في ذكرى رحيلِ المستعمر البريطاني.. الحراكُ يصطدمُ بـ “الاحْتلَال”!..
قواتُ الاحْتلَال تعتقلُ قياداتِ الحراك في حضرموت وتقتحمُ الساحة المخصّصة للاحْتفَال بذكرى الاسْتقلَال وتشترطُ رفْعَ صور بن سلمان وبن زايد وتأييد هادي للسماح بإقامة الفعالية
حراك باعوم وناصر: نحذّر السلطات من مغبة الاستمرار في انتهاكاتها ونحملها تبعاتِ جرّ المدينة إلى الفوضى
حضورٌ جماهيريٌّ ضعيفٌ في فعالية عدن واستبدالُها بحملة تقديم الشكر للعدوان وما يسمى بـ “يوم الشهيد الإماراتي”
ذمار نيوز/صدى المسيرة
انعكسَ حجمُ الخلافات بين تيّارات الحراك الجنوبي؛ بسبب تدخلات العدوان على فعاليات ذكرى الاسْتقلَال، حيث اتجهت السلطات الموالية للاحْتلَال إلى استخدام القوة لمنعِ إقامة فعاليات دعت لها تياراتٌ لا تعترف بما يسمى “الشرعية” فيما سمحت للتيارات الأخرى الموالية للعدوان بإقامة الفعاليات بالمناسبة.
وسجّلت الأيام الماضية أولَ تصادم بين الحراك الجنوبي وسلطات الاحْتلَال، سيما في محافظة حضرموت، حيث اتهم قياديٌّ في الحراك الجنوبي، في اتصال هاتفي مع “صدى المسيرة”، الاحْتلَالَ الإماراتي باعْتقَال قيادات تابعة للحراك الجنوبي تيار باعوم وعلي ناصر محمد على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المكلا.
وحسَبِ القيادي فإن القواتِ الإماراتية لا تزالُ تعتقل 10 قيادات من الحراك في مطار الريان، مضيفاً أنهم يتعرضون للإهانة من قبل القوات الإماراتية، مشيراً إلى أن سلطات الاحْتلَال منعت الحراك من إقامة فعالية الـ 30 من نوفمبر في المكلا؛ بسبب رفض اللجنة التحضيرية للفعالية رفْعَ صور الملك السعودي ومحمد بن زايد وتأييد ما يسمى الشرعية، قائلاً: تم السماح لتيارات الحراك المؤيدة للعدوان في إقامة فعاليات الاسْتقلَال في عدن ومحافظات أخرى؛ لأن في تلك الفعاليات ترفع صور بن سلمان وبن زايد.
وكانت قواتٌ مسلحة تابعة للإمارات قد اقتحمت الساحة المخصصة للحراك الجنوبي في ساحل حضرموت وذلك مساء الثلاثاء الماضي.
وتداولت وسائل إعلامية أنباءَ الأحداث في حضرموت بالإشارة إلى منع السلطات الحراك الجنوبي إقامة فعالية ذكرى الاسْتقلَال، حيث أدى اقتحامِ الساحة في مدينة المكلا إلى ردود أفعال من قِبل مؤيدي ومناصري الحراك قبل أن تتجهَ تلك السلطات إلى اعْتقَال العشرات، أبرزهم سالم الجبل بن الشيبة عضو اللجنة التحضيرية للفعالية خلال محاولته اللقاء بالمحافظ المعيّن من قبل الفار هادي للمطالبة بالإفراج على عددٍ من القيادات المحسوبة على الحراك والمعتقلة لدى قوة تُدَعى المخابرات العسكرية.
وحَسَبِ وسائلَ إعلامية فإنَّ كلاً من علي بن شحنه نائب رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية ومدرم أبو سراج، وهو قيادي في الحراك من محافظ عدن وإبراهيم الجفري نائب رئيس اللجنة السياسية في فصيل الحراك التابع لباعوم قد اعتقلوا الاثنين الماضي في المكلا وسط مطالبات بسرعة الإفراج عنهم.
وتحدثت وسائلُ إعلاميٌة عن اعْتقَالات طالت ناشطين حراكيين في شوارع مدينة المكلا عقب إعلان اللجنة الأمنية التابعة لقوات الاحْتلَال إلغاء فعالية الحراك لدواع أمنية حسب اللجنة.
مصادرُ قالت لـ صدى المسيرة إن مسلحين موالين للعدوان احتجزوا عدداً من الحافلات في الطريق إلى الساحة المخصصة للاحْتفَال وسط المكلا قبل أن يتم إجبارُ تلك الحافلات على العودة إلى عدن، فيما قامت سلطاتُ الاحْتلَال بملاحقة الناشطين في شوارع المكلا.
وحصلت “صدى المسيرة” على أسماء المعتقلين في نقطة كندة وهم: 1- أمان عبدالجبار 2- عبدالفتاح جماجم الربيعي 3- أسعد جعفر سكينه 4- عمر الطلي 5- حسين جامع 6- أحمد الريحاني 7- هديل الخطيب 8- جمال مسعود 9- أحمد سليمان 10- محمود خالد محمود.
وكانت اللجنة التحضيرية للفعاليات في المكلا وعدن والتابعة لمكونات وقوى الثورة الجنوبية التحررية قد أصدرت بلاغاً صحفياً بعد الاعْتدَاء اتهمت فيه ما يسمى “الشرعية” بما حدث في المكلا، حيث أغلقت مداخل ساحة الحرية بالأطقم منذ مغرب الثلاثاء ونشرت مدرعاتها وأطقمها وأفرادها في شوارع المدينة بشكل هستيري.
وقال بلاغ اللجنة (ونحن إذ نستكر وندين مثل هذه التصرفات الرعناء واللامسئولة التي تمارسها قوات ما تسمّى الشرعية منذ ليلة الاثنين من اعْتقَالات واقتحامات وانتهاكات لحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنْسَان؛ بهدفِ تكميم الأفواه إلا أننا نؤكد أن الفعالية الرئيسية ستقام، ونحذر السلطات من مغبة الاستمرار في انتهاكاتها ونحمّلها تبعاتِ جَرّ المدينة إلى الفوضى).
على صعيد آخر أصدر القياديُّ في الحراك محمد علي أحمد رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بياناً بمناسبة 30 نوفمبر دعا فيها ما يسمى الحكومة شمالاً وجنوباً إلى تسهيل مهرجانات المناسبة وإبداء حُسْن النوايا تجاه “الجنوب”، مضيفاً: واستشهدُكم قولاً لا وجودَ لأي حل إلا بحل عادل للقضية الجنوبية.
وسبق للسلطات الموالية للعدوان السماح بإقامة فعاليات مؤيدة لما يسمى الشرعية ورافضة لخطة ولد الشيخ وسط المكلا، ما يؤكد حجمَ الاسْتهدَاف الذي يتعرض له الحراك الجنوبي الذي يرفُضُ تأييدَ العدوان.
أما في عدن فقد شهدت الفعاليةُ التي دعت لها فصائلُ حراكيةٌ مواليةٌ للعدوان مشاركة جماهيرية ضعيفة على عكس ما كان متوقعاً، وهو ما يعكسُ حجمَ تأثير تلك الفصائل والتيارات على الشارع، سيما بعد اتجاهها نحو تأييد العدوان وتبرير تدخُّله العسكري.
وحسبَ وسائلَ إعلامية فإن جزءً كبيراً من الفعالية خُصّص لتقديم الشكر للإمارات والسعودية ضمن حملة ما يسمى “مليونية شكراً إمارات الخير” وذلك إحياءً لما يسمى “يوم الشهيد الإماراتي”.
متابعون فسّروا فشَلَ الفعالية في عدن ومحاولةَ تمييعها لصالح دول العدوان لأسباب أبرزها ما تعانيه المحافظة وبقية المحافظات الجنوبية من أوضاعٍ صعبةٍ شملت مختلفَ النواحي الأمنية منها والمعيشية في ظل وعود وتعهدات مستمرة من قبل هادي وحكومته، الأمر الذي انعكَسَ على وضع المواطنين من خلال فعاليات احْتجَاجية تطالبُ بتوفير الخدمات الأساسية وصرف الرواتب.