لماذا لا تزال الأزمة اليمنية ثانوية رغم قسوتها؟
بقلم / طالب الحسني
التحالف الذي تقوده السعودية يسعى لإكمال تدمير ميناء الحديدة غرب اليمن، الميناء الوحيد الذي لايزال يغذي ما بقي من شريان الحياة لأكثر من عشرين مليونا يتوزعون في المحافظات التي تديرها حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء، بعد أن منع التحالف وصول السفن التجارية والانسانية من الى الميناء. ما المسوغ القانوني الذي يجيز للتحالف ان يقوم بذلك، حتى الشكوك باستخدام هذا الميناء لوصول اسلحة مهربة لا تمنح الحق ابدا لتحالف السعودية أن يقوم بذلك وان يضاعف من حصاره الجائر على هذا البلد الذي يختنق بصمت، والمؤسف والموجع أن الامم المتحدة تصمت تجاه هذه الاجراءات في الوقت الذي تسلم ان اليمن مهدد بالمجاعة وتفاقم الوضع الانساني ويموت كل عشر دقائق طفل يمني من الجوع والمرض بحسب تقارير لمنظمات عدة من بينها اليونسف
التقارير المرعبة عن الوضع الانساني في اليمن نتابعها بشغف على أمل ان تكون بوابة لإيقاف هذا النزيف الانساني والوجع المؤلم، وعلى أمل أن تجر معها ضغوط ما لتخفيف معاناة الناس، ولكن وعلى كثرتها ليس ثمة بارقة امل ولو طفيفة بالمرة
اليمن على اعتاب العام الثالث من العدوان والحرب العبثية ولا تزال هذه الازمة رغم قسوتها ثانوية بالنسبة للأمم المتحدة وبالنسبة للعالم
في اخر تقرير له أي المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد أمام مجلس الامن أكد ان الحل العسكري غير ممكن وأن المعاناة تتضاعف، فهل هذا كل شيء بالنسبة لمجلس الامن والامم المتحدة بينما الحرب تتوسع ولا تنحسر وباتت الان في أخطر الاماكن وبالقرب من باب المندب ولا أحد يستطيع ان يحسمها، واستهداف الفرقاطة السعودية خير شاهد
هل استراتيجية التصعيد العسكري الذي يقوم به التحالف بقيادة السعودية في السواحل اليمنية الغربية ومساعي استهداف وتعطيل ميناء الحديدة ومزيد من الحصار هو العصا السحرية التي ستعجل من انتصار السعودية؟ لا مطلقا وما سيحدث هو العكس تماما فعجلة التجنيد والالتحاق بجهات القتال لمواجهة العدوان هو البديل وهذا ما يحدث اليوم، ومن يشاهد معسكرات التجنيد وقوافل المقاتلين التي تستعرض في صنعاء ومعظم المحافظات سيدرك ذلك تماما في المقابل أين يمكن تصنيف الصمت الاممي والتعاطي البارد مع ما يحدث في اليمن؟! هل الامم المتحدة جادة فعلا في انجاح الحل السياسي أم انها الى مزيد من الانتظار؟ إذا كان ذلك ممكنا فلماذا عجزت الامم المتحدة عن فرض رؤية الحل التي قدمها مبعوثها الخاص لليمن وباركتها لأكثر من مرة ودعت الى تنفيذها، ولكن هذه الدعوة ليست مصحوبة باي شيء من الاصرار والخطوات العملية.
ما نستطيع قوله والتأكد منه انه ليس هناك قرار بإيقاف نزيف الدم وايقاف العدوان على اليمن ولدينا الادلة القطعية على ذلك.
التحالف بقيادة السعودية اعترف بارتكاب أكثر من مجزرة وأشبعها الغارات التي شنها على خيمة عزاء وسط العاصمة صنعاء وسقط ضحيتها أكثر من 700 إنسان بين شهيد وجريح وادانتها الامم المتحدة بأشد العبارات وقبلها استهداف مستشفى عبس في محافظة حجة التابع لمنظمة اطباء بلا حدود واعتبرتها الامم المتحدة جريمة، عدا عن وضع السعودية ضمن قائمة الامين العام السابق بان كي مون السوداء لقتلها الاطفال قبل ان يعود ويشطبها من القائمة تحت ضغوط مورست عليه واعترف بذلك علنا وصراحة ولكنها حتى الان تقوم باي خطوة أكثر من الادانة.
ونحن نسأل اليوم واليمن على اعتاب الدخول للعام الثالث على التوالي في جحيم هذه الحرب المستعرة والعدوان الغاشم لماذا لا تزال الازمة اليمنية ثانوية رغم قسوتها؟!