الخبر وما وراء الخبر

أكرمُ الناس

625

بقلم/ محمود العزي السلامُ

على رجالٍ ترتقي شرفاً إلى العلياء، وتبني بالدماء جسرا السلامُ على نفوسٍ حطمت قيداً من الأغلال،

فصارَ قرارها حرا تذوبُ قلوبهم شوقاً إذا سجدت لبراءها، وتتلو الحمدَ والشُكرَ تناجي في سكون الليل إذ نامت جميع الخلق،

أنْ أفرغ لنا صبرا إلى المعراجِ كان طريقهم دوماً ولو رُدوا له،

لعادوا مرةً أخرى لأن الخوفَ في قاموسهم عارٌ وعيشُ الذلِ إن ساروا به مُرا لأنَ نفوسهم للحقِ قد عشقت سبيلَ الله، فانطلقوا له جهرا فكانوا جبهةَ الجبهاتِ معجزةً من الرحمن، تنشرُ وحيها ذكرا كرامُ الناسِ إذ جادوا بأنفسهم وأعلى الناسِ عند مليكهم فخرا وقد حملوا همومَ الناسِ أزماناً وألاماً،

وما لم نسطِعْ له صبرا لهم ثقةٌ بربِ الكونِ ما اهتزت وما ركعوا لنعلِ عدوهم خرا إذا نزلوا إلى الميدانِ ما هُزمِوا ولو حشدوا لهم جواً مع الصحراء أولوا بأسٍ على الأعداءِ قاطبةً أباةُ الضيمِ إنْ عزموا له ائتَمَرَ إذا اقتحموا كانوا هم طلائِعُنا وإنْ عادوا، أعادوا بعدهم نصرا فهذا الفتحُ يؤتى من سواعدهم وذاك الفتحْ برسمِ دمائهم حبرا أيا طه ويا نوراً ملأت الكونَ إيماناً وإلهاماً فكنتَ النجمَ والبدرَ أيا طه ومثلكَ صانعُ الأجيالِ إنْ شاءتْ ذئابُ المعتدي شرا شجاعٌ،

إذ لقيتَ الموتَ أياماً بلا خوفٍ فلم ترجع له شبرا عرفنا أنه في الحربِ كرارٌ ولم نعرف له خوفاً ولا فرا إذا عايشته يوماً على كثبٍ رأيت الصبرَ والإيمانَ والذكرَ كثيرُ العونِ إن شاؤوه في أمرٍ قليلُ الأخذِ في البأساء والضراء يَحِلُ الأمنُ في أرضٍ يكونُ بها أبو حسنٍ،

ولو في دربه مرا فكلُ الأمنِ بعدَ الله من يديهِ وكلُ شواهدِ التمكينِ والبشرى علينا أن نعيشَ اليومَ واقعهم وننهلَ من معينِ عطاءهم دُرَرا نُجَسِدها صموداً في مواقِفنا ونهجاً في طريق جِهادنا غُرا فـ للشهداءِ عهدَ الله أن نبقى بنفسِ الدربِ أحراراً ولا نُشرى نعيشُ اليومَ في ميدانِ عزتنا لنصنعَ من دماءِ جراحنا نصرا

الذكرى السنوية للشهيد 1438هـ 19-02-2017