مجلس الخوف والتآمر الدولي
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
لم يكن بمستغرب على ما يسمى بمجلس الأمن الدولي أن يصدر عنه القرار الأخير رقم 2342 والذي جدد فيه العقوبات على بلادنا عاما إضافيا وهو ما يعني إستمرار العدوان والحصار المفروض على أبناء شعبنا ، فهذا العدوان وهذا الحصار هو من صنيعة هذة الكيانات المأجورة التي تعمل بنظام الدفع المسبق ، فمنذ تأسيسه في 24أكتوبر من العام 1945وحتى اليوم وهو يشعرنا كعرب ومسلمين بأنه مجلس للخوف والحصار والقهر والتسلط والتآمر ضدهم ولم يحصل أن إنتصر هذا الكيان الدولي المأجور لأي قضية عربية أو إسلامية مهما كانت درجة وضوح مظلوميتها وعدالتها وأحقيتها بالإنتصار الدولي لها ، فهو عبارة عن ذراع وورقة ضغط بيد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا تستخدمها وتوجهها لخدمة مصالحها وأهدافها الإستعمارية وتوسيع دائرة نفوذها وتسلطها وهيمنتها على الشرق الأوسط .
عند إندلاع العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا في 26مارس من العام 2015 وقف هذا الكيان عاجزا عن إدانة العدوان عندما كنا نظنه بأنه يمثل العدالة وينشد الأمن لدول العالم ، حيث كنا ننتظر أن يصدر عنه قرار يلزم آل سعود بإيقاف العدوان على بلادنا فورا دونما قيد أو شرط تماشيا مع اللوائح والمعاهدات والإتفاقات الدولية التي تتعلق بسيادة الدولة وإستقلالها ، ولكن هذا الكيان سقط في وحل الخيانة والإرتزاق والتآمر وظهر على حقيقته ، حيث إنتصر لتحالف آل سلول وحمل الشعب اليمني مسؤولية تعرضه للعدوان ، حيث إنتصر للجلاد وأدان الضحية وليته إكتفى بذلك بل ذهب إلى فرض عقوبات سياسية وإقتصادية على اليمن واليمنيين تحت دعاوى وذرائع واهية ،وكأنه يتقاسم المشهد العدواني والمخطط الإجرامي على بلادنا ، فآل سعود والإماراتيون والأمريكان ومرتزقة وشواذ العالم يقتلوننا ، ومجلس الأمن والأمم المتحدة يحاصروننا ويتفرجون على قتل وإبادة شعبنا وتدمير وطننا وكل ذلك تحت حماية وإسناد القرارات الدولية التي باتت مكيفة لتخدم ملوك وأمراء النفط وممالك العهر الخليجي التي إتضح للجميع بأنها عبارة عن أورام خبيثة تنهش في جسد العروبة والإسلام وأن وجودها في المنطقة كان وما يزال من أجل خدمة الأمريكان والصهاينة ودول الإستكبار العالمي .
تجديد العقوبات على بلادنا وإطالة أمد العدوان والحصار من قبل مجلس الخوف والتآمر الدولي لن يغير أي شيئ في معادلة الصراع الدائر على الأرض ، ولن يؤثر على سير المواجهات ولا على مستوى الصمود والثبات لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية خاصة وعلى أبناء الشعب اليمني عامة ، فنحن كشعب مظلوم معتدى عليه ثقتنا وتوكلنا وإعتمادنا على الله عز وجل ، ولا نكترث ولا نعول على مجلس الخوف ولا هيئة الأمم ولا الجامعة العبرية ولا كل كيانات العالم المنافقة المداهنة المأجورة ،فهذة غربان ولا خير لنا فيها على الإطلاق ، وسنواصل مسار النضال والمواجهة والتصدي لفلول الغزو والإحتلال والعمالة والإرتزاق في مختلف الجبهات ،والذي تكفل برزقنا وتدبير شؤون معيشتنا وإقتصادنا وتسيير أحوالنا قرابة العامين من العدوان والحصار، هو من سيتكفل بنا وبكل شؤوننا فيما هو قادم من الأيام ،فهو الحافظ والحفيظ والرزاق والكافي .
بالمختصر المفيد هذا المجلس المريض والمأزوم لم يحقق الأمن منذ تأسيسه وحتى اليوم إلا لإسرائيل وأمريكا ودول الإستكبار والإستعمار العالمي وقراراته السابقة والراهنة واللاحقة لا تعنينا كيمنيين ندافع عن أرضنا وعرضنا وعزتنا وسيادتنا وكرامتنا وسنظل على نفس المنوال وبوتيرة أعلى من ذي قبل لمواجهة الحرب والمؤامرة الدولية التي تحاك ضد بلادنا الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة والتنمية ومن يستقوي بمجلس الخوف والتآمر وقراراته المنحازة للظالم الباغي المعتدي على حساب المظلوم المعتدى عليه ، عليه أن يعي بأن ذلك لا يجدي نفعا مع الشعب اليمني ولا يؤثر فيهم أو يفت في عضدهم أو ينل من صبرهم وصمودهم وإستبسالهم مهما أغرق العدوان وأدواته في صلفهم وإجرامهم وهمجيتهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .