الخبر وما وراء الخبر

لكي لاننسى عظيم ماقدموه .. ولانستغل ثمار ماحققوه

281

بقلم / ابو محمد المنبهي

مع قدوم ذكرى الشهيد بل وشعبنا اليمني يعيش طيلة عامين من العدوان ذكرى الشهيد ففي كل يوم يزف هذا الشعب العشرات من الشهداء العظماء الذين بذلوا لله الارواح وذادوا عن تراب هذا الوطن باغلى مايمتلكون..فعطاءهم كبير فقد تركوا كل ماهو غالن عليهم من بيوت واولاد وازواج ..وقدموا النفوس لننعم نحن من بعدهم بالامن والامان ونشم هواء الحريه فلن نعرف عظيم ماقدموه الا لوا تقدم العدوا لاسمح الله فستكون التضحيات اكبر ..المهم تركوا لنا من بعدهم اسر امانه في اعناقنا وتركوا لنا ارث كبير من القيم والمبادئ التي هي مكسبب كبير فمن المؤسف ان يستغل البعض تلك التضحيات في اي منصب كان ليظلم ويبطش وهم انما ضحو لازالة الظلم وكي ننعم بالعدل ايضا من واجبنا تذكر ماتركوه من اطفال ونساء فواجب الجميع تلمس احوالهم ونلتفت اليهم لفته جاده وافاء للشهداء فقد ضحو لاجلنا جميعا..فقد بلغني للاسف ان هناك بعض الاسر التي قدمت من يعولها شهيدا اظطرت للخروج الى الشارع متسولا على اطفالها فما هكذا يكون الوفاء لاسر الاوفيا وساورد لكم رسالة لابن الشهيد علها تاثر فينا ونلتفت اليهم………..أنا أبن الشهيد

أنا الطفل الذي فقد أباه ولم يجد إلا صوره ولم يسمع إلا حديث أهله أصدقاءه وجيرانه عنه يحكون لي عن طفولته وعن مغامراته ومواقفة البطولية والشجاعه يحكون لي عن بطولاته وتضحياته وكيف كان يرغب بالشهادة التي كانت أغلى أمنياته وأسمى غاياته وكيف رغب برضاء الله وأرخص له غالي دمائه فوهب روحه إبتغاءا” لذلك المقصد فكان أملا” يسير خطاه ويقوده للجنة التي كانت وعد الله الذي منحه للمخلصون من عباده.

تمر الساعات والأيام والشهور والفصول والسنيين وأنا أرقب أبي في زوايا البيت وألمح صورته على الجدران يبتسم ،وأذهب لأرى أمي تنظر لصورته نظرة من فقد السند والعون تتسمر لساعات طوال وهي تنظر الصوزة وكأنها في حديث معه تشكي له قسوة الزمان ويتم أطفالها وتحكي له كيف تخلى عنعا وعنا الأهل والأقربون تحكي له فقدها لزوج كان سندا”لها وأبا”حنون لإبناءها فتنسال تلك الدموع الحرى على خدين أجدبهما الزمان فذبلت وساقها الحزن سوقا” حتى ثار قلبها كهفا” لا تسمع به إلا صوت الرياح .

يأتي العيد فأرى كلا” مع أباه وأنا إبن الشهيد الذي غادر أباه البسيطة لننال عزة وكرامة ليذود عن الحق لنكون أمة محمد لنكون أمة القرآن ليكون العز والشموخ لها عنوان ولكن كلا”يمر من أمامي ولا يتذكر أبي ولا يتذكر أني أنا اليتيم أني إبن الشهيد .

يتقطع قلب أمي في كل لحظة فرح يشعر بها الآخرون ولا نشعر بها نحن فأبناء الشهيد لا قريب لهم ولا أهل لهم ولا جيران لهم فقد ذهب أبي وذهب كل الإهتمام معه فهل هذا جزاء من قدم روحه على أكفه ليقول يا رب خذ حتى ترضى فتقبله الله وألحقه في ركاب الشهداء.

أنا إبن الشهيد لا أطلب الكثير لا أطلب مالا”برغم حاجتي له ولا أطلب كساءا” برغم أن ثيابي تمزقت فنال البرد من جسدي فصار جسدا هزيلا أصفر اللون كالأرض الجدباء ولا أطلب دواءا” برغم المرض والسقم الذي أستوطن جسدي، فكل ما أطلبه هي تلك الإبتسامة والكلمة الطيبة التي تلمس رأسي لأشعر بحنان الأب الذي أفتقدته فهل عرفتم من أنا …….أنا أبن الشهيد …