ما هي مساراتُ العدوان التصعيدية؟
بقلم / زيد أَحْمَد الغرسي
الأَمريكي في تصعيدُه خلال المرحلة الحالية مسارات ميدانية عسكرية واقْتصَادية وإعْلَامية فيما يتخذ الملف السياسي وتحركات ولد الشيخ الأخيرة والتسريبات عن مفاوضات وسيلة للتغطية على تصعيده الجديد
أولى هذه المسارات مُحَاوَلة احتلال الساحل الغربي لليمن وفي هذا الملف يتحرك الأَمريكي بشكل مباشر لمُحَاوَلة السيطرة على باب المندب والبحر الأحمر حيث يتحرك بعدة خطوات منها احتلال الجزر المطلة على المضيق وبناء قواعد عسكرية فيها وإرسال المدمرة كول إلى البحر الأحمر مع توافد دفعات من جنوده إلى المحافظات الجنوبية تحت ذريعة مكافحة القاعدة وداعش وشن غارات مزعومة على بعض عناصرها بالتزامن مع شن حملة إعْلَامية ضد اليمن وتخويف السفن التجارية من العبور من باب المندب كتهيئة للرأي العام الدولي لقبول تواجده بحجة حماية السفن ثم خروج وزارة الحرب الأَمريكية لتؤكد أنها ستتدخل بشكل مباشر في قصف الرادارات اليمنية وأي منطقة يمنية في الحديدة وساحل تهامة وصولا إلى تصريح السفير الأَمريكي السابق في اليمن جيرالد فاير ستاين الذي دعا الإدَارَة الأَمريكية لاحتلال ميناء الحديدة وهو تصريح يؤكد تصعيد الأَمريكي وخوضه معركة الساحل الغربي بشكل مباشر وفي سياق ذلك تأتي زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة أَمريكية.. ترافق مع هذه التحركات قصف طيران العدوان بشكل مكثف لساحل اليمن من ميدي حتى الحديدة ووصولاً إلى المخاء كتمهيد لمسرح المواجهة ويندرج تحت ذلك مجزرة الخوخة قبل أيام. بالإضَافَة إلى مُحَاوَلة فتح جبهات جديدة كما حدث في عتمة والضغط عسكريا مجددا في جبهة نهم..
أما المسارُ الثاني فيتمثل في الورقة الاقْتصَادية والضغط على الشعب اليمني بشكل أَكْبَـر من أي وقت مضى من خلال إصرار على عدم صرف المرتبات وهذا الدور يقوم به هادي وحكومته حيث خرج بن دغر مؤخرا في تصريح أَكَّـد فيه عدم صرف المرتبات وهو نفسه الذي كان يصرح بأن المرتبات ستصرفها حكومته لكل المحافظات بلا اسْتثنَاء وأنه التزام أخلاقي أمام المجتمع الدولي وبذلك يكون قد تنصل عن تعهدات حكومة فنادق الرياض الّتي التزموا بها أمام المجتمع الدولي قبل نقل البنك المركزي إلى عدن وفي نفس الوقت يريدون من ذلك الضغط بشكل أَكْبَـر على الشعب اليمني في قوته ولقمة عيشه بعد فشل كُلّ تحركاتهم السابقة مثل نقل البنك وسحب السيولة ورفع قيمة العملة أمام الدولار.
ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع تحريك المنافقين والعملاء وَالمندسين في بعض المُؤسّسات الحكومية في العاصمة صنعاء للإضراب بحجة عدم صرف المرتبات وتوجيه الاتهام للمجلس السياسي أعلى بدﻻً عن العدوان وهادي وحكومته الذين نقلوا البنك واستلموا أربعمائة مليار دولار كان من المفترض تسليمها للبنك المركزي في صنعاء..
وفي المسار الثالث يتحرك العدوان وأَدَوَاته في الداخل بحملة إعْلَامية ممنهجة ومدروسة ضد أنصار الله لتشويههم وكيل التهم ضدهم بالفساد وإطلاق الشائعات وأكاذيب ضدهم واستهداف قيادة اللجنة الثورية والناطق الرسمي لأنصار الله كما يعملون على إقصاء كوادرهم من بعض المُؤسّسات الرسمية وفي نفس الوقت يشنون حملات إعْلَامية كبيرة ضد تعيين أي فرد منهم لتصوير ذلك بأنها جريمة كبرى بحق الوطن بينما يتغاضون عن تدمير مُؤسّسات الدولة من قبل العدوان وهادي وحكومته ويغطون على نهب دول العدوان وقيادات المرتزقة لثروات الوطن ويقوم بهذه المهمة المنافقون والمرتزقة والعملاء والطابور الخامس والمندسين في حزب المؤتمر الشعبي العام ويتحركون بشكل مكثف في بعض وسائل الإعْلَام والكتابات الصحفية وَمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل النقل العامة والمناسبات والمقايل ويهدفون بذلك لعدة أَهْدَاف منها:-
أوﻻً ضرب أهم مكون رئيسي يقف في وجه العدوان ويمثل عاملاً رئيسياً في إفشال مُخَطّطاته ومؤامراته كما يتصدر المواجهات العسكرية ويقدم التضحيات الكبيرة مع بقية المكونات السياسية وﻻ زال الركيزة الأَسَاسية في إحباط الكثير من مؤامرات العدوان والتغلب عليها بل الوصول إلى مرحلة التصنيع العسكري المتطور وثانيا يهدفون إلى إفقاد ثقة الشعب بهذا المكون الذي مثل أملا كبيراً في محاربة الفساد وإزالة الظالمين خصوصا بعد نجاح تجربتهم في صعدة ثم عمران وبعد ثورة 21 من سبتمبر وخلال حكم اللجنة الثورية العليا الّتي شهد لها أعداء قبل الأصدقاء.
وثالثاً يهدفون إلى إيقاف رفد الجبهات بالرجال من خلال هذا التشويه وتقديم أنصار الله بهذه الصورة السلبية كي يكون عائقا أمام استمرار رفد الجبهات بالرجال وَالأَمْوَال ورابعاً يريدون إشغال الشعب اليمني عن أولويته الأَسَاسية في مواجهة العدوان وفضح جرائمه وكشف مُخَطّطاته والتصدّي لها ليقدموا بذلك خدمة للعدوان السعودي الأَمريكي.