الخبر وما وراء الخبر

اقنعة المشروع الشيطاني .. تسقط

138

بقلم / علي احمد جاحز

سرد السيد القائد في كلمته التاريخية الجمعة الماضية مكاسب عدة كسبناها نتيجة صمودنا بوجه العدوان، وانجازات عظيمة انجزناها ، ولعل ثمة مكاسب وانجازات كثيرة لم يشر اليها بشكل مباشر في الخطاب ، واهم تلك المكاسب هي تعرية الزيف العالمي وكشف الوجوه والحقائق وسقوط الاقنعة التي يختبئ خلفها قبح النظام العالمي الشيطاني .

كلنا عايشنا ولمسنا تواطؤ المجتمع الدولي مع العدوان، فضلا عن مشاركة عتاولته وطغاته الذين يرفعون شعارات الانسانية والديموقراطية والحقوق وغيرها من اللافتات الزائفة ، وعلى راسهم امريكا وبريطانيا ، ولن يختلف موقف الصامتين عن موقف المشاركين .

التواطؤ الدولي جسدته الامم المتحدة ومؤسساتها طوال مراحل العدوان على اليمن ، وهي التي يفترض انها بنيت واسست للانتصار للعدالة الدولية والوقوف بوجه ان يتحول العالم الى غابة فوضوية بلا ضوابط ، مع اننا نظلم الغابة حين نجعلها مثالا للفوضى والظلم ، فالغابة تحكمها ضوابط وحدود تفهمها الحيوانات ويحترمها المتوحش والقوي والضعيف والاليف .

الامم المتحدة مع كل مرحلة من مراحل العدوان الامريكي السعودي على اليمن تذهب اكثر باتجاه السقوط والتعري، وهو مأزق خطير وقعت ولاول مرة تقع فيه وتنكشف بكل هذا الانكشاف والوقاحة ، فهي عادة ما تختبئ وراء شعارات ومبررات وذرائع او تصمت في اسوأ حالاتها .

في ايام بان كي مون اصدرت الامم المتحدة عبر مجلس الامن قرارا حرب وشرعنت لحصار وتجويع تحت لافتة اعادة الشرعية ، ولم تتخذ اي موقف تجاه ما نتج من مجازر وجرائم واوضاع انسانية كارثية ولا حتى من استهداف بعثتاتها ومقراتها والمنظات الطبية والانسانية ، كل ذلك كان سقوطا ولكنه كان على الاقل مصحوبا بعبارات القلق والتحذير من قبل المهرج بانكي مون .

بان كي مون في اخر ايامه فضحه ملف اطفال اليمن الذين قتلتهم طائرات العدوان، غير انه في لحظة ما اقر واعترف بان الامم المتحدة تتعرض لابتزاز مالي من قبل السعودية ، وهو يقصد امريكا طبعا ، وهذا الاعتراف نقل الامم المتحدة من وضع المؤسسة الدولية الحكم الى المؤسسة المرتزقة التي تشتغل بحسابها لصالح من يدفع .

اليوم جاء الامين العام الجديد للامم المتحدة مشمرا عن ساقيه ، لينزع ما تبقى من ورق التوت التي تستر عورة هذه المؤسسة الدولية التي اكل وجهها العهر والتواطؤ ضد القضايا العادلة بالاصطفاف الوقح مع قوى الظلم والاجرام في العالم ، يأتي ليدين الضحايا المدنيين في المخا ويحملهم مسؤلية مقتلهم بصواريخ الغطرسة الامريكية والسعودية ، ويقول انهم يسمحون بان يكونوا دروعا بشرية .

هذه فضيحة غير مسبوقة للامم المتحدة نقلتها من مرحلة القلق والخجل والاستحياء وايضا من مرحلة التبرير والاعتراف بالضعف كسبب في مساندة القتلة والمجرمين، نقلتها فضيحتها الجديدة الى مرحلة البجاحة واللا مبالاة واعلان حقيقتها بانها مجرد اداة من ادوات الاجرام العالمي الذي تقوده قوى الشيطان وعلى راسها امريكا.

هذا يجعلنا نعود الى بداية العدوان حين عزلت الامم المتحدة المبعوث الخاص لها الى اليمن جمال بن عمر واستبدلته بولد الشيخ تلبية وبكل صراحة لرغبة العدوان، وبرغم انه سقوط ايضا وانكشاف وتواطؤ واصطفاف الى جانب العدوان الا ان ذلك كان لايزال موضع تفهم وتم التعامل مع المبعوث واعطاؤه فرصا كثيرة ليثبت انه وسيطا وليس وكيلا للعدوان .

لكن ولد الشيخ اثبت انه بالفعل مبعوث الامم المتحدة ضد اليمن وانه يمثل تلك المؤسسة الدولية الفضيحة بكل ما يتبعها من مؤسسات تدعي الحقوق والحريات والانسانية والعدالة والقانون الدولي ، انكشفت كلها خلال العدوان انها ليست سوى لعب جرى من خلالها الضحك على شعوب العالم وخداعها وتنويمها واستغفالها ، لصالح المشاريع الشيطانية التي تستهدف الانسان والانسانية والحق والعدل والخير في كل العالم.

امريكا وادوات امريكا في العالم وفي المنطقة خصوصا هم حملة راية الشيطان ومن يقف بوجههم ويدافع عن نفسه وحقوقه امام رغباتهم الاجرامية ، لا يمكن ان يجد بصفه لا الامم المتحدة ولا القانون الدولي ولا المؤسسات الحقوقية والانسانية، وفي معظم الاحيان يجد نفسه وحيدا بلا صديق ولا حليف كماهو حالنا في اليمن بوجه العدوان .

ولكننا هنا في اليمن ، مختلفون عن بقية شعوب العالم ، ليس لاننا نكافئ العالم عسكريا واقتصاديا ، لكن لاننا نعي جيدا ان مشروع الشيطان ضعيف امام مشروع الله، ومثلما يمثلون انصار الشيطان فإننا نمثل انصارالله ، قد يسخرالبعض من هذا الكلام ، لكن انصار الشيطان وحزبه يعرفون ويفهمون جيدا ماذا يعني ان نحمل مشروع الله القرآني امام مشروع الشيطان الاجرامي .. وسننتصر بقوة الله .