عيد نبوي مبارك
بقلم / الشيخ عبدالرحمن طارش التيمي
أمة الإسلام المجيدة العظيمة ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه ، وحياك الله تعالى تحية طيبة مباركة !
أما بعد :
فإنني انتهز هذه الفرصة الطيبة لأتقدم إليك بأسمى التهاني ، وأرق المباركات بمناسبة ميلاد النور ، ميلاد الوفاء والهناء ، ميلاد الأخلاق والأذواق ، ميلاد الهدى والضياء ، ميلاد سيد الأكوان ، وخير بني الإنس والجان ، عطر الزمان ، وعبير المكان ، ومصباح الحيران !
إنسان الوجود ، وحبيب الملك الودود ، صاحب المقام العظيم ، والخلق الكريم ، ذي القلب الرحيم .
من شهدت بصدق دعوته الكائنات، ونطقت بمحبته الجمادات ، وتشرفت به الأرض والسموات .
من فاحت بعبيره الزهور، وأضاءت من نوره البدور ، وتلألأت بسناه النجوم ، وهطلت مَحبةً له الغيوم.
إن كان لي ميلاد رأيت فيه شمس السماء ، فميلادي الحق الجديد هو في هذا اليوم المجيد ، الذي أرى فيه شمس الهدى تطل على الأكوان ، وتسري بأريج هداه في البلدان.
انه ميلاد جديد لبنيك أيتها الأمة العظيمة ، ميلاد عُشاق الرسول الأكرم ، والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
إن ميلادنا الأول ميلاد أجساد وأشباح، وميلادنا بالنبي العظيم ميلاد أنوار وأرواح.
آن لك أيتها الأمة العظيمة، أن تستعيدي البسمة المغصوبة ، والمروءة الموءودة ، والنشوة المطمورة .
آن لك أن تستنشقي عبير سيد الأنام، وأن تشهدي ميلاد أقوام كرام.
يجددون لك العهد والولاء : بأنهم سيرسمون على خدك المشرق أجمل اللوحات الأخلاقية، وسيسطرون على جبينك المنير أروع الكلمات المحمدية .
عهدا لك يا أمة الإسلام باسمي وباسم كل عاشق ومحب لحبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن نسير على خطى نبيك المحبوب الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
عهدا لك يا أمة الإسلام : أن تري فينا علماء ربانيين، وشبابا عابدين، وأبطالا مغاوير، وإخوانا متحابين، وأولياء مقربين !
عهدا لك يا أمة الإسلام : أن نجعل صفحاتك بيضاء نقية، وأيامك زهراء مشرقة ، ولياليك غراء عاطرة.
أحبابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مشارق الأرض ومغاربها .
أهديكم من فؤادي أزكى تحية وأعطر سلام، ويسرني أن أتقدم إليكم بهذه التهنئة ، فأقول لكم :
بارك الله تعالى لي ولكم بهذا اليوم الأزهر الأغر، المهيب المجيد، وكل عام وانتم بخير.
إن الكون كله يبتهج احتفاء واحتفالا وتعظيما لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أبناء الأمة المجيدة ، لا تكن الطيور والعصافير والأشجار والدواب والجمادات اشد حبا وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلممنكم ، بل نافسوا الملائكة في تعظيمه ، وباروا الطيور في محبته ، وعطروا المجالس كالزهور بذكره ، وشاركوا الكون الفسيح فرحته ونشوته.
تبادلوا التهاني والمباركات بهذه المناسبة العظيمة ، واخرجوا إلى الشوارع والميادين والساحات ، ودقوا طبول النصر ، فرحا وسرورا بميلاد الهدى والنور.
إن هذه الذكرى الخالدة ، لها جمالها الزاهر ، وعبيرها العاطر.
فشرفوا أنفسكم بالانتساب لهذا النبي العظيم ، وعبروا عن فرحتكم كالأطفال الصادقة في فرحتها ونشوتها .
ارسموا على الجدران كالصبيان بالطباشير والأقلام : أهلا وسهلا بك يا خير الأنام ، مرحبا بك يا سيد الأكوان ، لبيك يا رسول الله
أسمعوا الأمم كلها دوي ترحيبكم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وستصغي الأمم بقلوبها لكم ، وستعلم كل الشعوب أن المستقبل لدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.