الخبر وما وراء الخبر

مُقاومُون .. ولكن في قفص الإتهام !

147

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي .

أسأل من يؤيدون العدوان ويتمنون وهم على أحر من الجمر له الوصول إلى صنعاء : بمن سيفتخر أبناءكم أو أحفادكم وهم يطالعون التاريخ ؛ بكم وبموقفكم هذا أم بمن ضحى بنفسه وماله من أجل الحفاظ على كرامة واستقلال وسيادة هذا البلد ؟!

لا أعتقد أن أحداً من الفرنسيين مثلاً يفتخر اليوم بحكومة (فيشي) التي بررت وسهلت للألمان دخول باريس واحتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية، ولكنهم بالتأكيد يفتخرون مثلاً بالمارشال (ديجول) ورفاقه الذين قاوموا ورفضوا التواجد الألماني في بلادهم لدرجة انه أصبح لديهم بطلاً قومياً ورمزاً وطنياً !

كذلك الأمر بالنسبة لكل بلدان العالم التي تعرضت لعدوانٍ خارجي على مر التاريخ وعلى رأسها معظم البلدان العربية بمن فيها بلادنا اليمن ! فنحن اليوم في اليمن مثلاً لا نفتخر بمن تعاون مع المستعمر البريطاني في جنوب الوطن ووقع معهم اتفاقيات التبعية والحماية وحارب في صفوفهم من أخذوا على عاتقهم مقاومة المستعمر ومناهضته، إلا اننا في الوقت نفسه سنظل نفتخر وندين لإولئك الذين قاوموا الإحتلال البريطاني حتى أخرجوه كالشهيد راجح لبوزة وعبود ومدرم وبقية المشاركين في ثورة الرابع عشر من إكتوبر المجيدة أو الذين سبقوهم من قبل !

وهكذا فإن التاريخ لا يمكن له أن يهمل المقاومين الحقيقيين المدافعين عن اوطانهم مهما تجاوزوا او أسرفوا بحق اوطانهم وشعوبهم لكنه يلقي في مزابله كل من تآمر او سَهّل للغزاة دخول أوطانهم مهما تكن مبرراتهم وأعذارهم كما فعل مع بن العلقمي و أبي رغال من قبل !

إن كنتم أيها الدائرون في رحى العدوان تعتقدون أنكم بخلع صفة المقاومة على أنفسكم ستخادعون وتغالطون التاريخ، فأنتم واهمون ! التاريخ لديه آلة فرزٍ عجيبةٍ هي الزمن، والزمنُ كفيلٌ بأن يفرز ويصنف ويضع كل واحدٍ في المقام والخانة التي يستحقها ! فلا تحاولوا مغالطة وخداع التاريخ !

خذوها عني وأنا المواطن البسيط الذي بالكاد يفقه أبجديات السياسة وأحرفها الأولى :
سيخلد التاريخ الحوثيين والعفاشيين على علاتهم والتي من خلالها وبسببها قلتم أنكم بنيتم مواقفكم الممالئة للعدوان والداعمة له، سيخلدهم نعم لأنهم ببساطة شديدة رفضوا وقاوموا العدوان !

أما أنتم فلن يغفر لكم التاريخ فعلتكم هذه حتى وإن كنتم أنتم قبل مجئ العدوان من يقف على الحق وما سواكم كانوا هم على الباطل، فمجرد التعاون والقبول بالعدوان يُلغي ويُبطل الحق ولو كانت قرائنه تحجب الشمس وما حولها !

عليكم ان تتذكروا جيداً أنه حتى من تمالئتم معهم من قوى العدوان ضد وطنكم لن يظلوا ينظرون إليكم بنفس الكيفية والمستوى التي ينظرون بها اليوم ! سيتخلون عنكم ويرمون بكم عند نقطةٍ ما على قارعة الطريق، فمالذي تعتقدونه سيفعل أبناءهم وأحفادهم وهم يطالعون التاريخ ؟! هل سيفتخرون بكم وبتضحياتكم من أجلهم أم ماذا سيصنفونكم يا تُرى ؟! لنترك الإجابة لهم وللتاريخ ؟!