لماذا قد يصمد هؤلاء في جامعة ذمار؟؟
بقلم / عامر محمد الضبياني
مهما اختلفنا في وجهات النظر او تضاربت مصالحنا وانقطعت رواتبنا وساءت معيشتنا.. فكلمة الحق يجب ان تقال.. فأكاديميون بجامعة ذمار كانوا ولازالوا يسطرون أروع الصفحات في البذل والعطاء والإخلاص في العمل رغم كل الصعوبات والمعوقات، يستحقون منا على الأقل ان نقف على أسمائهم لحظة للتأمل.. وعلى مواقفهم وصمودهم لحظة للتفكير حول سؤال يتبادر الى الأذهان، لماذا يصمد هؤلاء بجامعة ذمار؟؟
ابتداء من الدكتور شرف محمد عباد عميد كلية العلوم الإدارية شفاه الله وعافاه.. من اعطاء العمل الأكاديمي والإداري كل وقته والجامعة حياته.. تدهورت صحته بسبب الإجهاد والعمل المتواصل.. فمشاكل كلية العلوم الإدارية كثيرة ومتراكمة واعباءها ثقيلة ومتعددة.. لاحظت ولاحظ عليه الجميع مظاهر التعب والإرهاق وكلما نصحناه بأخذ استراحة.. قال “راحتنا في خدمة طلابنا” وظل كذلك حتى كاد يخسر حياته لولا تم اسعافه الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا في اخر لحظة..
مرورا بحلقة الوصل والحلقة الأبرز والأهم في الجامعة.. الدكتور نصر محمد الحجيلي نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب.. عرفته قبل سنوات قليلة بواسطة الدكتور الحبيب خليل الوجيه.. عرفته صحيحا متعافي.. شابا نشيطا.. ساءت حالته مؤخرا بسبب ضغوط العمل والمشكلات التي تستجد في نيابة شؤون الطلاب والقبول والتسجيل والإمتحانات.. كل تلك الأعباء اجهدته لحتى انه وبحسب مصادر مطلعه من اسرته يقضي كل وقته في البيت او المكتب لمتابعة العمل في نيابة شؤون الطلاب وحلحلة مشاكل الطلاب التي لا تنتهي..
واخيرا نقف عند شخصية أكاديمية صلبة.. قد نختلف عندها او نتفق.. ولكن شخص الدكتور طالب طاهر النهاري يستحق قليلا من الإنصاف.. هذا الرجل الفولاذي الذي تحمل ولازال يتحمل كل مشاكل الجامعة بحكم انه تولى المنصب في ظرف صعب.. جعله اما ان يواصل الصمود او يعلن الفشل ويصرح بالاستسلام.. عرفته عن قرب وعن قرب تعرفت عليه.. رجل لا يهاب الصعاب ولا يخشى الأخطار.. لا يحمل في قلبه ذرة حقد ولا يكتم في داخله أمرا حتى ولو كان في مصلحته كتمانه..
هنا وبعد ان عرضت ثلاث شخصيات أكاديمية اعطت الجامعة كل حياتها.. يتبادر سؤال في ذهني، لماذا قد يصمد هؤلاء في جامعة ذمار؟ وضروفهم المالية والإجتماعية والصحية اسوء بكثير منا ومن يعرفهم عن قرب يدرك حقيقة ما اقول.. وقد لا يعلم النوايا الا الله.. انني أكاد أجزم بانها الوطنية الحقة والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم هي ما جعلتهم يصمدون صمود الرواسي بوجه كل هذه العواصف التي عصفت بالكثير والكثير من القيادات والكفاءات الوطنية.