الهزيمة النفسية أخطر من الهزيمة العسكرية
بقلم / زيد البعوة
لقد استطاع الشعب اليمني بصموده وصبره ومن خلال الانتصارات التي يحققها رجال الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين الجهاد أن يهزم دول العدوان نفسياً فبالرغم من القوة التي تمتلكها دول العدوان وكثرة الأموال وكثرة الحشود العسكرية وجلب المرتزقة من مختلف اصقاع الأرض والحصار البري والجوي والبحري لم تستطع دول العدوان أن تجعل الشعب اليمني يستسلم أو يركع بل وثق بالله واعتمد عليه وقرر المواجهة فهزم دول العدوان نفسيا وعسكرياً على مدى عامين.
ومن أشد أنواع الصراع والحروب تأثيرا على الإنسان هي الحرب النفسية التي تتجه لاستهداف النفس بشكل مباشر عبر طرق وأساليب متعددة منها الترغيب والترهيب بقوة عسكرية أو مادية فتخلق في داخل النفس الإنسانية حالة من الخوف وتقبل الأمر طمعا في مال او جاه أو منصب أو ثروة أو خوفا من ما يمتلكه الطرف الآخر من قوة ومن معدات عسكرية حديثة ومتطورة وجيوش كثيرة العدد ومن مختلف الجنسيات وتعتبر الحرب بشكل عام عسكرية أو اقتصادية أو أمنية أو إعلامية أو عبر ذلك تعتمد في الأخير على الحرب النفسية وأن تعددت أساليبها وطرقها لأنها في النهاية تستهدف الإنسان وكل الأطراف في حالة الصراع في حالة استهداف فكل طرف يريد أن يتغلب على الطرف الآخر بكل ما يستطيع لكي يهزمه نفسيا ويصل إلى الأهداف التي يريدها استعمارية أو سياسية أو غير ذلك.
وتعتبر الحرب النفسية سلاح فتاك وخطير جدا إذا احسن استخدامه ولقيت قبولا في أوساط المجتمع المستهدف عبر طرق وأساليب متعددة أهمها وأخطرها الإعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة والحديث الشفهي المباشر في المجالس والطرقات والمساجد وعبر المنشورات الورقية والكتيبات وغير ذلك وخاصة إذا كانت بشكل مركز ومدروس يستهدف شريحة معينة تم دراسة تركيبتها الاجتماعية ومستوى ذكائها وفهمها للأمور والحرب النفسية تكون مؤثرة وفاعلة خلال الحروب العسكرية لأنها تساعد في النيل من الطرف المستهدف والانقضاض عليه من خلال نشر دعايات كاذبة وتقارير مفبركة واحصائيات زائفة وترويج مبالغ فيه واختلاق انتصارات وهمية وبث حالة من التخويف المتعمد حول حشد العدو وقوته المادية والعسكرية وخططه المستقبلية وتخويف المجتمع المستهدف من الحصار الاقتصادي والجوع والفقر والمرض كل هذا بهدف خلق هزيمة نفسية تمهد للهزيمة العسكرية.
إذا استطاع العدو من خلال وسائل إعلامه ومن خلال خططه المدروسة أن يهزم خصمه نفسيا فقد انتصر عليه حتى وان كانت المعركة العسكرية في أطراف حدود البلاد والهزيمة النفسية لا تأتي بشكل سريع فهي تأتي نتيجة عوامل نفسية كثيرة منها ما يأتي من طرف العدو ومنها ما يأتي نتيجة التحليل الخاطئ والجلوس مع النفس وضعف المعنوية والتقصير والتخاذل وعدم الثقة فيساهم الإنسان بجموده وضعفه من أن يمكن المعتدين من نفسه ومن بلاده فيخسر نفسه وقضيته وأرضه ولو راجع نفسه في البداية ودرس الأمور بشكل واعٍ لاكتشف أن لديه الكثير من عوامل القوة التي لو عمل بها لاستطاع التغلب والانتصار على عدوه منها عوامل مادية ومنها عوامل نفسية ومعنوية الصبر والصمود والثبات والمواجهة المستمرة بدون كلل ومحاولة إلحاق أكبر خسائر ممكنة بالمعتدي فلا شك أن النصر سيكون حليف صاحب القضية والأرض وصاحب المواقف الشجاعة والمعنويات المرتفعة والبصيرة العالية..
ما سبق ذكره هو في حالة الحديث عن صراع بين طرفين كلهم على باطل ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي الحنيف اما إذا كان الصراع بين حق وباطل وبين طواغيت مجرمون يهود ونصارى وبين مسلمون فهناك عوامل أخرى غيبية ومعنوية ودوافع ايمانية ورائها الله الذي يخلف وعده والذي له الأمر من قبل ومن بعد وإليه يرجع الأمر كله وهذا الصراع الحالي اليوم بين قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي وبين الشعب اليمني المسلم وطواغيت ظالمين مجرمون لا دين لهم ولا مبادئ يعتدون على شعب عربي مسلم صاحب قيم وأخلاق وإنسانية وصاحب الأرض وصاحب القضية العادلة يستمد قوته من الاعتماد على الله والثقة به وهنا الفرق الكبير وهنا القوة الحقيقية العدوان يعتمد على طول أمد الحرب والحصار الاقتصادي والتضليل الإعلامي والقوة المادية والعسكرية يريد أن يهزم الشعب اليمني نفسيا لكي يتمكن منه عسكريا في المقابل هذا الشعب العظيم يمتلك من وسائل القوة المعنوية والمادية ما يفتقر إليه العدوان شعبنا يقابل طول أمد الحرب بالصمود والثبات ويواجه الحصار الاقتصادي بالصبر والتكافل والانفاق والبذل والعطاء ويواجه قوتهم العسكرية بالجهاد والشجاعة والقوة المعنوية التي يستمدها من القرآن الكريم ومن الاعتماد الذاتي في تطوير ما لديه من عوامل قوة عسكرية من صواريخ ومدافع وعبوات ورفاع جوي وغير ذلك من منطلق واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ويواجه تضليلهم الإعلامي بالوعي والبصيرة من قاعدة ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ولكي لا يكونوا سماعون للكذب بصفتهم الطرف المستهدف وما يأتي من جانب العدوان ضدهم وليس لمصلحتهم.
وخلال هذا العدوان ثبت للعالم بكله أن هذا الشعب اليمني العظيم لا يمكن بأي حال أن يهزم لا نفسيا ولا عسكريا فبالرغم من قوة العدوان عسكريا وماديا وإعلاميا وعلى مدى عامين في مواجهة شعب فقير مستضعف استطاع أن يصمد وأن يلحق بالمعتدين شر الهزائم وأن لا ينهزم نفسيا ولا عسكريا بل بفضل الله وعونه استطاع أن يجعل دول العدوان تعيش حالة هزيمة نفسية وأن لم تعلن عنها لكنها يوماً بعد يوم تظهر للعيان فما يمتلكونه وما حشدوه وخططوا له فشل وانهزم وأن حصلت بعض التقدمات لهم فهي في أوكار حرب الكر والفر لا تساوي شيئا مقابل ما كان ولا يزال يطمع إليه العدوان لقد انتصر شعبنا في كل أساليب الصراع المفروضة عليه بجهاده وصموده وتضحياته وصبره ووعيه وقيادته الحكيمة ومعية الله ولم يتبق سوى القليل حتى نصل إلى قول الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين.