ضيوف الرحمن من يتحمل ذنب قتلهم
د. احمد حسين الديلمي
أيام زمان عندما كان آباءنا واجدادنا يروون لنا متاعب وصعوبات أداء فريضة الحج في زمانهم, صعوبات قد تؤدي الى فقدان الحياة ليس بسبب حريق او سقوط رافعة او غيرها, بل كان بسبب صعوبة السفر الذي كان عن طريق وسائل بدائية سواءً كانت براً او بحراً او تحتاج الى أيام وليالي طويلة, واما عن طريق اعتراض الحجاج من قبل اللصوص وقاطعي الطرق في ذلك الوقت, لهذا عندما يسافر “الحاج” الى مكة تقوم الاسرة والاهل والاصدقاء بتوديعه وداعاً حزيناً ممزوج بالبكاء والدموع, لأن هناك احتمال كبير لتعرضه للموت, وعند عودته فيتم استقباله بالأناشيد والزغاريد ويتوافد الاهل والاصدقاء ولمدة ثلاثة ايام يباركون له فرحتين, فرحة عودته سالماً وفرحة الظفر بأداء فريضة الحج, ومع تقدم التكنولوجيا الصناعية وتوفرت وسائل النقل براً وبحراً وجواً واصبحت المسافة قصيرة جداً والوسائل المواصلات سريعة وآمنة, اعتقد العالم انه تخلص من مخاوف زمان من تعرض الحجاج للموت مع انه حتى لو حصل ذلك كان العدد قليل جداً, وسرعان ما عادت مخاوف كل اسرة على حجاجها اكبر واعظم ليس لصعوبة السفر او التعرض لقاطعي الطرق, لكن نتيجة لعبث واستهتار اسرة آل سعود وعدم تحملهم امانة الحفاظ على حياة ضيوف الرحمن والتي صار ضحيته آلاف الحجاج, اما عن طريق سقوط رافعة او هدم جدار او حرائق في فندق او خيمة, اما اسوأ استهتار دفع الحجاج حياتهم ثمناً له هو عندما يقرر امير مدلل من اسرة آل سعود زيارة الشيطان ليسلم عليه “وهو راكب على سيارته” فيسارع الحرس الخاص باحتجاز مئات الآلاف من الحجاج لإخلاء الطريق لهذا المدلل, وكانت نتيجته الآلاف القتلى وآلاف الجرحى, مع ان الناس عند ادائهم لمناسك الحج سواسية عند الله, لا فرق بين امير وفلاح او ملك وعامل, لكن هذه الاسرة لم تكتفي بالتحكم في السماح لمن تشاء بأداء فريضة الحج ومنع من تشاء من دخول مكة, فلم تكتفي بذلك بل وصل الاستهتار انها تعتبر بيت الله الحرام من املاكها الخاصة, ولذلك من حق الامير ان يلوح للشيطان راكباً احدث سيارة, بينما مئات الآلاف محتجزين ممنوعين من القيام برمي الشيطان حتى ينتهي هذا الامير, في الحقيقة لا ادري الى متى ستظل الدول الاسلامية صامته على هذا العبث والاستهتار ببيت الله الحرام, وتتحكم في ركن من اركان الاسلام, كذلك لا ادري لماذا هذا الصمت من رؤساء وحكام الدول العربية والاسلامية وهم مسئولون امام الله على مواطنيهم, وصمتهم يعتبر مشاركة في الذنب, اذا كان هؤلاء الحكام يجاملون آل سعود سياسياً, فهل وصل الامر بمجاملتهم في ركن من اركان الاسلام, اما علماء المسلمين في كل الاقطار الاسلامية فعدم قيامهم بواجبهم امام الله فلا يختلفون عن آل سعود في تحملهم لهذا الذنب الكبير, أليس “النهي عن المنكر” من أولى واجباتهم, وهل هناك “منكر” افظع واعظم من التسبب في قتل الحجاج في بيت الله الحرام, اذا لم يرتفع صوت هؤلاء العلماء مطالبين رفع ايادي هذه الاسرة عن بيت الله وتشكيل لجنة من علماء المسلمين من كل الاقطار الاسلامية للأشراف والتنظيم لفريضة الحج, فمن يدري ما الذي سيحصل مستقبلاً, فيا ورثة الانبياء صمتكم ذنباً أشد واعظم من تحكم اسرة آل سعود وان لم ترتفع اصواتكم لوقف استهتارهم, فأننا نخشى عبثها على بقية اركان الاسلام الاربعة.
همسات خفيفة :
- قيل ان الرجل الضعيف الذي لا يستطيع مواجهة زوجته يلجأ الى معاقبة اولاده وضربهم لأغاظتها, كذلك تحالف البغي والعدوان لـ آل سعود لم يستطيع مواجهة الجيش واللجان الشعبية, فيلجأ الى القصف العشوائي لقتل الاطفال والنساء والابرياء.
- اسرة آل سعود وعبر موجات اذاعات الرياض وجدة وغيرها يرددون على رأس كل ساعة شعار “وطننا اذا لم نستطع ان ندافع عنه لا نستحق العيش فيه” السؤال هو : اذا كان وطنكم هذا يدافع عنه صهاينة وامريكان وخليجيون وغيرهم, فمن الذي يستحق العيش فيه؟
- مسئول اماراتي يعلن بكل غرور وكبرياء انه سيرفع علم الامارات في مارب, يا عزيزي لو كنت “…” اما كان الاولى بك انت وبمساعدة اخوانك من السعودية والبحرين وقطر بل ومن امريكا, قبل ان تفكر في مارب ان تبحث عن طريقة لرفع هذا العلم على جزر “طنب الصغرى” و “طنب الكبرى” .