الخبر وما وراء الخبر

عن الشهداء نتحدث

228

بقلم / نصر الرويشان

نتحدث اليوم عن أعظم البشر، عمن إذا رغبنا بالحديث عنهم ينتابنا شعور فريد من نوعه، شعور يمنحك العزة والشموخ والفخر، نتشرف الألسن بالحديث عن خير من عرفنا، وخير من عرفهم الوجود، هم الشهداء الذي غيروا مجرى التاريخ، وعدلوا في المعادلات الدنيوية، حتى صار الخبراء والباحثون يوجهون جل اهتماماتهم وجهودهم لمعرفة هذه الطاقة الكامنة فيهم والتي غيرت مفاهيم واستراتيجيات عسكرية، وحطمت معادلات تم ارتكازها على المعطيات المادية.

الشهداء هم من تحركوا في زمن التراجع، وهم من سخروا أنفسهم للوقوف مع أشرف قضية متعاقبة عبر العصور، قضية الحق بكل أحقيته ليساندوه ويدافعوا عنه أمام خصم قوي هو الباطل الكذوب، ليهزوا بصمودهم بنيانه الهش القائم على ولاية الشيطان وقوى الاستكبار العالمي البغيض.

هم الأوفياء في زمن النكران والجحود، هم من اقتنعوا بالحق الذي شرعه الله ، وهم جنود الله الذين سارت أقدامهم في خطى ثابته وقلوب مؤمنة وأنفس تثق بالله ثقة ليس لها حد أو نهاية.

هم من أرشدونا وعلمونا أن الباطل وأهله إلى زوال وأنه لا يصمد أمام ضرباتهم الإيمانية وبسالتهم الربانية، ونهجهم المحمدي العظيم.

الشهداء يقفون صفا” مرصوص لا يميلون ولا يحيلون مقدار أنملة، جموعهم تسير واثقة الخطى في مواكب الإباء يسيرون ومن دين الله ينهلون ورحمة الله يرجون وفي رضاه يأملون.

في ذات الدرب سنمضي وللعالم سنحكي عنهم وستكون مشكاة لسالكين درب المتقين الأبرار، سنرسم صورهم وسنرسل أبياتنا وسنذرف حبر أقلامنا حتى ينفد ولا ينتهي الحديث عنهم ، فكل حديث عن غيرهم غثاء وكل طموحات لا تتبنى طموحاتهم سراب ووهم ، فانتظروا لحظة قدومنا فسنكمل ما بدأتموه وسنقتفي خطاكم وسنتمنى لقاكم أيها السعداء

سلام عليكم أيها الشهداء، سلام على خيرة الأخيار المتقين الأبرار، سلام عليكم وعلى عظيم تضحياتكم وعظيم بذلكم فقد قدمتم حين منع الكثير بذلهم وقد ضحيتم يوم أن أحجم الكثير عن التضحية، وقد سالت دماؤكم لترووا أسطورة الخلود لخير من في الوجود .

شهداؤنا عظماؤنا فسلام عليكم أيها السعداء سلام سلام .