القوة الصاروخية كابوس يؤرق العدو!
بقلم / عبدالحميد الغرباني
كانت قوى العدوان تركن إلى أن مخططها التدميري الذي استهدف لواء الصواريخ في اليمن كأولوية في سيناريو استهداف المؤسسة العسكرية إجمالا قبل العدوان، قد أتى على جزء كبير من القدرات الصاروخية، بعد أن عمدت إلى تفكيك منظومة صواريخ سام ونزعها من اليمن بالتعاون والتنسيق مع سلطة (الإخوان المسلمين _هادي )، وقد قطعت واشنطن آنذاك في هذا المخطط شوطا كبيرا حسب وثائق سرية هامة وخطيرة – تسنى لي الوصول إليها – تكشف جوانب عدة من مراحل تنفيذ سيناريو تفكيك وتدمير المؤسسة العسكرية والأمنية لليمن، ضمن مشروع واسع حرص الأمريكان وبعض الأنظمة في المنطقة على البدء بتنفيذه في ظل تبعية عمياء من قبل سلطة الإخوان المسلمين ومن قبلها سلطة صالح في عمرها الزمني الأخير.
وقد بدا للعلن مشروع التدمير الممنهج للجيش اليمني على ما به من علات تحت عنوان هيكلة الجيش اليمني وهذا الأمر يحتاج إلى تفصيل كبير لا مجال لذكره الآن لأسباب عدة.
بناء على ما سبق كانت قوى الغزو في بداية عدوانها تمضي في اعتقادها بأن عددا من الطلعات الجوية قد تفي بالغرض، وتزيح لواء الصواريخ في الجيش اليمني وما يملك من ذخيرة بالستية عن ميدان المواجهة؛ لذلك ركزت مئات الغارات على معسكرات الجيش اليمني التي تحتضن ذخيرته وعتاده الكبير.
في المقابل بدأ نجاح القوة الصاروخية من هنا، أي من القدرة على تجاوز عنصر المفاجأة والحفاظ على مخزون الجيش من الصواريخ البالستية وغيرها، وفي ظرف قياسي، وتحت عدوان عالمي رصد ويرصد كل تحرك في اليمن.
ليس عبر المخبرين والعسس وحسب؛ بل أيضا عبر الإمكانات التقنية التجسسية الأحدث في العالم.
إن إخفاق العدوان في ذلك ظهر بوضوح مذ أثبتت القوة الصاروخية القدرة على التعافي، ومفاجأة قوى العدوان بضربات موجعة وقاسية أرهقت المعتدين وخلطت جميع أوراقهم وخلقت لديهم إرباكا اتضح في تخبطهم في جبهات المواجهة عقب الضربات الصاروخية البالستية الأولى التي أحالت مجاميع كبيرة من عديدهم وعتادهم العسكري إلى رماد، وبعد ما يقارب العامين من العدوان ماتزال الضربات الصاروخية تفعل فعلها الموجع حتى اللحظة وتبعثر عناصر الارتزاق وتحطم أحلام الغزاة وتطيح بمشاريع العدو.
إنه لأمر مذهل يبعث على الدهشة والفخر لشعبنا المظلوم؛ ذلك لأنها مثلت رافدا هاما للمعركة الوطنية، ودافعا كبيرا للثبات في المواجهة، ما يزال في أوج حضوره، يكفي هنا أنها فرضت معادلة عسكرية جديدة.
بعد أن ضربت العدو في عقر داره، ليس في خميس مشيط وحسب؛ بل نحو الأعمق في الطائف وجدة.
من هنا نستطيع القول إن القوة الصاروخية تظلم حين نختزل ما تنجزه في خبر إطلاق الصاروخ، أو ما أسفرت عنه إصابته للهدف فقط، ونحن نغفل أمورا عدة تبدأ من النجاح في اختيار الهدف، وتحديد الإحداثيات بدقة، وفي توقيت الضربة، ولا تنتهي عند إثبات أن عنصر المفاجأة في المعركة، ما يزال يمنيا محضا، وأن المارد اليمني يخبئ في جعبته الكثير من ذخيرة المعركة.
كذلك فإن في دقة اختيار القوة الصاروخية للحظة الأكثر كثافة للنجاح في تنفيذ الضربات البالستية، ما يشير إلى قدرة استخباراتية باهرة في اختراق منظومة العدو ومن يعملون لحسابه على الأرض، وفي هذا السياق يبدو رجال القوة الصاروخية أنموذجا مذهلا في تاريخ الحروب الحديثة بما يعزز ذلك مسار تعزيز منظومة الصمود اليمنية لذاتها في مواجهة العدوان.
لقد نجحت القوة الصاروخية حيث أخفق أعداء اليمن، فما تقوم به الدول في مراحل الحرب يفعله اليمنيون تحت وطأتها وتحت طائرات التجسس والاقمار الصناعية وكل وسائل الحرب المتطورة والحديثة.
استطاع رجالها المغاوير أن يراكموا خبراتهم العسكرية في وقت قياسي، ووصلوا إلى تعديل الصواريخ البالستية وتطويرها، ثم انتهوا إلى صناعة صواريخ بالستية، وليس الصاروخ الذي ضرب المرتزقة في شعب الجن قبل أيام إلا انجازا جديدا للإرادة اليمنية العظيمة أما (بركان2 الصاروخ الباليستي بعيد المدى والمطور من صاروخ بركان 1 – المطور بدوره عن سكود) والذي اختار هدفا عسكريا له في العاصمة الرياض فشيء من معجزة يجترحها اليمنيون بدمائهم وعقولهم! وبقدر ما هو معجزة هو مفاجأة في طياتها مفاجئات، فالقوة الصاروخية عبر بيانها وعدت أن يخرج من طور التجربة إلى غيرها، وهذا هو المهم، ذلك أنه سيفرض معادلة عسكرية جديدة.
ويحسن بنا أن نذكر أن إطلاق الصاروخ البالستي تجاه الرياض بالأمس جاء في ظل تحليق مكثف لطائرات التجسس الامريكية وتجاوز هذا الأمر مثير جدا ويكشف عن نجاح آخر للقوة الصاروخية التي تذهل العدو يوما بعد اخر أو مرحلة تلو مرحلة.