المشروع التكفيري مشروع حرب بالوكالة
بقلم / محمد فايع
الحرب بالوكالة” هي حرب بين طرفين أو أكثر يتم تقديم الدعم والمعونة إلى أحد أطرافها من قبل رعاة وحماة أجانب بغية تحقيق مصالح أولئك الرعاة والحماة الأجانب.
لقد عمل الغرب بقيادة أمريكا ومن ورائهم اليهود الصهاينة على مدى العقود الأخيرة الماضية على التخطيط لحروب داخلية في بين البلدان الإسلامية فعمدت أمريكا ومعها العالم الغربي إلى إشعال حروب بين أبناء المجتمع الإسلامي رأس حربتها المجاميع التكفيرية بدعم وتبني إمارات وممالك النفط والتبعية ويهدف التحالف الامريكي الصهيوني إلى استخدام تلك الحروب لضرب ومحاصرة وتشويه المشروع القرآني الجهادي المحمدي الأصيل الذي ظهر في المنطقة والعالم الإسلامي كمشروع شعبي ثقافي جهادي شامل أولويته الانتصار للقضية الفسلطينية ومواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية الغربية.
في المنطقة والعالم الإسلامي، كما يهدف الغرب بقيادة امريكا لضرب كل بلد يقف نظامها او شعبها في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي وفي مؤتمر هرتسيليا في عام 2014 تقرر بأن تكون الاستراتيجية الرئيسية لأمريكا والكيان الإسرائيلي هي نقل المعركة إلى داخل بلاد “العدو” والاختفاء خلف النزاعات الداخلية في الدول والجماعات الإسلامية بمعنى أن يتم استخدام أرواح وأموال المسلمين للقضاء عليهم أنفسهم.
كما اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون بصراحة أن وجود الجماعات التكفيرية في المنطقة سببا لتعزيز هامش الأمن الإسرائيلي، قائلا “إن وجود الجماعات التكفيرية يعني نسيان القضية الفلسطينية ونزاع المسلمين فيما بينهم”.
وعلى ذلك الأساس اتجه التحالف الصهيو أمريكي الغربي إلى اعتماد سياسة واستراتيجية استباقية عبر صناعة التكفير وتقديمه كمشروع باسم الثقافة الإسلامية الجهادية بهدف تشويه المشروع الإسلامي في ثقافته القرآنية الجهادية من جهة ولمنع وصول الثقافة القرآنية المحمدية الأصيلة إلى شعوب الأمة من جهة ثانية ..وللحيلولة دون ظهور وانتصار مشروع الثقافة القرآنية في المنطقة من جهة ثالثة وصولا إلى صرف عداء شعوب الأمة بعيدا عن الأعداء الحقيقيين والأخطر أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم.
الحروب بالوكالة داخل المنطقة والعالم الإسلامي ارتكزت حسب المخطط الامريكي الصهيوني على ركيزتين أساسيتين أولهما الجماعات التكفيرية وعلى رأسها ما كان يسمى القاعدة ثم “داعش”،مؤخرا وثانيهما دول المنطقة ومنها السعودية، ومن ثم بادر البيت الأبيض والبنتاغون إلى تقديم الدعم السياسي والاستخباري والتسليحي والتدريبي والاستشاري إلى الجماعات التكفيرية والمسلحة من جهة وتشجيع السعودية وتركيا وقطر من جهة أخرى على إشعال الحروب بالوكالة في سوريا واليمن والعراق وليبيا وارتكاب الجرائم في البحرين وجرّ الاضطرابات نحو بلدان أخرى مثل لبنان ومصر.
ومن أهداف حروب الوكالة عن التحالف الأمريكي الغربي الصهيوني في المنطقة والعالم الإسلامي محاصرة المشروع الإسلامي المناهض للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة والعالم الإسلامي مرورا بعزل مشروع المقاومة الفلسطينية وصولا إلى مصادرة القضية الفلسطينية شعبا وأرضا ومقدسات وهوية ثم الترتيب لعملية التفكيك والتقسيم لبلدان المنطقة ضمن مسار إقامة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي يكون فيه لإسرائيل الحضور والتفوق العسكري والاقتصادي والسياسي من هنا بات اليوم بشهادة تجليات وقائع الأحداث بأن رعاة وحماة الحروب بالوكالة برأس حربتها التكفيرية الموجهة لتدمير الإسلام وإبادة أهله وتفريق أمته وشعوبه هم أمريكا والكيان الإسرائيلي والدول العربية مثل السعودية وقطر وكذلك تركيا، وهذا المحور الذي يعرف باسم المحور الغربي – العبري – العربي يقف في وجه المشروع العربي الإسلامي المقاوم للمشروع الأمريكي الصهيوني ويخوض معه مواجهات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والإعلامية والسياسية والاقتصادية والايديولوجية.