الخبر وما وراء الخبر

المرءُ اليمني في اليوم العالمي للمرأة

186

بقلم / وفاء أحمد الخزان

المرأةُ هي نصفُ المجتمع، فهي أساسُ التربية وَغرس المفاهيم الأساسية في أَطْفَالها الذين هم بناة المستقبل وَصُنّاع الغد.
المَـرْأة هي مربية الأجيال وَصانعة الرجال وَهي الأم وَالأخت وَالزوجة وَالابنة.
يوم المَـرْأة العالمي هو يوم جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وَالذي عُقد في باريس عام 1945 نظراً لسوء التعامل وَالتجبير التي كانت تعاني منه المَـرْأة سابقاً خَاصَّة في دول أفريقيا وَبعض دول أوروبا وَالجزء الشرقي من آسيا, وَلكن منظمات الأُمَـم المتحدة لم توافق على تبنّي تلك المناسبة إلَا سنة 1977 عندما أصدرت المنظمات الدولية قراراً يدعو دول العالم الى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمَـرْأة فقررت غالبية الدول اختيار يوم الثامن من مارس من كُلّ عام هو اليوم العالمي للمراءة وَتحول ذاك اليوم الى يوم يحتفل به لنضال المَـرْأة.
هذي هي دلالةٌ على احترام العالم وَتقديره للمرأة لإنجازاتها الاقتصادية وَالسياسية وَالاجْتمَاعية وَتهدف الى النهوض بحقوق المَـرْأة، بالإضَافَة الى أن بعض الدول تمنح المَـرْأة إجازةً في هذا اليوم تقديراً لمكانتها العظيمة..
ولكن كان الإسْلَام سباقاً لكل تلك الحقوق التي تفرضها هيئات حقوق الإنْسَان اليوم, فقبل 1400 سنه كانت وَما زالت هذه الحقوق مفروضة منها وَإعطاء المَـرْأة حقها في الحياة وَفي الميراث وَفي تعليمها وفي اختيار زوجها وَفي عملها وَفي حتى ترشيح نفسها وَأيضاً هناك في زمن الرسول كانت المَـرْأة جزْءا أساسياً في المعارك وَالغزوات في إسعاف الجرحى وَمشاركتهم وَأيضاً القرآن الكريم اهتم المَـرْأة المسلمة وَخصّص سورة من كبار السور في القرآن، وَهي سورة النساء التي تنظم علاقة المجتمع بالمَـرْأة فقد بين القرآن الكريم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقها كما خلق الرجل من سلالة من طين، ثم جعلها مع الرجل أساساً للحياة البشرية واستمراريتها، والأعظم من هذا أن جعل التفاضل بينهما عنده على أساس التقوى، قال الله تعالى(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عملَ عامل منكم من ذكر أَوْ أنثى بعضكم من بعض) وَكذلك قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمك عند الله أتقاكم) وَفي حديث الرسول حين قال (رفقا بالقوارير) وَفي خطبة الوداع لم ينسَ رسول الله صلى الله عليه وَعلى آله وَسلم المَـرْأة حين قال (استوصوا بالنساء خيراً) فقد أسماهَا الله رَحِماً موصولة بتسميته تعالى (الرحمن)
ولكن.. أين هي المَـرْأة اليمنية في هذا اليوم؟
المَـرْأة اليمنية هي من تُنتهك حقوقها كُلّ يوم وتقتل بغير وجه حق ودون أي مبرر وَتعاني بجانب أخيها الرجل.
المَـرْأة اليمنية هي من تطلب حق العيش الآمن في منزلها والحفاظ على بيتها وسكنها وعائلتها رغم الظروف الصعبة..
المَـرْأة اليمنية هي من تصبر على قوت يومها وتتحمل العناء.
المَـرْأة اليمنية هي من تطلب حقها الصحي بتوفير مراكز صحية تعينها لوضع مولودها
المَـرْأة اليمنية هي من تطلب حق التعليم خَاصَّة في الأرياف.
المَـرْأة اليمنية هي من تصبر على العدوان والحصار.
المَـرْأة اليمنية هي من تقصف مركزها الصحي وَهي ذاهبة لوضع مولودها فتموت على إثرها.
المَـرْأة اليمنية هي من تموت وهي منتظرة لدوائها الذي لم يأتِ البلاد؛ بسبب الحصار من جميع الجهات.
المَـرْأة اليمنية هي من تستشهد ابنتها وهي ذاهبة مدرستها.
المَـرْأة اليمنية هي من يتشوه جنينها بسبب الغازات الصادرة من القنابل المحرمة دوليا التي تقصف منطقتها كُلّ يوم.
أينكم يا من تدعون حقوق المَـرْأة وتتظاهرون بحمايتها والدفاع عنها؟؟
أين أنتم من قتل وجرح أكثر من 5000 ألف امرأة خلال عامين فقط؟
أين أنتم يا من تسعون لحماية المَـرْأة وهي تقتل في منزلها وفي مناسبات الأعراس وفي مجالس العزاء؟!
أين أنتم من القوانين والاتفاقيات والبروتوكولات الذي يجرم ويحرم الاعتداء على النساء في الحروب والنزاعات والاعتداء على حياتهن وسلامتهن البدنية كالقتل بجميع أَنْوَاعه وأشكاله؟!
أين أنتم من معاناة المَـرْأة اليمنية التي فقدت أباها أَوْ اخاهاً أَوْ زوجها؟!
أينهن نساء اليمن في اليوم العالمي للمرأة؟
المَـرْأة اليمنية هي من تبذل أباها وَزوجها وَاخاها وَابنها للدفاع عن هذا الوطن الغالي وَتشارك وَتشارك بفعالية وَصبر وَثبات لأجل هذا الوطن..
فالمَـرْأة اليمنية هي من تستحق الاحترام والإجلال والتقدير والعرفان كُلّ يوم.
فنسأل من الله تعالى أن يفرّجَ على المَـرْأة اليمنية التي هي جزْءٌ من المجتمع اليمني الذي يعاني من عدوان السعودي الغاشم وحلفائه ومرتزقته.
فكل عام والمَـرْأة اليمنية في نصر وعزة وكرامة.