الخبر وما وراء الخبر

“اليمن بين… كسوف أمة وخسوف قمر”

148

م/يحيى القحطاني

أتصل لي صديق من إخواننا بالله، يوم اﻹثنين الموافق 28/9/2015، قائلاً لي الليلة خسوف القمر، وانت ترسل لنا نكت، فهل صليت صلاة الخسوف ليلة أمس؟ فأجبته أليس من اﻷولى يا اخونا في الله، أن نصلي صلاة الخسوف، على وطننا اليمن، الذي احتلوه علوج الصحراء، من دول تحالف منافقي حكام العرب، تحت قيادة دويلة ترفع راية “ﻻ إله إﻻ الله محمد رسول الله بإسم إعادة شرعية الدنبوع، وتحرير اليمن من الهيمنة، اﻹيرانية الفارسية المجوسية، كما يقول دائما اعلام دويلات بدو الصحراء، الذين أمعنو في سفك، دمائنا نحن اليمنيين، وليس بدماء اﻹيرانيين المجوس، الذين احتلوا جزرهم في الخليج. ثم قلت له، ألم تسمع بجريمة التحالف السعودي، والتي ارتكبت في مدينة المخاء الليلة، على صالة اعراس قتل فيها، ما يقارب 142 شهيداً بينهم 91 امرأة و 27 طفلاً و204 مصاب، فسكت ولم يعلق على كلامي، ثم قلت له أيضاً: هل صارت دماء اليمنيين حلالاً؟ مادام القتلة هم حلفائكم السعوديين، او لو كانوا جيش “عفاش” وللجان “الحوثي” هم من ارتكبوا مجزرة المخاء اﻷولى واﻷخيرة، وقتلوا نصف عدد الذين قتلتهم، صواريخ مملكة آل سعود، لكانت القيامة قد قامت، وأصدر مجلس اﻷمن قرارات تحت البند السابع ضدهم. وكان حلف الناتو  بزعامة امريكا، قد قام بعملية، إنزال للمارينز اﻷمريكي، وجنود مكافحة اﻹرهاب، في صنعاء وصعدة، واب وذمار، وامطروا المدن والجبال والقرى، بصواريخ الطائرات والبوارج البحرية، لكن ﻷن الدولة التي ارتكبت هذه المجزرة ومئات المجازر من قبلها، هي مملكة آل سعود، التي دفعت عشرات المليارات، لمعظم دول العالم من بداية الحرب على اليمن، وأشترت صمتهم تجاه ما ترتكبة من مجازر وقتل يومي لليمنيين، وتدمير المنازل والمنشآت، المدنية والعسكرية، والمؤسسات الخدمية، والطرقات، والجسور، والسدود، ومصانع الالبان، واﻹسمنت، والمعاهد، والمساجد التاريخية، والمدارس، واﻷسواق الشعبية، والمستشفيات، والمعالم التاريخية. و حسب مبادئهم، إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس، فبعد كل مجزرة يرتكبونها، يدعون كاذبين على الملأ، ان تلك المجزرة الدموية، تمت من قبل جيش عفاش وللجان الحوثي، وانهم فقط ﻻ يستهدفون، إﻻ مخازن اﻷسلحة، أو المواقع العسكرية، ومع هذا اﻹيغال في الحقد، والفجور في الخصومة، واﻹمعان في القتل والتدمير، لليمن أرض وإنسان، من قبل مملكة آل سعود، منذ ما يزيد عن 190 يوما، يقابله صمت عربي و عالمي، غير مسبوق رسميا وشعبيا، ولم نرى أي وقفه تضامنية، مع الشعب اليمني، ضد ما يتعرض له من قتل وتدمير، بأسلحة محرمة دوليا، من البر والبحر والجو، وحصار إقتصادي وصحي كامل، من قبل أحزاب ونقابات ومنظمات، في أي عاصمة عربية أو غربية. لذلك يا صديقي فانا شخصيا، كيمني لم اعد أعتبر أن بلاد العرب “أوطاننا” بل “أكفاننا” ﻷننا اصبحنا ننتظر الموت، في المساجد بسيارات مفخخة، أو بواسطة انتحاريين ينتظرون حتى يسمعوا، مننا تكبيرة الإحرام، ومن صواريخ طائرات f16، وصواريخ توما هوك وكروز، في الشارع، او داخل منزلنا، وفي صاﻻت اﻷعراس، وفي المدارس، واﻷسوق الشعبية، والمستشفيات، صباحا ومساء، ومع كل آذان للصلاة، وفي اﻷعياد الدينية والوطنية، وفي اﻷشهر الحرم ورمضان، من قبل تحالف غاشم ﻵ يعترف بجريمته، وقد ياتي من عملاء الداخل، ومرتزقة الخارج من يبرر، ويقول انه بالخطاء، ﻷن اليمنيين بمن فيهم العملاء، في نظر القتلة والمرتزقة، مجرد أخطاء يجب التخلص منهم!!. وأخيراً قلت له يا أخينا في الله، إنني اتعحب ممن يشغل، نفسة ووقته بخسوف للقمر، لم يستمر أكثر من ساعة واحدة، ولا يكترث ولا يعترف، بخسوف وطن وكسوف أمة، منذ خمس سنوات مضت، وسنوات قادمة لا ندري كم ستستمر، ونحن في ليل حالك، ﻻ فجر فيه، وﻻ امل فيه، بعد ان اصبح القتل، على يد كائن مسلح، بهدف السلب أو الخصومة السياسية، وأحيانا بدون هدف، وﻷن القتل في اليمن تحول، إلى مهنة لمن لا مهنة له، فأصبح اليمنيون يصلون صلاة الجنازة، يوميا على موتاهم وشهدائهم، وهكذا يحدث في وطن اﻹيمان والحكمة، فحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة الا بالله، والله من وراء القصد والسبيل.