الأنتخابات الأمريكية وفوز ترامب…وغموض مصير النظام السعودي في المنطقة
ذمار نيوز -النجم الثاقب 9 نوفمبر، 2016
فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية ليكون الرئيس الخامس والأربعون لـ أميركا، وحسمت ولاية بنسيلفانيا التي تضم عشرين مندوباً النتيجة لصالحه.
هي حفلة جنون أمريكية تتكرر كل أربع سنوات، وتدفع شعوبُ العالم ثمنَ ذلك من أمنها وأمانها واستقلالها واستقرارها، وهذه المرة انحدرت الولايات المتحدة إلى أسوأ مراحلها لتجد نفسها رهينةً بين شريرة وآخر هو مدفع فالت كما وصف أحدهما الآخر، ومن حيث لا يشعران فإنما يصفان أمريكا نفسَها بأنها شريرة ومدفع فالت لم يكن منها إلا كل هذه الحروب الدامية وكل هذه الفوضى العارمة.
وبحسب المراقبون سيأتي ترامب بجيوشه لتنفيذ الاجندة الاستعمارية كما هو حال بوش، و بالتالي يسهل على العرب الحشد لمواجهته، وعندما تبدا الخسائر البشرية والمادية في الجيش والاقتصاد الامريكي سيكون هناك ضغوط من المجتمع الامريكي لانهاء تلك الحرب والانسحاب، وسيتم ذلك كما حصل مع غزو افغانستان و العراق.
اما سياسة كلينتون فهي كسياسة أوباما المتمثلة بتنفيذ الاجندة الاستعمارية واحتلال الاوطان ولكن ليس باستخدام الجيش الأمريكي، بل باستخدام الجيش الوهابي السلفي التكفيري، وهنا يقع الكثير من اللغط، فالكثير لا يفقه أن هؤلاء التكفيريين يقاتلون نيابة عن الجيش الامريكي (بحكم التضليل الكبير من أن قتالهم فتنة كونهم محسوبين على المسلمين و بحكم العاطفة وغيرها!!) .
و هنايكون الحشد لمواجهتهم اقل بكثير مما لو كان المقابل هم الامريكيون انفسهم، و من هنا تطول المعارك و يسقط الكثير من الضحايا ولا يأسف عليهم احد و لا يحصل اي ضغط لايقاف تلك الحروب؛ لان الضحايا ليسوا أمريكيين و لا تتضرر امريكا بشيء، بل تحقق المكاسب و الارباح و يتوسع نفوذها وهيمنتها دون أن تفقد جنديا او دولارا ! لذلك فسياسة ترامب اهون من سياسة كلينتون التي يؤيدها الخليج والمطاوعة.
صحيح أن كليهما ينفذ سياسة استعمارية، نعم هذا لا خلاف عليه ،ولكن نتحدث هنا عن الاسلوبين المختلفين للتنفيذ وايهما اهون بالنسبة للعرب والمسلمين وتحديدا القوى التي تحمل على عاتقها مسؤولية مواجهة المشروع الامريكي.
وزار مؤخراً رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد وصل الى الرياض بعد زيارته لتركيا فيما العنوان التعاون العسكري والامني على مستوى المنطقة.
وكان لافتا ان وزارة الدفاع الأميركية كانت قد استبقت زيارة الجنرال دانفورد إلى السعودية ببيان أصدرته، وقالت فيه: “السعودية، حليف مقرب للولايات المتحدة في المنطقة المضطربة جدا من العالم”.
زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكي لا يمكن قرآتها الا في اطار تدشين مخطط امريكي جديد في المنطقة والذي سيعمل عليه الرئيس الامريكي القادم.
من جهة اخرى يبدو أن المخطط يحتاج الى دور اساسي لكل من نظام ال سعود وهذا ما تؤكده طبيعة التحولات السياسية والعسكرية والامنية التي تشهدها المنطقة اليوم.
فعلى مسار تحالف المواجهة للمشروع الامريكي الصهيوني التكفيري يأتي المشهد السياسي في لبنان المتزامن مع التقدم العسكري الامني السوري وحلفائه في معركة حلب ومع الانجازات العسكرية والامنية للجيش العراقي والحشد الشعبي في معركة الموصل.
وعلى مسارالعدوان على اليمن فان السقوط السعودي الامريكي في مستنقع العدوان على اليمن وشعبه يزداد يوما بعد يوم فنتائجه وشواهده واثاره العسكرية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية الفاضحة لم يعد بالإمكان اخفائها وكل ذلك في ظل فشل وهزائم متتابعة ومتعاظمة لكل محاولات الكيد والتآمر والاجرام الامريكي السعودي الاماراتي امام تعاظم صمود وصبر وارادة وعطاء الشعب اليمني وعلى هذا المسارات يبدوا ان الامريكي غير مستعد للمزيد من المغامرة.
الا ان امريكا في المقابل تعد لتكوين تحالفا جديد تحالف سيشارك فيه العدوالاسرائيلي عسكريا وبشكل مباشر اما ساجته فيتمثل بما يسمى معركة الرقة الذي هيئت له امريكا اعلاميا معركة الرقة السورية تأتي في اطار مخطط امريكي صهيوني يعتمد تنفيذه على استخدام التكفير وانظمته الداعمة وفي تفس الوقت استخدام الاكراد بهدف عزل المثلث الجغرافي الغني بالطاقة والذهب والمشترك بين كل الحدود السورية التركية العراقية وصولا الى السيطرة عليه واستقطاعه تحت عنوان الانتصار لدولة القومية الكردية المستقلة بينما الهدف هوتحويل ذلك المثلث الجغرافي وقوميته الكردية الى اشبه ما يكون يمستعمرة أمريكية صهيونية ومن هنا فان من المتوقع ان يكون مبرر مشاركة العدو الاسرائيلي بحجة حماية امن كيانه على اعتبار القرب من الحدود الفلسطينية وقد يعملون ان يمددوها الى داخل الحدود الفلسطينية المستعمرة اسرائيليا.
وتوقع مراقبون ان السعودية تعيش اليوم أسوأ ايامها بعد فوز المرشح الامريكي الذي طالب آل سعود بدفع الأموال مقابل حمايتهم وبقائهم على كرسي العرش.
اما على مسار العدوان على اليمن فهناك ايضا في المقابل تحرك امريكي بريطاني صهيونيي راس حربته الامارات والسعودية ومن المتوقع ان تدخل قطر سيركز على جنوب اليمن ولاسيما ان الاطماع الامريكية الصهيونية واضحة للسيطرة على باب المندب والى انشاء قواعد عسكرية في المناطق والمحافظات الساحلية والنفطية وبعض الجزر كجزيرة سقطرى قائم من البداية.
وأما شعوبُ المنطقة فهي مدعوة لأن تتحفز، لمواجهة الخطر الأمريكي، وتدرك أن أمريكا ليست إله الكون، وأن مواجهتها أمرٌ ممكن، وشعبُنا اليمني نموذجٌ يحتذى صبرا وتضحية وصمودا وقتالا، وحاضرٌ لأن يعزز ذلك بمزيد من الثبات، ومزيدٍ من البأس. فلا تظن أمريكا بأن الشعوب لقمة سائغة، ومن هو قوة احتلال فهو إلى اضمحلال.