نجح آل سعود في إستئجاره لحسابهم مثله مثل قطيع المرتزقة الذين تم إستئجارهم من الداخل والخارج لقتال الشعب اليمني وانتهاك السيادة اليمنية ، وتحول إلى بوق سعودي إماراتي قطري خليجي الهوى يشرعن لجرائم العدوان السعودي على الشعب اليمني ،كما شرعن الحرب الطائفية والتصفية العنصرية والانتهاكات السافرة التي يرتكبها النظام البحريني في حق السواد الأعظم من أبناء الشعب البحريني ، وكما شرعن الحرب السعودية الوهابية الإجرامية على سوريا، وكل ذلك خدمة للسياسة وطمعا في المال السعودي والإماراتي المدنس الذي أساء لمكانة وهيبة وموقع الأزهر الشريف والذي كان يمثل واحدة من المرجعيات الإسلامية المشهود لها بالوسطية والإعتدال والإنصاف قبل أن يتحول إلى بوق يقدس آل سعود ويسبح بحمدهم وينفذ توجيهاتهم وأوامرهم ويدين لهم بالولاء والطاعة على حساب الدين والقيم والمبادئ والأخلاق، ليضاف إلى قائمة مرتزقة الريال السعودي والدرهم الإماراتي ، وهو واقع مذل ومهين لم نكن نتوقعه للأزهر، ولكن يبدو أن المصالح المادية والسياسية هي من تتحكم في إدارة شؤون الأزهر ولذا لاغرابة أن تصدر عنه في قادم الأيام بيانات وتصريحات هابطة مشبعة بالعمالة والارتزاق (فكل شيء بثمنه ) .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه