700 يوم من الصمود الأُسطُوري للشعب اليمني في وجه العدوان
ذمار نيوز / موقع أنصار الله ||تقارير – خاص || 700 سبعمائة يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم كانت كفيلة لكشف الأقنعة عن الكثير سواء من هم في ميادين حقوق الإنسان أو في ميدان الوطنية أو القومية أو غيرها ، لقد كانت هذه الأيام بلياليها واحداثها الجسام خير دليل على نفاق هذا العالم وإجرام دول الاستكبار فيه بحق الشعب اليمني العظيم الذي ضل صامداً وشامخاً شموخ الجبال الرواسي.
ومنذ يوم السادس والعشرين من مارس عام 2015م ، هو اليوم الذي شنت فيه قوى تحالف الشر عدوانها الغاشم تحت يافطة ”عاصفة الحزم” ، وحتى اليوم هي مدة كانت مليئة بالأحداث الجسام والعظام التي كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات الحقوقية وغيرها لتكشف بعد 700 سبعمائة يوم من العدوان الآثم والغاشم أن الشعب اليمني يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه كل دول وكيانات العالم وعلى رأسها كياني العدو الأمريكي والإسرائيلي واذنابهم من الانظمة الخليجية العميلة السعودي والاماراتي ، وبما يمتلكون من عصابات وشركات امنية لها باع طويل في الاجرام والتنكيل “كبلاك ووتر” ، وتنظيمات تكفيرية إجرامية كالقاعدة وداعش وغيرها، فكانت مدة 700 يوم من العدوان على اليمن كفيلة بأن تكشف للعالم أجمع فضاعة الصمت المخزي والسقوط الأخلاقي المدوي للمنظومة القيمية والاخلاقية والإنسانية ، فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال ما يقارب العامين من العدوان على اليمن، وبات ما تتعرض له الشعب اليمني العظيم والصامد على مدى 700 يوم من العدوان الغاشم وصمة عار في جبين الإنسانية , ولا يمكن أن تمحو أثاره البشعة بمليارات الدولارات من المال السعودي المدنس.
وخلافا لمضامين ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وفي انتهاكات صارخة للقانون الانساني الدولي ضربت قوى العدوان الأمريكي السعودي بكل تلك القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط ، وما يزال المدنيين من الرجال والنساء والاطفال في اليمن يتعرضون للقتل المتعمد والقصف المباشر “بأسلحة فتاكة ومحرمة” دوليا لمنازلهم ومساجدهم ومجالس عزائهم وقاعات اعراسهم وسيارات اسعافهم ومخيمات نزوحهم واسواقهم ومزارعهم ، ومراكز للصيادين ومصانع مواد غذائية ، وعمدَ إلَـى تدمير آلاف المنازل وهدمها على ساكنيها، وكذلك هدم كلّ مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية.
ورغم طغيان وعنجهية وتعجرف تحالف العدوان الغاشم الذي قارب العامين من شنه حرب الإبادة بمختلف الأسلحة الفتاّكة والمحرمة دولياًً على دولة تعاني من أزمات سياسية واقتصادية متراكمة كانوا هم في الأصل سببها , إلا أن صمود الشعب اليمني كان مفاجئا وغير متوقع للأعداء بل ارعبهم ، لاسيّما وأن العدو يمتلك مقومات الحرب وأدواتها الفتاكة مقارنة باليمنيين الذين يعتمدون على قوة عزيمتهم وكثافة إيمانهم بمشروعهم الوطني الرافض للوصاية والظلم .
لقد كان تحالُفَ العدوان الغاشم يتوهم ويعتقد أن الشـعـب الـيمني سيستسلم في الشهر الأول أَو الثاني أَو ربما في الأُسبـوع الأول أَو الثاني من العُـدوان، ومنذ اللحظات الأولى للعدوان ظهر من على شاشة التلفاز الناعق باسم تحالف العدوان/ أحمد العسيري، وبشر العالم بأن الحرب لن يتجاوز عمرها الأسبوعين وإن تباطأت ستكون شهرٍاً واحداً في الحد الأقصى وأن المهمة لن تكون صعبة ، لكن الشعب اليمني سجل صموداً أُسطُورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم، ربما هو الأعظم في تأريخ المنطقة والعالم بأسرة ، والذي أذهل العالَم بوقوفِه ومواجهتِه لأَكْبَـر تحالف كوني اجمعت فيه عشر دول عربية بقيادة النظام السعودي والاماراتي وبدعم ومشاركة العدو الأَمريكي والإسْرائيلي وأثبت الشعـب الـيـمـني طيلةَ هذه المدة التي مرّ بها أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوتَه، وعزمه، وإباءَه من اعتماده على الله القوي العزيز ، وأنه يمن الأَنْصـار والأوس والخزرج، يمن الحكمة والإيمان ، فهم الذين لم يهزموا عبر التاريخ بل كانت ارضهم المباركة مقبرة للغراة والمتحلين. بعد ان كانت قوى الاستكبار وقرن الشيطان يضنون منذ الوهلة الاولى من عدوانهم الغاشم أن اليمن قد ركع وخضع لهم ولكن وجدوا انفسهم انه دنى قليلاً لكي يربط خيوط حذائه العسكري استعداداً لمعركة النفس الطويل وانه لا ولن يخضع أو يركع فهم كما وصفهم الله عز وجل في محكم كتابة (نحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ) ، وأن بأسهم الشديد الذي ذكره الخالق جل شأنه في القران الكريم قد برز في ثباتهم أمام صلف العدوان على اليمن فلم تلن لهم قناة أو يكسر لهم عود على الإطلاق , رغم فقرهم وقلت عتادهم.
فعلى الرغم من قساوةِ ووحشيةِ العُـدوان منذ اليوم الأول بصمْت دولي مقُيت ، وَاستهدافه المدنيين العُزّل منذ الضربة الأولى، وارتكابه أَبشـع المجازر والمجازر بحقهم، واستهداف كلِّ مناحي الحياة وتدمير ممنهج للبنُى التحتية ،ومحاولة النيل من لقمة عيش المواطن وحصاره ، وذلك من أجل إركَاع الشـعـب الـيمـني وإضعافه واستسلامه؛ إلا أن النتيجة كانت عكسيةً وأذهلت الجميعَ وفاجأتهم ، وأثبت الشـعـب الـيمـني وجيشة ولجانه الشعبية صمودَه، وثباته، وقوته، وعزيمته، وحكمته في التعاطي مع المرحلة رغم صعوبتها.
وثمة أسباب جَمة تقف وراء صمود الشـعـب الـيمـني ، منها :
قوةُ الارتباط بالله سبحانه وتعالى والوقوف إلَـى جانب الحق الذي سيخدمه حتى الباطل إن تحرّك أهل الحق، فكانت القدرة الإلهية هي التي ترعى في معركة أبناء الشعب اليمني لمواجهة العدوان الظالم التي شن ضدهم، وهي سر صمودهم الأسطوري.
وجود القيادة الحكيمة التي أثبتت جدارتها وحكمتها في إدارة المعركة، واستعدادها لمعركة طويلة الأمَد ضمن خيارات استراتيجية مرتّبة ومدروسة استنزفت العدو طيلة المدة السابقة، لاسيّما وأن تلك الخيارات الاستراتيجية جاءت بدءًا بصبر استراتيجي تلاه تصعيد تدريجي للرد على العدوان الغاشم، وصولًا إلى مرحلة الردع الاستراتيجي، وإرساء معادلة توازن الرعب مع العدو المتغطرس.
الإيمان بالقضية وعدالتها، والدور الفعلي للشعوب؛ كونها الضحية، فدور الشعوب ضروريّ ومهم وفاعلٌ لاسيّما وأن الشعوب هي معنية بأن تتحرك لمواجهة الأخطار التي تعاني منها وهذا ما أدركه الشـعـب الـيمـني تحرك على أَسَـاسه وسيواصل جهادَه جيلاً بعد جيل حتى لآلاف السنين، وأثبت طيلةَ المدة السابقة أنه شعب عزيز وصامد ، فمع ضجيج الطائرات وازيز الصواريخ التي تقذفها هنا وهناك يخرج أبناء هذا الشعب العظيم في مظاهرات حاشدة بصورة مستمرة ليعلن صموده الاسطوري وعدم انكساره او خضوعه ابدا بل يخرج شامخاً رافعاً راسة ومردداً “ما نبالي ما نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية”.
تماسك الجيش واللجان الشعْـبية فكان التماسك والصمود هو العنصر الأساس في انتصار ابطال الجيش واللجان الشعْـبية في أغلب معارك المواجهة ، وبقوة إيمانهم بالله القوي الجبار ، أستطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية من صنع اسلحة ردع ومنظومة صواريخ محلية الصنع اذهلت العالم وارعبت العدو في قعر داره بالرغم من فرض قوى العدوان حصاراً برياً وبحرياً وجوياً.
توحيد الصفوف بين ابناء الشعب اليمني الصامد وتماسك المجتمع القبَلي ورفد الجبهات الداخلية والخارجية المقاتلين وتقديم مئات القوافل الغذائية لجبهات القتال بصورة مستمرة بالرغم من الحصائر الجائر الذي تفرضه قوى العدوان وتدهور الوضع المعيشي للشعب ، حيث سجل أبناء اليمني صموداً أُسطُورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم ، ربما هو الأعظم في تأريخه.
فكان هذا أساس الانتصار الذي اصبح بأذن الله في متناول اياديهم ،بل هي أَكْبَـر انتصار في حد ذاته ، وسينتصر هذا الشـعـب العظيم رغماً عن النصر ذاته ، فلا يعلم أولئك النفر في قرن الشيطان واسيادهم في البيت الابيض وتل ابيب عندما يقرعون طبول الحرب الكونية على اليمن أن نتائجها ستكون مردودة عليهم في زوالهم من خارطة المنطقة ،وأن الصمود الأُسطُوري للشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم سيسجله التاريخ ، وسيكون اعجوبة هذا الزمان.