الخبر وما وراء الخبر

باب المندب والقاعدة السعودية العسكرية تثير مخاوف التجارة العالمية

215

ذمار نيوز -النجم الثاقب 5 ديسمبر، 2016

النظام السعودي بحربه الغاشم على اليمن القى بنفسه الى التهلكة وواجه افلاس وفشل ذريع في داخل المملكة وخارجها، أن الاوضاع الاقتصادية السعودية على حافة الإفلاس بسبب انخفاض عوائد النفط، والعجوزات الكبيرة في ميزانيتها، وتراجع الاحتياطات بسبب الهدر المالي، والتورط في حروب اليمن وسورية والعراق و انفاقها الضخم على التسليح.

المملكة العربية السعودية مقدمة على اوضاع مالية صعبة جدا قد تصل لمرحلة اقرب الى الافلاس بسبب سوء ادارة الثروات المالية الهائلة التي دخلت خزينتها، وعدم ترشيد الانفاق، والمبالغة في شراء صفقات اسلحة لاهداف سياسية وليس عسكرية، وشراء ذمم عظمى في ظل حالة من الارتباك غير مسبوقة.

الدراسات الغربية تؤكد ان المملكة ستواجه متاعب اقتصادية صعبة في غضون عامين بسبب اقدامها على “مقامرة” خطيرة في نوفمير الماضي، عندما توقفت عن سياستها في دعم اسعار النفط، وضخت اكثر من مليون برميل في الاسواق، مما ادى الى انهيار الاسعار بنسبة 55 بالمئة، والهدف هو شل الاقتصاد الايراني، واضعاف الروسي بسبب دعمهما للنظام السوري وايضا شن العدوان على اليمن، فجاءت النتائج عكسية تماما، وفي الوقت الخطأ.

تسعى السعودية ان تدير الحرب في مضيق باب المندب لانخراط الدول الغربية وغيرها في اليمن بصورة مباشرة من خلال عدم الاستقرار والامن في هذه المنطقة الاستراتيجة والكسب المزيد من الشرعية لاستمرار العدوان وخفض الادانات الدولية.

إن ثروة اليمن من مصادر الطاقة حسب المقاييس العالمية محدودة للغاية، إذ يقدر إنتاجه الحالي بنحو 130 ألف برميل يوميا فقط مقابل ما يزيد على 9.5 مليون برميل تنتجها السعودية كل يوم. غير أن اليمن يتمتع من خلال خليج عدن الذي يشرف على مدخل مضيق باب المندب بأحد أهم المواقع الجيوسياسية والحيوية للتجارة العالمية. فعبر هذا المضيق تمر الآلاف من ناقلات نفط الخليج وناقلات البضائع الأخرى بين آسيا وأوروبا وحوض المتوسط وشمال أمريكا.

وتذهب التقديرات إلى أن 13 بالمائة من إنتاج النفط العالمي، أي نحو 4 ملايين طن تمر يوميا عبر المضيق باتجاه قناة السويس ومنها إلى بقية أنحاء العالم. ويمر عبر المضيق سنويا ما يزيد على 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع. وعلى الصعيد الإقليمي يشكل المضيق شريانا حيويا للتجارة في الدول المطلة على البحر الأحمر بدءا باليمن وانتهاء بمصر مرورا بجيبوتي وارتيريا والسودان والسعودية وإسرائيل والأردن. ويشكل المضيق “هبة الحياة” بالنسبة لقناة السويس التي تدر على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا. على الصعيد الدولي يحتل المضيق المرتبة الثالثة عالميا من حيث الأهمية الإستراتيجية بعد مضيق هرمز ومضيق ملاقا.

وفي ظل فتور العلاقات المصرية السعودية والخلافات الاماراتية السعودية، النظام السعودي  يسعى بالسيطرة على مضيق باب المندب للضغط على الحكومة المصرية والامارتية.

حيث أعلن وزير خارجية جيبوتي “محمود علي يوسف”، عن استعداد بلاده لإقامة قاعدة عسكرية سعودية في أراضيها، معرباً عن توقعه في تنفيذ الاتفاق مع الرياض خلال القريب العاجل، وفقاً لمقابلة أجراها يوسف مع صحيفة “الشرق الأوسط”، نشرتها الأحد 4 ديسمبر 2016.

أدى تفاقم الأوضاع الأمنية والعسكرية في اليمن خلال الأشهر الماضية إلى توجيه الأنظار بشكل متزايد نحو المخاطر المحدقة بالتجارة العالمية في حال حدوث مواجهات عسكرية تؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية من خلاله.

ومع انطلاق الضربات الجوية التي تقودها السعودية على اليمن تزداد هذه المخاوف يوما بعد يوما، لاسيما وأن نيران الحرب اليمنية قد ترتد إلى السعودية نفسها.

وبحسب المراقبون أن بقاء العمليات العسكرية في إطارها الحالي لن يجعل الأمور تسير بشكل دراماتيكي لأن المعروض في سوق النفط سيحافظ على مستواه على الأٌقل في المستوى القريب. غير أن إطالة أمد هذه العمليات ووصول شظاياها مضيق باب المندب وإلى منشآت النفط السعودية “سيحدث أثرا هائلا” في الأسواق العالمية .