الخبر وما وراء الخبر

الذكرى الخامسة لوفاة “جامعة الدول العربية”

103

بقلم / د. احمد حسين الديلمي

في شهر فبراير تهل علينا الذكرى الخامسة لوفاة “جامعة الدول العربية” والتي وافتها المنية بعد عام من انطلاق ما سميت “ثورات الربيع العربي”, هذه الثورات التي لم يكتب لها النجاح, وكان فشها بمثابة الفرصة الثمينة التي كانت تنتظرها أمريكا وحلفاؤها لتنفيذ مخطط أمريكي صهيوني غربي كانت قد وضعته بهدف تقسيم الوطن العربي على أساس عرقي أو طائفي أو ديني حسب الظروف, وها هي ثورات الربيع تقدم لها الفرصة على طبق من ذهب, فبدأت أمريكا وحلفاؤها في تقطيع أوصال أعضاء “الجامعة العربية” الواحد تلو الآخر, فها هي “سوريا” ما زالت تناضل من اجل السيطرة على أراضيها ولم شمل شعبها واستعادة حريتها, ما زالت حتى اليوم تدفع الثمن الغالي من دماء أبنائها, وكلما اقتربت من تحقيق الهدف, سارعت قوى الشر والهيمنة أمريكا ومن معها إلى خلق فتنة جديدة تعيدها إلى نقطة الصفر, الأمر كذلك مع كل من “العراق” و “ليبيا” أما اليمن فما زالت غارقة في بحر العدوان والحصار والمؤامرات الدولية, ورغم مرور عامين ونحن على مشارف دخول العام الثالث على العدوان, إلا انه لا يلوح في الأفق أي حل, وأمريكا وعملاؤها يقفون بالمرصاد أمام أي حل لان الحل معناه عدم تدفق أموال الخليج لخزائن أمريكا وأوروبا, أما بالنسبة “للسودان” فلا محل لها من الإعراب, بعد أن أصبحت سودانين نصفه الأول يحكمه رجل مطلوب للعدالة, والنصف الآخر يعاني من المجاعة, “الأردن” ميؤوس منه بعد أن أصبحت “المملكة الهامشية” عربياً تدور في فلك الكيان وأسياده, “لبنان” يتأرجح بين الخلافات الحزبية ويعاني من أزمات اقتصادية ومن ملايين النازحين من العراق وسوريا, ولولا “حزب الله” لكان جزءا من دولة الكيان, أما دول المغرب العربي فالأزمات الاقتصادية تعصف بها ومن حين لآخر تواجه التنظيمات الإرهابية.

بالنسبة “لدول الخليج” مشغولة بتعبئة فواتير الأسلحة والحماية وتعكف على قراءة ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني, أما “مصر” وما أدراك ما “مصر” التي كانت قلعة للحرية والأحرار ومنارة للعلوم والثقافة والوحدة العربية, منها انطلقت معظم الثورات العربية والتي كانت توازي في نظر أمريكا والغرب والكيان الصهيوني في كفة وبقية الدول العربية في كفة أخرى, اليوم أصبحت “مصر” في الفلك الأمريكي والصهيوني وهل تركوها في حالها بعد أن تخلت عن دورها العربي, كلا, فما زالت تواجه “داعش” في سيناء, “وسد النهضة” في اثيوبيا وتقف في المحاكم من اجل إثبات حقها في جزيرتي “صنافير وتيران”.

ماذا تبقى لنا, أليست “قضية فلسطين” القضية الأساسية للعرب والمسلمين؟ لو أمعنا النظر في الاحداث الجارية لوجدنا أن الهدف منها هو حماية أمن الكيان ونسيان قضية فلسطين ونهب ثروات الأمة العربية, كان هذا هو الهدف من المخطط الأمريكي الصهيوني الغربي, وهكذا تهاوت أعضاء “الجامعة العربية” بعد عام من ثورات الربيع, وانتقلت إلى رحمة الله, العجيب في الأمر هو ماذا يصنع أمين عام الجامعة العربية وموظفوه في مبنى الجامعة, أليس من الأفضل هو القيام بتأجير المبنى والاستفادة من مال الإيجار في القيام بعمل “سرادق” سنوي لتلقي العزاء في وفاة “جامعة الدول العربية” وعظم الله اجر الجميع.

آخر همسة :

تسعى أمريكا حالياً على تشكيل تحالف عربي إسرائيلي يضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات والأردن ودولة الكيان الصهيوني تحت اسم “ناتو” العرب, نصيحتي لبقية الدول العربية أن تعمل على إقامة تحالف مقابله تحت اسم “ماتوا” كل العرب.