الخبر وما وراء الخبر

التضحية الاستشهادية [ الإمام (الحسين) نموذجاً ]

190

أ.د. حسـن علـي مجلـي

الإهــــداء:
إلى الإمام (الحسين) وصحبه وآل بيته، شهداء يوم عاشوراء، وأحفاده وأنصاره وأتباعه في اليمن، المدافعين عن السيادة الوطنية والحرية الإنسانية.

قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ  )) صدق الله العظيم.

ورد في (لسان العرب) يقول (ابن منظور): الشهيد من أسماء الله الأمين في شهادته، وقيل الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء، كذلك الشهيد هو الحاضر الذي يشهد على الخلق يوم القيامة.
والثابت هو أن العرب لم يعرفوا الشهادة كظاهرة أو الشهيد كرمز أو لقب قبل الإسلام وخير شاهد على ذلك، ما جاء عن (لسان العرب) عبر الشعر، الذي كان سجلاً مهماً لأحداث ومفاهيم وعقلية المجتمع العربي.
وكان النصر ولا زال وسيظل حليف الأفكار والقيم الإنسانية العظيمة التي استشهد من أجلها الإمام (الحسين)، حفيد الرسول الأعظم، صلوات الله عليهما، من أجلها.
إن الموت المأساوي لإمام الشهداء (الحسين بن علي بن أبي طالب) تاج الشجاعة والتضحية، هو رمز الفداء العظيم وبطل الفكر والمبادئ المحاربة للاستبداد والفساد. لذلك فإنه قد قتل على مذبح الفداء لمبادئ الإسلام العظيمة وأهمها الشورى والعدل والتوحيد والحرية والثورة على الفساد والظلم والهوان والتخاذل.
هذه الملايين الهادرة من البشر السائرين طوعاً في أربعينية الإمام الشهيد (الحسين بن علي) في (كربلاء) ترعب أعداء الحرية والعدالة، لأنها إعلان ثورة على الطغاة والفاسدين وإنذار بقرب نهايتهم.
الإمام (الحسين) هو: سم الطغاة والفاسدين وعنوان النصر، وثأر الله، من قتلته المجرمين وأعوانهم وأتباعهم إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة.
المفكرون الغربيون الموضوعيون المنصفون حينما يتحدثون عن عذابات الإمام (الحسين) في (كربلاء) واستشهاده، فإنهم يؤكدون المعنى الاحتفالي للشهادة الخالدة ولمضمون الثورة الحسينية – بما يدعو الناس جميعاً للاحتفال بعظمة هذه الثورة الخالدة، سنوياً كنوع من أنواع الطقوس العبادية الثورية للمسلمين جميعاً، لأن روح (الحسين) جزء من قاموس السماء.
كما أن حركة (الحسين) الثورية رافد أساسي من المنهج العقائدي للإسلام الصحيح.
إن أهم أهداف الثورة الحسينية المرتبطة بعوالم التقوى والإيمان إعادة الوجه المنير للإسلام، والانتصار لمبادئه الحقيقية التي يأتي في مقدمتها: العدل، والتوحيد، والاجتهاد، والثورة على الظلم، ومحاربة التكفير والإرهاب.