رسالةٌ إلى (المرابطين) في فنادق الرياض!
بقلم / عبدالمنان السنبلي
أيها المرابطون هناك في حضن جار السوء:
لم نكن يوماً ضدكم ولن نكون لولا أنكم وضعتم أنفسكم بمحض إرادتكم في الجبهة المقابلة والتي كان يفترض أن تكونوا أنتم ونحن في خندقٍ واحدٍ لمواجهتها كواجبٍ وطنيٍ مقدسٍ يُحتّم على كُلّ يمنيٍ حرٍ غيور أن يدافع عن وطنه ضد أي اعتداء أَوْ غزوٍ أجنبي.
لا يحاول أحدكم أن يقنعني اليوم أن السعودية وتحالفها لم يشنوا عدواناً على اليمن، وإنما قد جاء تدخلهم من باب (نصرة المظلومين) الذين هم (أنتم) على اعتبار أنكم كنتم الحلقة الأضعف عند شن العدوان بحسبكم، وهذا ليس صحيحاً إطلاقاً باعتراف وزير خارجية السعودية عادل الجبير نفسه الذي قال أنهم قد أعدوا لعاصفة الحزم هذه منذ ثمانية أشهر من بدئها أي منذ أن كنتم أنتم على رأس السلطة وَتشكلون الجانب الأقوى في معادلة الصراع السياسي اليمني حينها.
فهل نزل الوحي على النظام السعودي وأخبرهم أن الحوثيين سيخرجون من قمقمهم ويدخلون صنعاء ويسقطون شرعية هادي حتى بدأوا بالإعداد لعاصفةٍ تحت مسمى إعَادَة شرعية (عبدربه منصور) والذي كان في حينه لايزال مسيطراً وماسكاً بزمام الأمور في كُلّ أنحاء البلاد؟! أم أن المسألة أصلاً أَكْبَر من مجرد إعَادَة شرعية هاربٍ أَوْ نجدة ملهوف؟!
وهل يمكن أن يتقبّل أي عقلٍ راشدٍ فكرة أن من حاربوا الثورة اليمنية عند مطلع ستينيات القرن الماضي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وقتلوا مشروع الدولة باغتيالهم للشهيد الحمدي وتصفية مشروعه النهضوي الوطني ووقفوا حائلاً دون إعَادَة تحقيق الوحدة اليمنية لعقود إنما قد جاءوا وجيشوا الجيوش وحشدوا العالم كله من أجل سواد عيني هادي وشرعيته المنتهية الصلاحية وإنقاذ الدولة اليمنية من الانهيارِ والسقوط؟!
لقد ابتلعتم الطعم أيها القابعون في فنادق الرياض ووقعتم في الفخ بدون أن تشعروا وذلك لظنٍ مسبقٍ منكم أن من تقف السعودية في صفه وترضى عنه، هو من سيستحوذ على الكعكة كاملةً ويحكم اليمن وعلى هذا الأساس دخلتم الرهان! فهل بعد سنتين كاملتين من العدوان كسبتم بذلك الرهان؟!
السعودية من جانبها كذلك قد ابتلعت الطعم أيضاً وأوقعت نفسها في ذات الفخ حينما راهنت عليكم وظنت أنها بكم حتماً ستكسب الرهان، فهل كسبت بكم الرهان؟!
كيف بكم أيها المارقون وقد تخلت عنكم السعودية في لحظةٍ ما وألقت بكم على قارعة الطريق وذهبت تتفاهم وتتصالح مع خصومكم؟!
آهٍ لو تعلمون كم أنا في لهفةٍ وَشوقٍ وأنا أنتظر هذه اللحظة التأريخية، ليس لأشمت بكم – معاذ الله – وَلكن لتعلموا وتتيقّنوا كم كنتم أنتم أغبياء!