اتفاق مسقط…تجربة مع رأس الأفعى ومعرفة النوايا
ذمار نيوز : النجم الثاقب-خاص
بعد التجارب العديدة والمحاولات المستمرة التي قام بها الوفد الوطني في المفاوضات السابقة وفتح المجال للمرتزقة والمنافقين للعودة الى وطنهم يمدون ايديهم للسلام معلنين ان الوطن للجميع متناسين كل ما عموه من مآسي وخيانات بحق ابناء هذا الشعب اليمني الجريج يبدو ان الوضع بعد اتفاق مسقط ليس كما قبله، وهو ما لم يستطع العقل المتحجر في بلاط الرياض استيعابه، وتحديدا الموقف الأمريكي، الذي يبدو بكل ملابساته و تغيراته مفاجئا بكل ماتعنيه الكلمه.
ان يأتي كيري عبر بوابة مسقط، ويطلب لقاء مباشرا مع وفد القوى الوطنية خصوصا انصار الله، ويتم اللقاء المباشر عبر طاولة مستديرة، وجها لوجه، ثم يتمخض اللقاء عن اتفاق يقضي بوقف العدوان، والتوقيع عليه امريكيا كل ذلك لا يأتي اعتباطا، او لمجرد المناوره والاستهلاك الاعلامي.
لقد اتضحت نواياهم من خلال المؤتمر الصحفي للسفير البريطاني في اليمن عندما قال ” أرى مؤشرات متعددة على انقسامات بين الحوثيين وصالح واعتقد أن كيري ذهب الى مسقط لاستطلاع الوضع، هل الحوثيون يريدون السلام حقاً؟، لذا ذهب هنالك للقاء بهم وجهاً لوجه لقول : هل تريدون السلام؟” وفي الحقيقة ان السلام الذي يريدونه هو الاستسلام وهو مالم يحصلو عليه ولهذا نراهم ينكثون وعودهم، انه البحث عن الاستعداد للاستسلام ومن خلال مايفهم من كلام السفير البريطاني ان العدو يراهن على شق الصف بين انصار الله والمؤتمر.
يبدو ان الامريكي قد وصل الى مرحلة التشبع من الاستثمار في دماء واشلاء و معاناة وحصار الشعب اليمني ولعل من يلاحظ اخر صفقات السلاح الامريكية لنظام البغي العدوان سيدرك ذلك،، فالصفقه لم تتجاوز قيمتها السته مليارات دولار،، في الوقت الذي تجاوزت فيه نظيرتها الفرنسية، حاجز السته عشر مليار دولار فضلا عن الصفقات البريطانية، والكندية الى اخر القائمة.
اذا الأمريكي عندما يأتي لشغر المقعد المقابل لوفدنا الوطني، على طاولة مفاوضات، ويتم التوقيع من قبله على اتفاق، هو يأتي ويجلس بصفته أصيل، وليس وكيل عن احد.
لقد مثل الموقف الأمريكي الداعم والمشارك في العدوان، عصب الحياة، وحجر الزاوية، وبما يجعله المعتدي الاول، قبل أي شريك اخر، ممن تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء والمدنيين اليمنيين، وهو عندما يصل الى قناعة بضرورة وقف عدوانه، فسيفعل ولن ينتظر مشورة احد، او أخذ رأي احد، لا نظام البغي والعدوان، ولا مرتزقته على الارض، ولذلك أتى الى مسقط وحاور وفاوض بشكل مباشر ثم وقع على اتفاق ينهي العدوان.