الخبر وما وراء الخبر

هل سيكون جنوب اليمن بيت (داعش) الجديد ؟

150

بقلم / محمد فايع

ثمة اهتمام أمريكي ملفت ومتزايد بولي العهد السعودي الأول الأمير محمد بن نايف  ويشير التركيز والاهتمام الأمريكي الى مسار عمل الرجل في الجانب الأمني حيث نال عمله رضى الامريكان  وخاصة انه يتربع على رأس العمل الامني السعودي الذي أسهم في تجنيد وتسليح وتمويل (القاعدة وداعش) وفقا لمزاجات وتوجهات الادارات الامريكية السابقة والى اليوم لذا تعمل أمريكا اليوم على توظيف الرجل ليكون راس حربة لمسار امريكي يهدف الى اعادة تموضع عناصر (القاعدة وداعش) وتوزيعها في الجزيرة العربية، وذلك في اطار مسعى أمريكي لتحويل جنوب اليمن الى قاعدة ومنطلقا (للقاعدة وداعش)  وبالتالي هو أمر يتطلب تنسيقا أوسع نطاقا مع المؤسسة الامنية السعودية، التي يتربع على عرشها الامير بن نايف، ولخبرتها التي تمتد لعقدين  في مسار تجنيد وتمويل وتسليح (القاعدة وداعش) بما ينسجم واهداف واتجاهات العدو الأمريكي الصهويني.

ولأن  ادارة ترامب ستحتاج الى الأموال لتغطية نفقات عمليات جنودها ومخابراتها في اليمن والمنطقة  فهو يرى أنه  قد حان الوقت الذي يبدأ فيه عملية الحلب لأبقار أمريكا الخليجية ،فترامب الذي سبق وقال في مقابلة صحافية ان دول الخليج لا تملك اي شيء آخر غير المال، وان بقاءها يعود الفضل فيه الى الولايات المتحدة  بداء تنفيذ عملية ألحلب مطالبا الكويت بدفع 9 مليارات دولار مستحقة عليها ضمن فاتورة تحريرها، واخراج القوات العراقية منها عام 1991،  مما يعني ان “فواتير” اخرى مماثلة جرى ارسالها الى دول خليجية اخرى تطبيقا لتهديداته التي طالب فيها هذه الدول بتسديد ثمن الحماية التي تقدمها الولايات المتحدة لها،  وتؤكد الاخبار بان ترامب طالب في وقت سابق كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بمبالغ مماثلة قبل ثلاثة اسابيع.

وفي مسار العدوان الأمريكي السعودي على اليمن بشكل عام والمساعي الامريكية بعادة تفعيل ذريعة مكافحة مسمى الارهاب بالتنسيق مع السعودية بشكل خاص يشير الاعلامي طالب الحسني في تقرير له يؤكد أن التناقض الأمريكي في استخدام (القاعدة وداعش) شماعة يكشف زيف الادعاءات التي تظهر بين الحين ولأخر بشأن العمليات العسكرية التي تنفذها تحت شعار محاربة ما يسمى الارهاب.. لافتا أنه وعلى مدى عشرين عاما توسعت القاعدة تحت الجناح الامريكي ورعاية بعض الدول الإقليمية.

ويتابع الكاتب قائلا ان التعليق الامريكي بدء بخطابات ترامب وصولا إلى مسؤولين امنيين وعسكريين في الادارة الامريكية بشأن الملف اليمني وواقع العدوان الذي تشارك فيه واشنطن عبر ادواتها الاقليمية تناول الملف اليمني عبر جزئين (القاعدة وداعش) ودعم السعودية وتحالفها لاستمرار العمليات العسكرية والحصار.

إن واشنطن هي التي منحت الضوء الاخضر لدعم انشطة (القاعدة وداعش) في معظم المحافظات واشراكهم في العمليات العسكرية التي يخوضها تحالف العدوان منذ عامين وايصال اطنان من الاسلحة المختلفة إليها..

كما أن الادارة الامريكية واجهزة استخباراتها وجهاز ما يسمى مكافحة الارهاب وضعوا شخصيات قيادية تعمل لصالح السعودية والعدوان وتتنقل بحرية تامة بين عواصم هذه الدول في قائمة ما يسمى الارهاب ،ما يؤكدا مجددا ان الهدف استخدام هذه القائمة كذريعة لا اكثر ولا اقل وما العمليات العسكرية الاخيرة التي تقوم بها واشنطن في محافظتي شبوة وابين واجزاء من محافظة حضرموت تحت ذريعة استهداف ما يسمى القاعدة الا مسحرية امريكية يتم فيها تبادل الادوار مع تلك المجاميع التكفيرية فيما يسارع المخدوعون الى عرض تنسيقاتهم وخدماتهم  في تسابق  مع الخصوم على من  يقدم خدمات أكثر ليكون العميل الاكثر قربا من واشنطن …ولا قربى ولا عهد لواشنطن.

الإعلامي ابراهيم الوادعي بدوره أوضح في تقرير له بأن الأمريكان قد حشروا انفسهم في الزاوية كما هو اليمن بجغرافيته.. مبينا انهم اليوم بين خيارين أما المضي الى المستنقع اليمني الأخطر في تاريخ الدولة العظمى،  أو القبول بالخروج والتواري بعيدا عن موقع اليمن والمنطقة، مضيفا بأنه حتى مع المقامرة بوجه الصين وروسيا لم يبقى خيارا للأميركيين، الذين يدركون بان معركة اليمن ستكون قاسية، وان حاملي شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل يتوقعون مجيء القوات الأمريكية، لافتا الى انه لن يتأتى داخليا أمام المؤسسة الامريكية العميقة فرصة أفضل من وجود دونالد ترامب الرئيس عديم الخبرة والملياردير القادم من مواخير المال والنساء ، للولوج في حرب مباشرة في اليمن، باعتباره المرشح الافضل ليكون كبش الفداء في حال وقعت الهزيمة بما تعنيه من نصر جيواستراتيجي يمني  والذي من المحتمل أن يغير موازين القوى على مستوى المنطقة العربية كلها والأهم والاخطر من ذلك لدى العدو الأمريكي الصهيوني هو ما سيكون لنصر اليمن من نفس شعوبيا سيترك أثره البلغ والمؤثرعلى شعوب بلدان المنطقة والتي تتوق وتطلع للحرية والتحرر من ظلم وجبروت قواعد وانظمة العمالة والارتهان للتحالف الغربي اليهودي النصراني بقيادة أمريكا والصهيونية.