الخبر وما وراء الخبر

الأوسُ والخزرجُ حكايةُ وفاء مع محمد

167

بقلم / زيد البعوة
شعبُ الإيْمَـان والحكمة، شعبُ الإسْلَام والسلام، شعب اليمن العظيم، شعب المهاجرين والانصار، شعب الأوس والخزرج، شعب الجزيرة العربية، شعب محمد صلى الله عليه وآلَـه وسلم ما أن يطل شهر ربيع الأول حتى تظهر البسمة والفرحة والابتهاج بالمولود الذي انعم به الله على العالمين في الـ12 من ربيع الأول يعبر اليمنيين عن فرحتهم وعن تقديرهم لفضل الله امتثالاً لقول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، فيجسدها اليمنيون قولاً وعملاً.

ومنذ بداية شهر الربيع تجدُ محمداً أمامك في كُلّ مكان في الشارع من خلال ملصقات ولوافت كبيرة كُتب عليها قول الله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، وفي المجالس والمساجد يبدأ الحديثُ عن محمد كقدوة وقائد كنعمة وفضل كتغيير من الأسوأ إلى الأفضل كمخلص للبشرية من الشرك والضلال إلى الهدى والنور يتحدَّثُ الجميعُ عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيخلقون حالة من الوعي في أوساطهم عن هذا الإنسان العظيم وعن هذا النور المبين وعن هذا الذي أرسله الله إلى البشرية أجمعين..

وتمُرُّ الأيامُ العشرةُ الأولى من شهر الربيع وقد حصلت تعبةٌ ثقافية وجهادية وإسْلَامية عامه في أوساط الناس، من خلال الفعاليات والندوات الثقافية والمنشورات التعبوية والمهرجانات، وغير ذلك من الأعمال التي كلها تهدفُ إلى الاحتفال بنعمة الله وفضله المتمثلة في سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله الذي شغل اليمنيين حبه، فترى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تلهَجُ بذكره بالأناشيد والزوامل والمحاضرات والخطب والدروس التي تتحدث عن مولود الربيع المحمدي.

وكما يحتفلُ اليمنيون كُلّ عام بذكرى المولد النبوي الشريف إلّا أن عامَي 2015 و2016 كانا عامين شديدين على اليمنيين؛ بسبب العدوان السعودي الأَمريكي الذي أهلك الحرث والنسل بدون ذنب إلّا أن هذا الشعب يؤمن بالله ويعادي أعداءه ويوالي أولياءه، وعلى الرغم من العدوان والحصار إلّا أن ذلك لم يمنع الشعب اليمني مِن أن يحتفلَ في ظروف العدوان ويحول الشوارع المدرمة إلى لوحة خضراء كُتب عليها بالخط العريض: “لبيك يا رسول الله”.

ويأتي اليومُ الثاني عشر من كُلّ عام ومن كُلّ ربيع أول ثم يحتشد اليمنيون ليهتفوا بأرفع أصواتهم: “لبيك يا رسول الله”، ويهتفون بالموت لأَمريكا وإسرائيل ويلعنون أعداء محمد وآله من اليهود والنصارى والمنافقين، ويطل على العالم بقية محمد وحفيده السيد عَبدالملك ليجسد في الناس درساً مهماً يتمثل في القيادة المختارة من قِبل الله والممتدة من سُلالة رسول الله تصدّعُ بالحق وتجاهد في سبيل الله وتدعو إلى آية قرآنية مفادها: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ”.

وهكذا كُلّ عام في السلم والحرب يعبّر الشعبُ اليمني عن صدق انتمائه للإسْلَام وصدق انتمائِه للرسول محمدٍ صلى الله عليه وآله.