الخبر وما وراء الخبر

شرعنة قتل اليمنيين…من شرعية هادي الى الصواريخ الإيرانية

188

ذمار نيوز -النجم الثاقب 8 نوفمبر، 2016

شنت 10 دول في الشرق الاوسط بقيادة السعودية يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هـ – 26 مارس 2015 م عدواناً غاشماً على اليمن بضوء اخضر امريكي صهيوني بحجة إعادة شرعية عبد ربه منصور هادي تحت عنوان عملية عاصفة الحزم مما ادت الى استشهاد ما يقارب اكثر من 7000 مواطن يمني وجرح الآلف منهم.
بعد فشل السعودية وحلفائها في اليمن ميدانياً وسياسياً لجؤوا الى القرع على الطبول بان الصواريخ الايرانية  ضمن القوة الصاروخية اليمنية بعد أن شعرت بالفشل أمام دول المنطقة والعالم والنكسة التي ادخلها اليمانيون فيها خصوصاً بعد استهداف المطار الملك عبدالعزيز بجدة مما عرف بـ بركان جدة.
وبحسب المراقبون أن السعودية وحلفائها يعلمون أن الصمود اليمني بمراتب أخطر من الصواريخ الباليستية ومن صنع هذه الصواريخ ليست إيران بل هو الصمود اليمني الذي طال اكثر من عام ونصف من بدء العدوان على هذا البلد.
دعاية التدخل الايراني والصواريخ الايرانية جاءت بعد الفشل المميت للسعودية أمام اليمن في كل جبهات القتال من الداخل وماوراء الحدود، حتى تستخدم هذه الدعاية تغطية لجرائمها البشعة التي ترتكبها بحق الشعب اليمني.
وكما تشير المبادرات الاخيرة التي قدمتها أمريكا وبريطانيا والسعودية وحتى اسماعيل ولد الشيخ، كانت مضمونها جوهرياً التخلي عن الفار هادي لكن بدء العدوان كان هو اعادة الشرعية، وما يدور في الشارع العام العربي والغربي من اسئلة كهذا لماذا بدأت السعودية الحرب على اليمن بحجة شرعية هادي وفي الحال بعد مقتل الآلاف من اليمنيين جاء التخلي عن هذا المجرم الفار؟
كل مايدور في الاعلام والسياسة العدوان هي لعبة أممية لكسر ارادة الشعب واحتلال اليمن وأن دعايات التدخل الايراني وغيرها حجة لاستمرار الحرب لمكاسب مادية أمريكية صهيونية بريطانية وايضاً الحفاظ على أمنهم والسيطرة على أهم الممرات المائية.
وبحسب المحللون فأن اصحاب المشروع الطائفي او (المجموعة الطائفية) حاولوا ان يسرقوا من ابناء الشعب اليمني انتصار الثورة على الواقع السياسي المزري، وأن اصحاب هذا المشروع جاؤوا بـ “عبد ربه منصور هادي” الذي يمثل المشروع الاميركي في المنطقة ليسرق الانتصار في اليمن، الا ان المكونات الاجتماعية والسياسية في اليمن كافة، استطاعت ان تزيح هذا النظام الفاشل من داخل اليمن واعلنت انقلابا ابيض على النظام الفاسد، ووهذه كانت نقطة اخيرة لهزيمة المشروع الطائفي في المنطقة.
وفي اليمن بعد سقوط أدوات السعودية في 21 سبتمبر 2014م التي ظلت تتحكم بواسطتهم في القرار اليمني لعقود من الزمن ، كان اليمنيون في حوار موفمبيك ـ بحسب إحاطة جمال بن عمر الأخيرة لمجلس الأمن ـ قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق بين المكونات السياسية اليمنية على تقاسم السلطة والتوافق على تشريعات تكفل بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات وتمنح المرأة نسبة ممتازة من المناصب الوزارية والمقاعد البرلمانية في الوقت الذي لا تزال فيه السعودية المجاورة تناقش ما إذا كان يمكن للمرأة قيادة السيارة أم لا، بيد أن السعودية سارعت إلى الحيلولة دون إنجاز هذا الاتفاق بشن حربها العدوانية على اليمن.
للسعودية أن تتذرع لتبرير عدوانها على اليمن بالخطر الإيراني أو بإعادة شرعية هادي أو بغير ذلك، ولكن الدافع الحقيقي للعدوان السعودي هو أبعد من خطر أنصار الله وإيران وأهم من شرعية هادي، إن بيت القصيد الذي يكمن وراء هذا العدوان هو سحق التحول الديمقراطي الناشئ على تخومها الجنوبية والحيلولة دون قيام نظام يمني قوي يستقل بقراره السيادي، ويمنع قوى النفوذ العالمي وأدواتها الوظيفية في المنطقة العربية من الاستيلاء على ثرواته وممراته المائية والعبث بأمنه واستقراره.