أكذوبة أممية اسمها ولد الشيخ
بقلم / حسن الوريث
بالتأكيد أن النظام السعودي أدخل نفسه في ورطة كبرى بتدخله في الشأن اليمني وعدوانه على اليمن وبالتالي فإنه يحاول جاهداً الخروج من هذه الورطة باستخدام كل ما يمتلكه من أدوات وأوراق وأموال ومن هذه الأوراق والأدوات التي يستخدمها من يسمونه زوراً وبهتاناً المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ الذي يعمل موظفاً أجيراً لدى هذا النظام من خلال تنفيذ توجيهاته وتعليماته.
ولد الشيخ في إحاطته الأخيرة أو أكذوبته في مجلس الأمن حاول أن يخدع العالم أولاً بما تحدث به عن استهداف الجيش واللجان الشعبية لمكة المكرمة والتي ثبت أنه غير صحيح باعترافات سعودية مبطنة وتأكيدات بريطانية وكذا بما يقوله حول خارطة طريق أممية جديدة وأنها الحل السحري للأزمة اليمنية, بينما الهدف منها تماماً هو إخراج السعودية من المسؤولية الجنائية والأخلاقية بعدوانها على اليمن وحصارها للشعب اليمني دون وجه حق ودون أي مبرر لا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الإنسانية.
ولد الشيخ ينفذ خطة سعودية تمثلت في أن يتم وضع هذه الخارطة وعرضها على الأطراف اليمنية فيما تم الإيعاز إلى المرتزقة في الرياض بعدم قبولها ورفضها من أول وهلة, في محاولة لخداع الوفد الوطني لقبولها وبعد ذلك يتم قبولها من قبل المرتزقة وبالتالي جمع الأطراف اليمنية للتوقيع عليها وإنهاء الأزمة اليمنية كما يتم تصويرها أنها بين اليمنيين فقط وليس للسعودية أي دخل فيها وتكون هي بمثابة الدولة الراعية والحريصة على مصلحة الشعب اليمني وبالتالي تخرج من المسؤولية بناء على هذا الاتفاق وهذا هو ما تبحث عنه وجندت له الكثير من الأدوات ومنهم ولدالشيخ.
هل يمكن أن نصدق ولد الشيخ السعودي بما يطرحه من خارطة طريق هو ومنظمته العاجزة أو بالأصح المتواطئة قادرون على تنفيذه وإلزام السعودية بتنفيذها ووقف غاراتها الجوية ورفع حصارها على اليمن ؟ وهل ستلزم المرتزقة بهذه الخطة وتقدم السعودية تعهداً خطياً بأنها لن تخالف هذا الإتفاق ؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الأمم المتحدة في حالة عدم التزام السعودية ومرتزقتها بهذه الخارطة والاتفاق وما هي الإجراءات والعقوبات التي ستتخذها ضدهم ؟ ومن ثم هل لدى الأمم المتحدة القدرة على تنفيذ تلك العقوبات في حالة لو تم اتخاذها ؟ .
فمنذ انطلاق جولات المفاوضات من جنيف 1 وصولاً إلى الكويت 2 برعاية الأمم المتحدة تم طرح العديد من الأفكار ومشاريع الاتفاقات وكان الطرف السعودي هو من يعرقل واتضح أن السبب في ذلك هو كسب المزيد من الوقت لتحقيق أي انتصار أو تقدم وبالتالي الضغط على الوفد الوطني لتقديم تنازلات في المفاوضات وحينما كانوا يفشلون يعرقلون المفاوضات على أمل في تحقيق هدفهم في جولة قادمة.
وهاهم اليوم يكررون المحاولة بغباء كبير ولم يدركوا تماماً أن الوضع على الأرض يتغير لصالح الجيش واللجان الشعبية وخاصة في أراضينا المحتلة نجران وجيزان وعسير والتي ستكون أهم بند في أي مفاوضات قادمة والورقة الأبرز والأهم في أي حل قادم يعيد لليمن هذه الأراضي وهو ما هرول من أجله الموظف السعودي ولد الشيخ وقدم ورقة جديدة أهم ما فيها هو وقف المواجهات على الحدود بحسب طلبه وتعبيره على اعتبار أن هذا الأمر هو ما يريده نظام بني سعود إذ لا يهمه إيقاف العدوان على بلادنا ولا رفع الحصار بقدر ما يهمه إيقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية في هذه المناطق .
بالتأكيد أن الحديث عن أي خارطة أو اتفاقية جديدة يعتبر أكذوبة أممية جديدة لا تقدم ولا تؤخر ولا يمكن أن يكون الحل إلا كاملاً وشاملاً يبدأ من وقف العدوان ورفع الحصار ومن ثم البدء في المفاوضات اليمنية – السعودية وليس بين الأطراف اليمنية وإذا كانت هناك رغبة أممية في حل المشكلة فعليهم أولاً أن يعترفوا بصراحة ويعلنوا أن الذي ما يحدث في اليمن هو عدوان سعودي وليس حرباً أهلية بين اليمنيين كما يتم الترويج له, وفي اعتقادي أنه لن يكون هناك أي حل بدون أن تكون السعودية موجودة كطرف رئيسي وبالتالي فلابد من التوصيف الدقيق والصحيح للأزمة بدلاً من تضييع الوقت مع أشخاص ليس لهم علاقة وليس لهم حق التوقيع على أي اتفاق إلا بموافقة السعودية, كما أنه يجب علينا أن لا ننخدع وراء أكذوبة أممية اسمها ولد الشيخ لأن أجندته معروفة ومكشوفة.