عاصفة الخلافات تضرب الحكومة السودانية (تفاصيل)
بعد الفشل الذريع لـ الرئيس السوداني “عمر البشير” في استقطاب قيادات من الجيش السوداني لإرسالهم الى اليمن، لجاء البشير الى قوات “الدعم السريع” لمناصرة قوات النظام السعودي بصورة خاصة لحماية اراضيها وقوات التحالف بصورة عامة في مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
حيث أفادت مصادر خاصة لوكالة النجم الثاقب، ان خلافات حادة تعصف في الحكومة السودانية بين وزير الداخلية الفريق الأول ركن “عصمت عبد الرحمن” وقيادت الجيش من جهة وقوات الدعم السريع التابعة لـ عمر البشير من جهة أخرى على خلفية ارسالهم الى اليمن.
وفي عملية سرية وبعيدة عن كاميرات الاعلام تم نقل الآلاف من قوات الدعم السريع السودانية من مطار “نيالا” إلى مطارات المدن السعودية المتاخمة للحدود اليمنية وبعض مطارات اليمن، ولا تزال العملية مستمرة حسب موقع سودانيز اونلاين.
وعلى اثر هذه الخلافات ان وزير الداخلية الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن زين العابدين قدم استقالته من منصبه.
واكدت مصادر مطلعة ان البشير ابرم صفقة مع دول التحالف بقيادة السعودية والامارات في زيارته الاخيرة للإمارات بإرسال ستين الف من “قوات الدعم السريع”، وهي ميليشيات كانت الخرطوم قد نظمتها على أسس قبلية واستخدمتها في حروبها ضد الحركات المسلحة المعارضة في كل من دارفور والنيل الأزرق، مقابل موقفاً داعماً من الرياض وأبو ظبي لفك الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً من قبل واشنطن على الخرطوم، وهو الأمر الذي وقّع عليه “باراك أوباما” في آخر أيام ولايته.
وبحسب المراقبون السياسيون والعسكريون ان الجيش اليمني واللجان الشعبية قادرون على الرد على افعال البشير الشنيعة المتمثلة في ارسال الجنود الى اليمن في ظل الازمة الراهنة التي تسيطر على الحكومة السودانية والخلافت الحادة التي تعصف بين البشير وقيادات الجيش، خصوصاً من خلال الصواريخ الباليستية ودخولها ضمن الاهداف الاستراتيجية التي اعلن عنها مسبقاً.
ان النظام السعودي والتحالف بات يعرف ان الحرب على اليمن واستمراره سيكون مكلف جداً بالنسبة اليهم دون تحقيق اي نتيجة على ارض الواقع سوى خسائر مادية وبشرية.
ان السعودية حققت انتصارات كبيرة في المجال العسكري وتحرير بعض المدن في اليمن، لكن هذه الانتصارات كانت وهمية وفي الشاشات والمواقع المناصرة لهم دون اي انجاز حقيقي، حيث شاهدنا في اول ايام الحرب على اليمن منذ 25 مارس 2015 ان التحالف يقف على مشارف العاصمة صنعاء وسوف يحررها خلال ايام قريبة وكذلك ان التحالف يمسك ويسيطر على اكثر من 90% من السواحل الغربية واليوم نرى الجيش السعودي يدخل في منطقة ضحيان بـ صعدة لكن فقط عبر شاشات العربية والجزيرة.
اما السؤال هنا، اذا التحالف يمسك ويسيطر على اكثر من 85% من الاراضي اليمنية فلماذا يجند الآلاف من السودانيين لحماية اراضيه؟، في الحقيقة ان ما يجري على ارض الواقع غير ما يبثه الاعلام السعودي الاماراتي، حيث أن الجيش اليمني واللجان الشعبية سيطرا على معظم المناطق الاستراتيجة في العمق السعودي بالاضافية الى الصواريخ الباليستية التي تستهدف المواقع الاستراتيجية في العمق السعودي ومعاقل الاماراتيين والمرتزقة في الداخل.
وانما جاء التجنيد والتحشيد من اجل التغطية على الخسائر التي يتكبدونها في خسارة الجنود السعوديين والاماراتيين وايضاً ضباط وقيادات كبار في قوات الموالية للفار هادي الذي يعد ضرية مؤلمة لهم.
وكما انهم يعلمون ان القارة السوداء تعيش في حالة من الفقر وان التكلفة لتجنيدهم سيكون اقل من غيرها وكما جندت الكثير من الصومال وجزر القمر واريتريا والسنغال وغيرها، حيث قبل هذا عقدت الامارات صفقة مع شركة بلاك ووتر الامريكية لخوض الحرب في اليمن وكلفتها الملايين الدولارات دون اي انجاز يذكر.
وفي الخاتم، ان الشعب اليمني صامد كـ عصى موسى تلقف ما يأفكون، وان ابناء القارة السوداء اصبحوا ضحية لـ مشاريع الكيان الصهيوني والمصالح الامريكية امام اموال بخسة ينفقها عليهم آل سعود وآل نهيان، وان هل السعودية ستنجح في أخر المطاف بكسب ولاء البشير التام ام الامارات؟ هذا سؤال سوف تجيب عنه ساحة المعركة اليمنية والاموال الخليجية والخلافات داخل الحكومة السودانية مستقبلاً.