إستراتيجية التوحش والقتل والتدمير…ما يجمع آل سعود وامريكا في اليمن
جرائم حرب وحشية دموية تدميرية يرتكبها تحالف العدوان السعودي الامريكي الصهيوني ضد الشعب اليمني والارض اليمنية.
المأساة التي تصنعها حرب الإبادة الجارية في اليمن التي يتزعمها ال سعود، لا تكشف فقط عن وجه قبيح لعدوان وحشي تتلبسه رغبات هستيرية في القتل والتدمير، ولكنها تكشف أيضاً عن جانب لا يقل بشاعة هو وجود هذا الحشد الاقليمي والدولي الكبير من أصحاب الضمائر الميتة والنفوس الدنيئة، هؤلاء سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو غيرهم شركاء في الجريمة بالتأييد أو التبرير أو التحريض أو التضليل أو حتى بالصمت.
ان هذا هو الوجه القبيح للمأساة، غير أنه في أحلك لحظات الألم والمعاناة تظل هناك نقطة ضوء تبعث الأمل في النفوس التي أضناها الظلم وأنهكتها عذابات شعب يتمسك بحقه في أن يحتفظ بهويته وأن يكون له وطن مستقل وحر، لا يأتمر بأوامر السعودية أو غيرها من الكيانات الوظيفية وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإنّ الأمم المتحدة فقدت كل شرعيتها وفشلت مرة جديدة في مهمتها كحامية للقانون الدولي وللسلم العالمي ولم يعد وجودها مبرراً مثلما حل بعصبة الأمم التي ذهبت إلى مزبلة التاريخ من أجل السبب ذاته، فهي بقرار مجلس أمنها تقود اليمنيين إلى الموت إما جوعاً أو تحت تأثير قصف دول التحالف السعودي الأمريكي.
فمشيخات الخليج وإمارات الكروش والملتحقون بهم ممن يدعون خوفهم على مستقبل الشعب اليمني يقومون اليوم بقتل أبنائه بالسلاح الصهيوني والبريطاني والأمريكي، وهم الذين يصمتون اليوم عن شراذم التكفير الداعشية والقاعدية التي اجتاحت مناطق من جنوب وشرق اليمن وبخاصة الجنوب، وتعتدي على أبنائه وتقتلهم بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في الساحات والمساجد والمستشفيات وتحتل مناطق واسعة في اليمن وتهدد أمنه واستقراره ووحدته وبدعم سعودي امريكي.
ان ما يقوم به تنظيم القاعدة وداعش التكفيرية من أعمال إجرامية يشبه ما يقوم به آل سعود من تدمير ممنهج لليمن واستهداف الأبرياء في منازلهم وقتل الآلاف منهم بالغارات الجوية، الأمر الذي يؤكد أن إستراتيجية التوحش والقتل هي ما يجمع آل سعود والامريكيين والصهاينة الحاقدين على اليمن، بداعش وبتنظيم القاعدة الإجرامي التكفيري ليشكلا معاً وجهين لإرهاب واحد وأدوات رخيصة في يد المشروع الصهيو ـ أميركي لتدمير اليمن وتقسيمه.
وأخيراً وليس آخر، فرهانات آل سعود على صمود آخر أوراقهم الرخيصة المتبقية في اليمن، تتهاوى مع إصرار اليمنيين على صد العدوان، حيث باتت حالة الهستيريا لا تفارق أصحاب الرؤوس الحامية في أعلى مراكز القرار الوهابي، العاجزة عن التكيف مع التحولات الميدانية والسياسية في اليمن، والمذعورة من انتشار عدوى التغيير، ولاسيما أن القوة السعودية العسكرية تسقط تباعا بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية و القبائل اليمنية في نجران وجازان وعسير وبباقي الجبهات.
لا مفر من الاعتراف بأن قطاعات عربية عريضة وأغلبها لديها حس وطني وقومي عالٍ وقعت فريسة لشعارات براقة وآلة إعلامية ممنهجة، فضحتها المحرقة المستعرة في اليمن الآن، والتي لا يعلم إلا الله مدى خسائرها، ظنًّا وبحسن نية أن اللئيم قد يجود بمكرمة في لحظة صحوة ضمير، ونسوا أن اللئيم لا تشغله إلا أطماعه وأغراضه الدنيئة، وأن ضميره ثبت موته تاريخياً.
اليمن ينتصر:
الشعب اليمني العزيز المقاوم الذي واجه ظروفاً كثيرة صعبة في تاريخ كفاحه الوطني، لن ييأس ولن يُحبط وسيظل أصيلا يقدم التضحيات في سبيل عزة ومنعة وقوة وكرامة وهوية اليمن الجديد.
أ.احمد عايض احمد