تقرير عسكري لسير المعارك بنهم والجبهات الاخرى والقوّة البحرية الغازية
تريد الرياض متابعة المعارك ولاتريد، القناعه لدى واشنطن وسائر عرابيها الغربيين أنها “السعودية” اليوم بلا قيمة مادية او عسكرية كما كانت سابقاً، إذاً كيف ستنجز أمراً ما؟، وعلى الأغلب فإن لا أحد مقتنع بجدوى الرهان على السعودية بعد اليوم كما السابق بما فيهم بريطانيا التي ذهبت بشخص رئيسة حكومتها ليس لتغطية حلفائها الخليجيين في القمة الأخيرة وحسب، بل للاطلاع عن كثب على حجم الكارثة التي تحتويها السعودية التي كانت عماد النفوذ الأميركي والأوروبي في المنطقة إلى وقت قريب.
ستجرب الرياض كل الحلول الانتحارية والمتفجرة قبل أن تقر بالهزيمة العسكرية باليمن، وربما لا يسعفها الوقت للاعتراف بذلك، وحتى ذلك الوقت فإن الجنون السياسي سيكون السمة اللافتة في تعاملات السعودية مع ملف اليمن، لكن الجميع يعلم أن هذا لا يجدي بل على العكس، فهي لن تحقق تقدماً لصالحها في اليمن لأن طبيعة المعركة العسكرية ليست في صفها، ولن تكون في مأمن لأن التكفيريون لن يصبروا على وهنها كثيراً، هي صنعتهم منذ سنين على هذا المنوال، والمعلوم أن طباخ السم سيذوقه…ايضا سيأتي اليوم وبصورة تلقائية ان تعترف وتستلم بان اليمن بات في عهد جديد بعيدا عن الاملاءات الخارجيه والهيمنة والوصاية وبات صاحب القرار الاول والاخير هو الشعب اليمني، والى الميدان العسكري.
في البداية سنتجه نحو جبهة نهم بكثب من الناحية العسكرية والاستراتيجية وكنموذج لباقي الجبهات كون جبهة نهم هي الجبهة الرئيسية للغزاة والمرتزقة ومن خلالها سنحدد ونقيّم ونستنتج سير المعارك بالجبهات الاخرى بصورة عسكرية نمطيه.
#جبهة_نهم
بدا واضحاً لجميع المتابعين أن سلسلة المعارك التي جرت في الايام الماضية وحتى اللحظه في شرق محافظة صنعاء وتحديدآ في جبهة نهم وصرواح وخصوصا نهم ما هي إلا هدف من سلسلة أهداف إستراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار الحسم العسكري التي يعمل عليه الجيش اليمني واللجان الشعبية، والهدف بألاساس في هذه المرحله في جبهتي نهم وصرواح هو هدف دفاعي بحت كون كامل قوة وقدرات الغزاة والمرتزقة وبنسبة 70% تتركز في جبهتي نهم وصرواح مع امتداد الى الجوف ولكن نهم هي قلب المعركة في الجبهة الشرقية من صنعاء .
هنا لا يمكن إنكار حقيقة أن منطقة نهم من الناحية العسكرية والاستراتيجية وبموقعها الاستراتيجي بالوسط الشرقي من اليمن تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية اليمنية وتحتل أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا اليمنية الشرقية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط اليمن وشرقه، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب السعودي شرقآ ، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية اليمنية الشمالية الوسطى والمرتبطة بمدن صنعاء وعمران غربا ومدينة مارب شرقا .
وهذا ما يعكس حجم الأهمية الإستراتيجية الكبرى لجبهة نهم في خريطة المعارك المقبلة بالشرق والشمال الشرقي والوسط اليمني بشكل عام وبمناطق الجنوب اليمني بشكل استراتيجي كونها مفتاح تحرير مارب واذا تم تحرير مارب سقطت حضرموت والمهرة وشبوة استراتيجيا هكذا يترجم المنطق العسكري الاستراتيجي المغير لخارطة النفوذ الميداني .
اليوم، والامس وقبل الامس لا يمكن إنكار أن خسارة الغزاة والمرتزقة لمواقعهم المتقدمة بعمق بنهم وبعض مناطق نهم بالجانب الجنوبي والشرقي ، سوف تشكل بمجموعها عبئاً ثقيلاً على صانعي قرار الحرب على اليمن، ولهذا يسعى الجيش اليمني واللجان الشعبية بما لديه بعموم هذه المناطق سواء بنهم أو في صرواح لحسم هذه المعارك سريعآ بتكتيك دفاعي وليس هجومي من خلال سحق قوات الغزاة والمرتزقة المهاجمة بقسوة و بشكل انتقائي تتركز على تدمير قلب القوة المهاجمة وبتر اذرعها بالجبهات الجانبية ولما تمثله من ضربة قاسمة لمشروع التقدم الفاشل على صنعاء.
لم يحقق الغزاة والمرتزقة اي تقدم عسكري ميداني ملموس بنهم رغم الهالة الاعلامية الكبيرة التي تروج لتقدم للغزاه بنهم وتارة بشبوة وتارة بعلب عسير وتارة بميدي وتارة بالبقع وهكذا منذ عامين والتهليل يعمل لدى الغزاة والمرتزقة، يصنعون احلام عسكرية لاتسمى سوى انها نكته، بالاضافة الى ان معيار الخسائر العسكرية للغزاة والمرتزقة في نهم وصرواح لايتصوره عقل وخصوصا ان الضربات الدفاعية للجيش واللجان الشعبية هي ضربات تستهدف صفوف قيادات الغزاة والمرتزقة حيث حصد الجيش واللجان في الايام الماضية مالايقل عن 500 قيادي ارهابي وضابط عسكري قيادي اغلبهم بالثلاثة الايام التي مضت وتعد كارثة عسكرية بكل المقاييس وضربة ساحقة في العمود الفقري للقيادة والسيطرة التابعة للمرتزقة، عندما ينشر الاعلام الغازي والمرتزق انهم تقدموا ضعوا بصمة على ورقة فيها قائمة قيادات مرتزقة كبار وبالعشرات تم قتلهم بايدي رجال الجيش واللجان الشعبية.
صحيح ان طيران العدوان ساند هجمات المرتزقة واسعة النطاق بنهم وصرواح وخصوصا بنهم بمئات الغارات وتتجاوز 600 غارة جوية وهذه احصائية تقييمية لظروف المعركة وحاجة القوه المهاجمة من اسناد جوي وحاجة المساحة الجغرافيه من غطاء جوي رغم ذلك لم يحقق شيء يذكر.
هنا، يمكن القول إن الجيش اليمني واللجان الشعبيه قد تكيفوا مع ظروف معركة نهم، وشرعوا فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في عموم مناطق شرقي محافظة صنعاء امتدادآ على طول السلسة الممتدة من جنوب الجوف الى نهم الى صرواح الى شبوة كونها جبهة واحدة ولكن نهم هي قلب المعركة.
لاننكر ان الغارات الكثيفة تجبر الجيش واللجان على الانسحاب من موقع هنا وهناك بنهم من أجل منع الخسائر في صفوف المقاتلين ويعد الانسحاب ذكاء عسكري وجزء لايتجزء من المباديء العسكرية الصحيحة وتنفيذ عمليات الانسحاب من بعض المواقع اما لصنع كمين او فتح مجال للطيران لافراغ حمولته على صخور وتراب الجبال والاودية ومن ثم يعود الاسود الى مواقعهم العسكرية حيث يتم استعادتها بقوّة وعزم وبسالة في ساعات او يوم لذلك هي حرب ضارية والعدو مجرم لاشرف ولااخلاق له وتعد معركة هنا كر وفر وهناك كمائن وهكذا بمعنى اخر معركة نهم لهم طبيعة خاصة اساسها كسر الارادة بين القادة ومعركة بين الخبرة والاحترافية والتكتيكات وخصوصا اذا كانت طبيعة المعركة دفاعية ثابتة لاتسمح للقوات الغازية والارتزاقية والارهابية تحقيق اي تقدم عسكري يذكر.
ها هي طلائع الجيش واللجان اليوم وكل يوم تقف شامخةً في العمق الاستراتيجي للبادية النهمية التي تنهم المرتزقة والغزاة نهماً، وهذا ما أثمر مرحلياً مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مسلحي المرتزقة وهذا الانهيار العسكري سيكون ضربة قاسمة للمرتزقة وستكشفها الايام القادمة.
لذلك علينا أن نقرأ وبناء على متغيّرات الساعات الأخيرة والتطور الملموس والنوعي في عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية الدفاعية بعموم مناطق نهم وصرواح والجوف وهي الجبهة الشرقية حيث تجري المعارك فيها بشده وضرواة تتجاوز اي جبهة اخرى كونها الجبهة الرئيسية للغزاة والمرتزقة، أن خطط القادة الميدانيين في الجيش واللجان اتجهت بالمنحى العسكري الثابت والإيجابي، فخريطة العمليات العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية وتبادل الأدوار والانتقال من خطة إلى أخرى والتكيف مع ظروف المعركة بسلاسة ملحوظة، هذه المتغيّرات التي أدارتها بحرفية وحنكة ملحوظة القيادة العسكرية الميدانية للجيش اليمني واللجان الشعبية بنهم بمجموعها، أثمرت وبعمليات نوعية وخاطفة عن ضرب خطوط الهجوم الأولى للمرتزقه ومن ثم التقدم السريع نحو الاحاطة النارية المباشرة على عمق ميدان المعركة.
*الجبهات الاخرى:
دائما تنتاول جبهات تعز وميدي وجيزان وعسير ونجران والضالع والبيضاء وذوباب وكرش باستفاضة ولكن اخترنا نهم هذه المرّة لان المواطن القاري والمتابع يحتاج الى معرفة دقيقة عن مايحدث بنهم.
بداية من تعز:
من كرش الى مدينة تعز الى ذوباب كانت الجبهات الاكثر اشتعالا بعام2015 واوائل 2016م وتحديدا حتى منتصف عام2016 وخسر الغزاة والمرتزقة كافة المعارك وتكبدوا خسائر سوداء وكبيرة جدا، اما جبهة مدينة تعز فهي حرب شوارع كرّ وفرّ وطالما هناك سكان مدنيين بالملايين بالمدينة وباي مدينة فالمعركة لها وضعها الخاص العسكري والعملياتي والاستراتيجي .
لذلك تعد جبهة مدينة تعز جبهة استنزاف للغزاة والمرتزقة والارهابيين وقد انخفضت حدة المعارك فيها خلال الاشهر الماضية بعد ان تمكن اسود الجيش واللجان من حصد 90% من صفوف قادة المرتزقة وداعش الممثلة بكتائب ابو العباس مما شكل انهيار عسكري جذري للمرتزقه والارهابيين ومن جانب اخر حقق اسود الجيش واللجان تقدما ميدانيا هاما غير مجرى المعركة وشكل الخريطة في مدينة تعز لصالح الجيش واللجان مما جعل ورقة تعز بعيدة عن الهيمنة او التأثير او السيطره الغازية والارتزاقية الارهابية رغم التهويل الاعلامي ولكن الميدان هو الفيصل والحكم.
اما جبهات شبوة والبيضاء والضالع فاليد العليا للجيش واللجان منذ الوهله الاولى والى اليوم ولم يخوض الغزاة والمرتزقة اي معركه الا ويحسمونها بسرعة قياسية لذلك تعد جبهات بين المشتعلة وبين الهادئة وحضور الجيش واللجان العسكري قوي جداً.
اما جبهات ماوراء الحدود فهي جبهات هجومية ورئيسية بالنسبة للجيش واللجان اما الجيش السعودي والمرتزقه ففي عسير ونجران وجيزان هم في حالة دفاع مستمر ..صحيح يشنون هجمات بين الحين والاخر في ميدي وعلب والبقع ولكن هي هجمات لاتعتبر من الناحية العسكرية تقدميه بل احتوائية اي كبح جماح تقدم الجيش واللجان بالعمق السعودي وهذه هجمات فاشلة ولم تؤتي اكلها ابدا بل تجرع الغزاة والمرتزقة السم الارقم فيها وتكبدوا الغزاة والمرتزقة خسائر كبيرة جدا .
ومن هنا يبدو أن الأكثر وضوحاً اليوم، أن منظومة الحرب العدوانية على اليمن انهارت فعليا في كافة الميادين، ليس مبالغة ولاتعد الهجمات التي ينفذها الغزاة والمرتزقة في نهم او ميدي او البقع انها نابعة من قوّة عسكرية ضاربة، بل هي قوّه عسكرية كمحصلة نهائية من قوّه تم جمعها من كل حدب وصوب وكل العبء الناري للغزاة والمرتزقة يتحمله الطيران الحربي والمروحي الغازي.
نسب الامداد والتموين العسكري بين عامي 2015 و2016م:
لو عرضنا نسبة الامداد العسكري والانفاق بين عام2015 وعام 2016م للغزاه لوجدنا انخفاض بنسبة 80% من حجم الانفاق الذي صرفه النظام السعودي وتحالفه بعام 2015م.
ولوتم احتساب زمن الاستخدام الناري لعام2015 و2016م لوجدنا ان القوّة النارية الميدانية للغزاة والمرتزقة انخفضت بنسبة 70% وهذا يعود الى طبيعة الخطط العسكرية الفاشله والتنفيذ الفاشل والتنسيق الفاش والاحكام العسكريه المسبقة على الميدان والتي استخلصوا منها نتائج عسكرية حاسمة انهم سيدخلون صنعاء في اسابيع،
نكته…كيف يكون ذلك ..بداية كانت القوّة البرية السعودية تضرب كافة شمال اليمن من البقع وحتى ميدي وجميع مديريات صعدة تطالها المدفعية وراجمات الصواريخ السعودية اين هي اختفت لاسباب اولا بواسطة تدميرها اغلبيتها من قبل رجال الجيش واللجان وانسحاب بقيتها الى العمق السعودي، ايضا الاستخدام الناري المفرط نسف المخزون الاستراتيجي السعودي من الذخائر، صحيح لديهم اموال لشراء الذخائر ولكن ليس عملية شراء الذخائر ادفع واستلم بنفس اليوم، لا انما تحتاج الى اشهر واشهر ومن تخلص وهكذا، وهذا يؤثر على سير المعارك ولصالح الجيش واللجان، اضافة الى ذلك.
القوة الجوية كان سقف الغارات الجوية الى الحد الاقصى اي تعمل كافة اسراب المقاتلات الغازية وتضرب كافة المحافظات باان واحد واليوم انخفضت بنسبة 90% واصبحت الغارات الجوية مكثفة على جبهة او جبهتين او ثلاث بزمن واحد وبدون غارات على المدن والقرى وعندما تغيب المقاتلات عن المعارك تذهب لشن غارات على المدن والقرى والقرى وهكذا وهذا يعني ان الاسراب الحربية المقاتلة من الطائرات اغلبها تحت الصيانة الاجبارية وبقية الاسراب تعمل بتقشف وتتوزع الادوار الزمنيه بين المقاتلات ولاتقلع جميعها بزمن واحد، ايضا الذخائر هناك نقص حاد وكبير جدا في الصواريخ والقنابل المحموله على المقاتلات وخصوصا ان المورّدين الغربين باتوا يصدرون للسعودية من المخازن الاستراتيجية للجيوش الامريكية والبريطانية وهذا مخالف للقوانين العسكرية.
ايضا القوّة البحرية الغازية:
حيث خسرت الاساطيل الحربية الغازية كافة المعركة وبصور مخزية ولم تخض معركة طويلة بل قصيرة والمدهش انها متطورة ومتقدمة وتمتلك قدرة نارية مدمرة ورغم ذلك خاضت معارك مع قوّة مشاة البحرية اليمنية التي تمتلك اسلحه خفيفة واشدّها صواريخ بر-بحر وبر-بر وتمكن اسود مشاة البحرية اليمنيه التابع للجيش واللجان من سحق البحرية الغازيه في معارك حصد فيها ذهبيات الانجاز والانتصار لعوامل كثيرة وبميدان معركة بطول1000 كيلومتر.
لذلك ان التوفير الفائق في الذخائر والاموال والاسلحة من قبل الغزاة بات واضحا وملموسا وخصوصا بعد اكتشاف الغزاه ان مئات الالاف من الاسلحة الخفيفة والمتوسطه التي صرفت للمرتزقة والارهابيين لم تستخدم في المعركة بل بيعت في الاسواق السوداء وبعضها اخذت الى المنازل وكانت من اعظم الصفعات التي تلقتها قيادة الغزاه والتي صرفت اسلحة خفيفة ومتوسطة مايكفي لجيش اقليمي كبير فااين ذهبت لقد تحدث الاعلام الغازي عنها اين ذهبت .
وفي الختام:
الواقع شيء والميدان شيء والاعلام شيء اخر.. الميدان العسكري خسر فيها الغزاة والمرتزقة المعركة والميدان السياسي خسر ايضا فيه المعركة والميدان الشعبي خسروا فيها المعركة واليوم وككل يوم يعيدون ويكررون نفس السيناريوهات القديمة.
تقدمات وانجازات باستديوهات العربية والاخبارية والجزيرة لكن الميدان يسخر من هذه الاكاذيب والاخبار البائسه التي لايروج لها الا منهزم يائس مسحوق في ميادين المعركة.
لقد قالها خير قائد.سماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي : ستخسرون المعركة عاجلا او اجلا….وقال..نحن استعدادنا لحرب جيلا بعد جيل…وقال..حربنا حرب نفس طويل والميدان سيقرر من سيصمد…وقال..من راهن على الله سينتصر…وقال..في اليمن هذا غير وارد..وقال الخيار خيارنا وخيارنا النصر وسنحقق خيارنا الوحيد بعون الله وتأييد..اذن اليمن يغير الجزيرة العربية والمنطقه تغيير جذري وهذا مايترجمه المحللين والخبراء بالمنطقة والعالم.
احمد عايض