هل هذا هو التحرر ؟؟
بقلم / زيد الغرسي
قتل أكثر من خمسين مجندا وجرح العشرات في عملية انتحارية جديدة استهدفت تجمعاتهم امام منزل ما يسمى قائد قوات الأمن الخاصة ” المعين من قبل الاحتلال ” الذي يقع خلف معسكر الأمن المركزي ” الصولبان ” بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن وأعلن ما يسمى تنظيم داعش تبنيه لهذه العملية بقيام المدعو أبو هاشم الردفاني بالدخول الى تجمعاتهم وتفجير نفسه بحزام ناسف وفي سياق ردود الفعل تناقضت التصريحات بين قيادات المرتزقة حيث صرح حسين عرب وزير داخلية هادي بأن المجاميع كانوا يطالبون بالتجنيد بينما صرح قائد قوات الامن الخاصة التابع لهادي بانهم كانوا على موعد مع تسليم مرتباتهم وتعتبر هذه العملية هي الرابعة التي استهدفت هذا المعسكر
حيث كانت الاولى في مايو 2015م بتفجير انتحاري والثانية في يوليو بنفس العام والثالثة قبل أسبوع من العملية الرابعة حيث شهد المعسكر عملية انتحارية لأحد عناصر داعش استهدفت أيضا مجندين أمام معسكر الأمن المركزي ” الصولبان ” أدت إلى مقتل أكثر من خمسين مجندا وجرح ثلاثين آخرين كما تبادل قيادات المرتزقة الاتهامات حول هذه الجريمة وفي العمليتين الأخيرتين سقط أكثر من مائة مواطن خلال أسبوع واحد في مكان واحد وبنفس الأداة والسيناريو وهو ما يثير تساؤلات عدة أبرزها لماذا يتم تجميع كل هذا العدد في مكان واحد ؟ ومن المستفيد؟ وما مدى تنسيق المستفيد مع داعش ؟ وما هي المؤامرة ضد أبناء الجنوب ؟
ولماذا لا تتخذ إجراءات أمنية مشددة لا سيما بعد حصول عدة حوادث سابقة بنفس السيناريو؟ . كما ان هروب قيادة المرتزقة من تحمل المسئولية يؤكد مدى رخص الدم الجنوبي لدى هؤلاء القيادات الذين أصبحوا يتاجرون بأنباء الجنوب في مختلف الجبهات وفي جانب آخر يوضح مدى الانفلات الأمني التي تعيشه المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال ففي الأسبوع نفسه حدثت عدة جرائم متنوعة بداية من عمليات الاغتيالات المستمرة بشكل يومي في المحافظات الجنوبية حيث تم اغتيال أسامة خالد حيدرة الجبيري في عدن ومحمد حسين الجابري مسئول التموين لما تسمى بقوات الحزام الأمني في يافع كما نجا المواطن ” عبدالله سعيد ٲحمد عديو ” من محاولة اغتيال في عتق بشبوة و قتل خمسة في كمين لدورية تابعة لمليشيات الاحتلال في جعولة غرب عدن وأصيب اثنان من مليشيات “الحزام الأمني” في أبين بعد كمين نصب لهم في الطريق الرابط بين زنجبار ولودر، أيضا لقيت اسرة كاملة مكونة من أب وأم وأطفال مصرعهم داخل سيارتهم بعد دهسهم بمدرعة تابعة لمليشيات الاحتلال كانت تمشي بسرعة جنونية في الخط البحري بعدن كما تم العثور على أحد عشر جثة مقطوعة الرؤوس في عدن عدا عن الاشتباكات اليومية بين مليشيات الاحتلال التي يسقط فيها قتلى وجرحى بينهم مواطنون هذه الجرائم نموذج بسيط لما يحدث بشكل شبه يومي
منذ احتلال المحافظات الجنوبية من قبل القوات الإماراتية السعودية الأمريكية بما يؤكد مشروع الاحتلال القائم على الفوضى والقتل والتفجيرات بنفس ما يمارسه في سوريا والعراق ومصر الذي يطبقه في المحافظات الجنوبية اليمنية كما أن أغلب العمليات تتبناها ما تسمى داعش والقاعدة التي عادت للسيطرة على أغلب محافظات الجنوب تحت رعاية الاحتلال حيث فتح لها معسكرات التدريب وزودها بمختلف الأسلحة وصولا إلى تعيين بعض قياداتها في المناصب الأمنية والحكومية من قبل هادي وبدعم أمريكي سعودي اماراتي كما كان في العاصمة صنعاء التي شهدت عمليات اغتيالات وتفجيرات وقتل من قبل هذه الأدوات الإجرامية أثناء حكم السفارة الأمريكية قبل ثورة 21 سبتمبر التي اندلعت لتوقف الكثير من المؤامرات على الجيش والشعب اليمني ولا زالت تقبض على الكثير من الخلايا الإجرامية التابعة للقاعدة وداعش ومليشيات حزب الاصلاح حتى في ظل العدوان …
منذ عام ونصف والمحافظات الجنوبية تمسي وتصبح على أخبار الاغتيالات والتفجيرات والجثث المجهولة والاختطافات ووو..الخ من جرائم الاحتلال وأدواته المسماة قاعدة وداعش، فهل هذا هو التحرر الذي يريده العدوان السعودي الأمريكي لأبناء الشعب اليمني ؟ وهل هذا هو الاستقرار والرخاء الذي وعد به العسيري بداية العدوان ؟ وهل هذا هو النموذج الذي يريد العدوان نقله إلى بقية المحافظات الحرة ؟