الخبر وما وراء الخبر

مجلس النواب يقف أمام الأحداث المأساوية الأخيرة بعدن ويوصي المجلس السياسي الأعلى بتشكيل وفد وطني موحد للتفاوض

182
واصل مجلس النواب عقد جلسات أعماله للفترة الثالثة من الدورة الأولى لدور الإنعقاد السنوي الـ 12 اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي.

وفي مستهل الجلسة أوضح رئيس مجلس النواب أن عدن تحتضن كل اليمنيين من مختلف المحافظات وتعتبر ملجأ لمن يلجأ إليها من أي محافظة .. مبيناً أن عدن كانت ولا زالت تعمل على تربية وتعليم كل من يأتي إليها أسوةً بالسكان الأصليين، وكانت محافظتي صنعاء وتعز وبقية المحافظات ملاذًا آمنا لمن انتقل إليها من المواطنين.

ولفت إلى أن هناك ضعفاء نفوس يتصرفون بشكل غير وطني ولا أخلاقي مع المواطنين وبطريقة مناطقية تتنافى مع الهوية اليمنية .. مشيرا إلى أن دعوته لأعضاء المجلس المنقطعين عن جلسات المجلس والمتواجدين في الداخل والخارج للعودة إلى المجلس وذلك لمناقشة ما الداعي للإقتتال بين اليمنيين وسفك الدماء المحرمة والتحاور معاً حول قضايا اليمن.

فيما تحدث عدد من أعضاء المجلس .. لافتين في مداخلاتهم إلى أن هناك سلوك جهوي ومناطقي لدى البعض وهو تصرف غير وطني ولا أخلاقي وتعسفي يدينه ويرفضه مجلس النواب وأبناء الشعب اليمني الشرفاء قاطبة.

وأكد نواب الشعب في مداخلاتهم أن أبناء الشعب اليمني كلهم أخوة ويحملون هوية واحدة ويرفضون لغة وثقافة الكراهية والمناطقية وينبغي عليهم العمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على الوحدة اليمنية والنسيج الإجتماعي.

إلى ذلك أوصى مجلس النواب، المجلس السياسي الأعلى بأن يشكل وفد وطني موحد للتفاوض.

من جهة ثانية وقف مجلس النواب أمام الأحداث الأخيرة التي حصلت بمحافظة عدن وأصدر بياناً أوضح فيه أنه وقف أمام الأحداث المأساوية التي شهدتها مؤخراً محافظة عدن بين عدد من الفصائل المسلحة وأدت إلى سقوط ضحايا بين قتيلاً وجريح، والتي غذتها قوات الإحتلال والمليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية ودخول تنظيمي القاعدة وداعش ومليشيات إخوانية وسلفية على خط الصراع.

وأشار بيان المجلس إلى أن هذا الصراع وظهور الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش يأتي نتيجة لتواجد قوات الإحتلال والتي تغذي الصراعات في البلاد .

ولفت البيان إلى أن مجلس النواب وإذ يعبر عن أسفه الشديد لهذه الأحداث فإنه يدعو إلى تحكيم العقل والمنطق ونبذ العنف والتنبؤ إلى دعاة الفتنة والإقتتال بين أبناء الوطن الواحد.

كما يدعو المجلس قوى الإحتلال المساندة لأطراف الصراع للإنسحاب من البلاد والكف عن دعم التنظيمات الإرهابية والإعتراف بأن هذه المدينة الحضارية والمسالمة يسعى أهلها دائمة إلى زرع لغة وثقافة الأخوة والمحبة ونبذ لغة الكراهية والعنف والمناطقية والصراعات المسلحة فيها.

وأوضح البيان أن مجلس النوب يؤكد مجدداً ضرورة التصدي لمثل هذه الظواهر الإرهابية التي ينبذها الشعب اليمني المسالم في كل محافظة من محافظات الجمهورية ولا يرى أي مبرر غير إقلاق الأمن والإستقرار وتفتيت النسيج الاجتماعي والسيطرة على أجزاء من اليمن والإحتلال بلغة جديدة لنيل أهدافه وتحقيقها عبر أدواته المدمرة .

من جهة أخرى استمع مجلس النواب إلى رسالة من رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي والموجهة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني ومنسوخة إلى رئيس وأعضاء الإتحاد البرلماني الدولي ورئيس وأعضاء البرلمان الأوروبي ورئيس وأعضاء الجمعية البرلمانية الآسيوية ورئيس وأعضاء البرلمان الأفريقي، وفيما يلي نص الرسالة :

دولة الرئيس / نبيه بري

رئيس الإتحاد البرلماني العربي

رئيس مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية الشقيقة المحترم

بعد التحية،،،،

بلغنــــا نبـــأ تعرضــكم لوعكة صحيــــــة متمنـــين لكـــم الشفـــاء العـــاجل والعمــــر المــــديد

ونود إبلاغكم استياءنا واحتجاجنا الشديدين إزاء ما تم من إجراءات وما صدر من تصرفات تجاه الأخ أحمد محمد الكحلاني عضو مجلس النواب الذي أقر المجلس تكليفه بحضور إجتماعات اللجنة التنفيذية الـ 21 للإتحاد البرلماني العربي في بيروت وهي الفعالية التي أقر المجلس المشاركة فيها ممارسةً لحقوقه كعضو في الإتحاد وبناءً على الدعوة الموجهة له من الأمانة العامة للاتحاد .

هذه الإجراءات والتصرفات التي تمثلت بتوجيه طلب للأخ أحمد الكحلاني بعدم حضور إجتماعات اللجنة التنفيذية حرصا على عدم إزعاج وفود دول العدوان على اليمن والشعب اليمني ممثلة بالسعودية ودول الخليج العربي وتم استبعاد مقعد اليمن من طاولة إجتماعات اللجنة التنفيذية والتي تمثل ما يلي :

مخالفة صريحة لنصوص المواد 1،2،6 من ميثاق الإتحاد البرلماني العربي ونصوص المواد (33) من النظام الداخلي وإلغاءً لعضوية دولة من مؤسسي الإتحاد.

تعد سابقة خطيرة لإقحام الإتحاد البرلماني العربي في الصراعات والخلافات السياسية.

تمثل دعماً من الإتحاد البرلماني العربي للجلادين المعتدين ومعاقبة للضحايا ومشاركة في دعم دول العدوان ومساهمة في قتل أبناء الشعب اليمني وتدمير وطنه .

دولة الرئيس إننا نربى بكم وأنتم الشخصية البرلمانية العربية المرموقة وعميد البرلمانيين العرب والمشرعون لأصول وقيم العمل البرلماني العربي المشترك أن يكون ذلك قد تم بمعرفتكم أو طلب منكم أو أنكم موافقون علية فتلك الإجراءات والتصرفات لا يمكن أن تقبل بها شخصية برلمانية مرجعية مثلكم ناهيكم عن التوجيه بتنفيذها .

دولة الرئيس

كان يمكن تفادي هذا الموقف المشين لو أن دولتكم وجهت إلينا طلباً مباشرا يتضمن رغبتكم في عدم حضور ممثل عن المجلس في إجتماعات اللجنة رغم أن هذا حق شرعي لنا لاستجبنا لطلبكم حرصاً منا على إنجاح أعمال الدورة الحالية للجنة التنفيذية للإتحاد وفي إطار التفاهم والتعاون الثنائي بين مجلسينا، وحينها كان الأمر سيكون مقبولاً بمساعدتكم ومساعدة لبنان الشموخ والشعب اللبناني الأصيل في تحقيق أهدافه واحتراماً منا لشخصكم الكريم وموقعكم كعميد للبرلمانيين العربي وتقديراً لمواقفكم العربية السابقة.

ولكن أن توجه دعوة رسمية للمجلس وتعرض عليه ويتخذ فيها قرارا بتسمية ممثلة في هذه الاجتماعات ثم يطلب منه بعد وصوله إلى بيروت عدم حضور الاجتماعات واستبعاد مقعد اليمن في اللجنة التنفيذية علماً أن البرلمان اليمني من مؤسسي الإتحاد وأنتم على علم ودراية بأننا وانتم من طالب بدخول السعودية في الإتحاد وأصرينا على ذلك .

ويعتبر ما سبق ذكره مخالفة صريحة لأحكام نظم ولوائح الإتحاد.

وعليه فإننا نبلغكم إحتجاجنا وأسفنا الشديدين على هذه التصرفات أثناء فترة رئاستكم للإتحاد البرلماني العربي وأنتم الشخصية البرلمانية التي كان من المستحيل لدينا مجرد التفكير في حدوث هذا الأمر في عهدكم .

كما أننا سنقوم بعرض الأمر على مجلس النواب ليتخذ فيه القرار الذي يراه مناسباً وسنتخذ ما تتيح لنا اللوائح والنظم من إجراءات إزاء هذا الأمر ونحتفظ بحقنا القانوني عند عودة الأوضاع إلى طبيعتها وإنتهاء العدوان الهمجي البربري على الجمهورية اليمنية بالرد بحسب اللوائح والنظم المؤسسة للاتحاد لمعالجة هذه الأخطاء الكارثية.

والله الموفق،،،

يحيى علي الراعي

رئيس مجلس النواب

وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضر جلسته السابقة ووافق عليه، وسيواصل أعماله صباح يوم غد الثلاثاء بمشيئة الله تعالى .

سبأ